إدانة خليجية جماعية للهجوم العسكري الإسرائيلي على إيران
آخر تحديث GMT01:28:10
 العرب اليوم -

إدانة خليجية جماعية للهجوم العسكري الإسرائيلي على إيران

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إدانة خليجية جماعية للهجوم العسكري الإسرائيلي على إيران

دول الخليج العربية
الرياض - العرب اليوم

 إدانة جماعية أعربت عنها دول الخليج العربية كافة إزاء ما وصفتها إسرائيل بهجمات "دقيقة ومحددة" على إيران ليل الجمعة/السبت الماضي، وذلك ردا على الصواريخ التي كانت قد أطلقتها طهران على إسرائيل مطلع الشهر الحالي.

وكانت دول الخليج العربية الست قد اجتمعت في بياناتها الصادرة في هذا الصدد على نقاط عدة، من أبرزها "إدانة الهجوم العسكري الذي تعرضت له إيران، و"رفض انتهاك سيادة الدول ومخالفة القوانين والأعراف الدولية" و "رفض استمرار التصعيد في منطقة الشرق الأوسط، وتوسيع رقعة الصراع القائم".

"من حرب الظلال إلى الحرب المفتوحة"

وبينما اشتركت دول الخليج في لغة سياسية موحدة ومنحصرة في عبارات تجمع بين استنكار ورفض، اختلفت لهجة الإدانة في بياناتها، إذ جاءت البيانات السعودية والإماراتية -على سبيل المثال- أقل حدة عن غيرها من البيانات الخليجية؛ حيث لم يذكر اسم إسرائيل في بياني الدولتين، ما دفع للتساؤل عما يعنيه ذلك.

ويقول بعض المراقبين، من بينهم حسن منيمنة، الأستاذ في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، لبي بي سي إن الموقف الخليجي الموحد هذا يشير إلى رغبة دول الخليج في ألا ينتقل الصراع طويل الأمد بين إيران وإسرائيل من ما يمكن أن يسمى "حرب الظلال" إلى "الحرب المفتوحة". فحرب الظلال، برأيه، محددة ومضبوطة، ومن مصلحة بلدان الخليج تفادي الأعمال الحربية أو صدامات أكثر شراسة.

ويضيف منيمنة أنه رغم أن حرب الظلال لا تصب إطلاقا في مصلحة الدول الخليجية، "إلا أنها تظل في إطار ضربة مقابل ضربة، أو ما يمكن أن نسميها حربا على نار خفيفة، بعكس الحرب المفتوحة. خاصةً وأن لغة التصريحات بين الطرفين تشير إلى أن أي اعتداء سيقابل برد فعل. وقد يؤدي هذا التصعيد إلى وضع يجعل الخليج هدفاً محتملاً، خصوصاً إذا تعرضت المنشآت النفطية لأضرار، وهو ما قد تلجأ إليه إيران تحديداً".

وبالنسبة إلى منيمنة أي مواجهة شاملة بين إسرائيل وإيران قد تؤثرعلى أمن وموارد الخليج، والممرات البحرية الاستراتيجية، وإمدادات النفط والغاز هناك. كما أن التبعات الناجمة عن استمرار هذه المواجهات ربما تشمل أضراراً كبيرة على دول الخليج من بينها الإضرار بالمنشآت الاقتصادية والأمريكية الموجودة في هذه الدول حال نفذت طهران ضربات عليها سواء عبر مؤسساتها العسكرية أو أذرعها في المنطقة.

وبالتالي، لا يرى منيمنة مفاجأة في الإدانة الخليجية الجماعية هذه.

وتعليقا على اختلاف لهجة الإدانة في البيانات الخليجية الصادرة عقب الضربة الإسرائيلية ضد إيران، يعزو منيمنة التفاوت هذا إلى موقف كل دولة خليجية إزاء إسرائيل. فبنظره، يبدو الموقف السعودي في حالة "امتعاض" من الهجمات الإسرائيلية ضد إيران. أما الموقف الإماراتي، فينم عن "الانسجام مع المصلحة الخليجية العامة"، لكنه في الوقت ذاته يشير إلى الرغبة الإماراتية في البقاء على الخطوط مفتوحة مع إسرائيل وعدم الرغبة في تعريض منشآتها للخطر.

ويشير منيمنة في هذا الصدد إلى خشية الإمارات من احتمالية استهداف إيران لخط الإمداد البري، الذي كشفت بعض التقارير الإسرائيلية النقاب عنه العام الماضي، وهو يهدف إلى نقل البضائع من الخليج عبر السعودية والأردن إلى إسرائيل مروراً بالبحر الأحمر.

أما عن البحرين، فيقول منيمنة إنها قد تتضرر أيضا من تبعات التصعيد الإيراني الإسرائيلي وذلك نظراً لأنها حاضنة للـ"أسطول الخامس" وهو أسطول أمريكي تتركز منطقة نشاطه من البحر الأحمر إلى الخليج.

يقول منيمنة: "هذا التفاوت في لهجة الإدانة لا يعكس اختلافاً في الرؤى، بل يشير إلى توافق على ضرورة الاستقرار."

