اعترفت ميليشيا الحوثي الانقلابية، الإثنين، رسميا بمقتل القيادي البارز ورئيس ما يسمّى المجلس السياسي للانقلاب، صالح الصماد، في غارة جوية لمقاتلات التحالف العربي استهدفته في الحديدة غرب اليمن.
وبإعلان الميليشيا الرسمي، يسقط أحد أبرز قادتها الذي جاء في المرتبة الثانية في قائمة الـ40 إرهابيا حوثيا التي أعلنتها المملكة العربية السعودية، ورصدت 20 مليون دولار لمن يدلي بأي معلومات تُفضي إلى القبض عليه أو تحديد مكان وجوده، لكن مَن هو صالح الصماد الذي شغل رئيس المجلس السياسي للانقلاب، ورئيس المكتب السياسي لجماعة الحوثي؟
مَن مدرّس إلى رئيس
صالح الصماد الذي يرأس كذلك المكتب السياسي للحوثيين، مثل جميع القيادات الحوثية المغمورة، والتي لم يكن أحد في اليمن يعرفها، وبرزت عقب انقلابهم المسلح بدعم إيراني على السلطة الشرعية أواخر 2014م.
ولد عام 1979 في منطقة بني معاذ في مديرية سحار محافظة صعدة، معقلهم الرئيس أقصى شمال اليمن، وعمل مدرسا في إحدى مدارسها، عقب تخرجه في جامعة صنعاء، في حين تنفي مصادر أخرى حصوله على شهادة علمية، إلا أنه تلقى تعليما دينيا على يد بدر الدين الحوثي، وربطته علاقات بنجله حسين مؤسس ميليشيات الحوثي، وكذلك عبدالملك زعيم المتمردين حاليا.
برز اسم الصماد كقيادي ميداني للمرة الأولى أواخر عام 2005 خلال حرب التمرد الثالثة في صعدة بين الحكومة والحوثيين، إذ جبهة قتال داخل منطقته ضد القوات الحكومية، وورد اسمه ضمن قائمة تضم 55 مطلوبا من الحوثيين أعلنتها الداخلية اليمنية عام 2009م، وعمل ضمن لجان وساطة ممثلا للحوثيين مع الحكومة وأطراف أخرى.
وفي الأعوام الأخيرة، شغل ولا يزال منصب رئيس المكتب السياسي للحوثيين، خلفاً لسلفه صالح هبرة.
وعقب اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء، فرضت جماعة الحوثي على الرئيس اليمني تعيينه ضمن هيئة مستشاريه كممثل عنها، قبل أن تطلب تصعيده نائبا له وتعيين عشرات الحوثيين في مناصب قيادية وهو ما رفضه هادي، وفق مصادر سياسية، وقدم استقالته قبل أن يتراجع عنها بعد نجاحه في الإفلات من الإقامة الجبرية التي فرضوها عليه في صنعاء.
رئيس أوّل وفد حوثي رسمي يزور إيران
ترأس صالح الصماد أول وفد علني للحوثيين يزور إيران مطلع مارس/ آذار 2015م، بعد استكمال انقلابهم على السلطة الشرعية بالإعلان الدستوري، ووقع خلال زيارته اتفاقيات تتولى طهران من خلالها دعم سلطة الحوثيين، وفتح رحلات مباشرة للطيران الإيراني وبمعدل رحلتين يوميا إلى صنعاء، أعقبها تصريحات إيرانية رسمية بأن صنعاء رابع عاصمة عربية تسقط في قبضتهم.
أوفدت ميليشيات الحوثي بعد انطلاق عمليات "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية، الصماد إلى العاصمة العُمانية مسقط، لإجراء لقاءات مع دبلوماسيين دوليين في شهر مايو/ أيار 2015م، بعدها استبعدته من المشاورات التي رعتها لاحقا الأمم المتحدة، لأسباب غير معروفة.
رئيس مجلس الانقلاب
ظلّ الصماد يمارس بعدها دورا غير بارز، حتى 28 يوليو/ تموز 2016م، حين وقع طرفا الانقلاب سابقا الحوثيون والرئيس الراحل علي عبدالله صالح، الذي فض شراكته معهم رسميا في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ما أدى إلى مقتله على أيديهم، اتفاق شراكة لإدارة سلطة الأمر الواقع، واختير رئيسا لما سمي المجلس السياسي الأعلى، كأعلى سلطة (شكلية) لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم، لكن يبقى زعيم المتمردين، عبدالملك الحوثي بمثابة المرشد الأعلى، إذ لا يتم اتخاذ أي قرار دون الرجوع إليه.
وأضافت ميليشيات الحوثي، بعدها بأشهر، منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى صالح الصماد.
أرسل تعليقك