دبلوماسية إيرانية "ديناميكية"

الدكتور فواز جرجس أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن أشاد بالجولة الإقليمية الأخيرة التي بدأها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من السعودية قبل أسبوعين، وشملت كل من قطر والعراق ولبنان ومصر، قائلا إنها توضح مدى "التغير" الذي طرأ على الدبلوماسية الإيرانية منذ عقود، واصفا إياها بالأكثر "حيوية وديناميكية".

وكان عراقجي قد التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى جانب عدد من الوزراء السعوديين في إطار زيارته إلى الرياض في التاسع من أكتوبر تشرين الأول الجاري.

يقول جرجس: "هذه الزيارات المكوكية لوزير الخارجية الإيراني قبل الهجمات الإسرائيلية على إيران، أظهرت أن إيران بدأت تأخذ دول الجوار مأخذ الجد، فهي لم تكن زيارات استعراضية، بل كانت زيارات نجحت في أن تدخل في عمق العلاقات العربية".

وفي 2 من أكتوبر /تشرين الأول، كان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، قد التقى الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في العاصمة القطرية الدوحة، وأعرب بزشكيان للأمير فيصل عن "ارتياحه للعلاقات المتنامية بين إيران والسعودية"، مؤكداً "حرص إيران على توسيع التعاون مع السعودية في كافة المجالات"، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا). وفي اللقاء ذاته، قال بزشكيان إن بلاده تعتبر الدول الإسلامية، بما فيها السعودية "إخواننا" مؤكداً على "ضرورة نبذ الخلافات في الرأي".

يشير جرجس إلى أن مثل هذه الزيارات تعكس إمكانية تطبيع العلاقات بين إيران ودول الجوار، وإن كان ذلك يتطلب جهدًا أكبر من جانب إيران. ومع ذلك، يرى جرجس أن الإدانات الخليجية لاتزال تشير إلى رغبة دول الخليج في كبح توسع النفوذ الإيراني، مع تجنب اندلاع حرب مفتوحة بين إيران وإسرائيل. وقد تجلّى ذلك في دور دول الخليج المحوري في محاولة إقناع الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل لتجنب استهداف المنشآت النفطية أو الغازية في إيران.

وأشار جرجس إلى أن إسرائيل لم تستطع استخدام الأجواء الجوية لكل من الأردن أو السعودية أو البحرين أوالإمارات أثناء هجومها على إيران، إلا أنها استخدمت الأجواء العراقية.

وكانت الحكومة العراقية قد تقدمت رسميا بمذكرة احتجاج إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وذلك جراء ما وصفته بـ "خرق" إسرائيل للمجال الجوي العراقي، واستخدامه للهجوم على إيران.

ويعلّق جرجس هو أيضا على عدم ذكر اسم إسرائيل في إدانات السعودية والإمارات رغم وضوحها. ويعزو جرجس ذلك إلى تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل في عام 2020، وإلى الأحاديث عن مفاوضات بين الرياض وإسرائيل في هذا السياق، حيث "لا ترغب السعودية في استعداء إسرائيل."

قد يهمك أيضــــاً:

مجلس التعاون لدول الخليج يتضامّن مع مصر ضد تصريحات نتنياهو بشأن محور فيلادلفيا

مجلس التعاون الخليجي يؤكد موقفه الثابت من مغربية الصحراء

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدانة خليجية جماعية للهجوم العسكري الإسرائيلي على إيران إدانة خليجية جماعية للهجوم العسكري الإسرائيلي على إيران



ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:23 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار عملية ومختلفة لتزيين الشرفة المنزلية الصغيرة
 العرب اليوم - أفكار عملية ومختلفة لتزيين الشرفة المنزلية الصغيرة

GMT 01:53 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يرد على منتقديه في تجمع انتخابي بولاية جورجيا
 العرب اليوم - ترامب يرد على منتقديه في تجمع انتخابي بولاية جورجيا

GMT 14:36 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يتخبّط في "أزمة حادة"
 العرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يتخبّط في "أزمة حادة"

GMT 17:07 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حلا شيحة تكشف عن سبب ابتعادها عن الأعمال الرمضانية
 العرب اليوم - حلا شيحة تكشف عن سبب ابتعادها عن الأعمال الرمضانية

GMT 15:27 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

كيف ستتمخض الأحداث في إيران؟

GMT 12:30 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

فولكسفاغن تعتزم إغلاق ثلاثة مصانع على الأقل في ألمانيا

GMT 16:30 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

بايدن يدلي بصوته في التصويت المبكر في الانتخابات الرئاسية

GMT 06:13 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري تتحدث عن مشوارها الفني وأبرز الموقف التي واجهتها

GMT 12:11 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"حزب الله" يعلن استهداف شركة صناعات عسكرية إسرائيلية في عكا

GMT 05:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:30 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي المصري يعلن موعد رحيل علي معلول

GMT 15:52 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

نيللي كريم تتحدث عن تأثير أعمالها الدرامية على المجتمع

GMT 06:33 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 11:49 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو دياب مفاجأة "مهرجان الجونة السينمائي"

GMT 22:31 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

رودري يتوّج بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم

GMT 06:05 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 08:24 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

يلين تحث نتنياهو على عدم تدمير الاقتصاد الفلسطيني

GMT 06:17 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab