واشنطن، موسكو ـ يوسف مكي، حسن عمارة
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن الرئيس الأميركي جو بايدن لم يوافق على موعد ومكان لإجراء محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.ورفضت جين ساكي الانتقادات التي وجهها بوتين الخميس بأن الولايات المتحدة وحلفاءها كانوا الطرف المعتدي في التصعيد الحالي على الحدود بين روسيا وأوكرانيا.وقالت ساكي "الحقائق توضح أن العدوان الوحيد الذي نراه على حدود روسيا وأوكرانيا هو الحشد العسكري من جانب الروس والخطاب العدائي من جانب الزعيم الروسي".
ونددت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس بـ"الخطاب العدائي والتصعيدي" للكرملين في شأن أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي، لكنها رحبت في الوقت نفسه بنية موسكو إجراء حوار.
وفي بيان صدر بعد المؤتمر الصحفي السنوي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كررت الوزيرة البريطانية أن "تعزيز القدرات العسكرية لروسيا على الحدود مع أوكرانيا والقرم التي ضمّت في شكل غير قانوني هو أمر مرفوض".
وأضافت أن "أي توغل روسي سيكون خطأ استراتيجيا كبيرا وسيتم التصدي له بقوة"، وخصوصا عبر "عقوبات منسقة مع شركائنا بهدف فرض كلفة باهظة على مصالح روسيا واقتصادها".
وإذ شددت على الطابع "الدفاعي لحلف شمال الأطلسي"، أكدت الوزيرة البريطانية أن "المخرج الوحيد للوضع الراهن يبقى عبر الحوار"، مضيفة "أرحب بكون روسيا أظهرت نيتها للبدء بمباحثات في يناير/ كانون الثاني/".
ورجح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن التطورات الأخيرة حول منطقة دونباس تشير إلى أن الحكومة الأوكرانية تستعد لشن عملية عسكرية جديدة على تلك المنطقة.
وتطرق بوتين، أثناء مؤتمر صحفي كبير عقده الخميس، إلى الأحداث الدراماتيكية التي مرت بها أوكرانيا منذ عام 2014، لافتا إلى أن تلك التطورات أضحت بداية لتصعيد التوترات بين روسيا والغرب.
وأشار بوتين إلى أنه لم تخطر في بال أحد في روسيا حتى ذلك الحين(أحداث أوكرانيا عام 2014) فكرة إمكانية إعادة انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، لافتا إلى أن الرئيس الأوكراني حينذاك، فيكتور يانوكوفيتش، على خلفية الأزمة السياسية التي اندلعت في كييف في شتاء عام 2013-2014 أبدى استعداده للرحيل طوعا، ولم يكن هناك أي داع لتدبير انقلاب سلطوي وقع في كييف بعد عدة أيام.
وقال الرئيس: "ما حصل في عام 2014 انقلاب سلطوي دموي حيث تم قتل وإحراق أناس. لماذا تم تدبير ذلك؟ ليس هناك أي جواب.. فقد وافق الرئيس يانوكوفيتش على تلبية كافة المطالب، وكان مستعدا للرحيل حتى في اليوم اللاحق، وكان من المفترض تنظيم انتخابات كان فوز المعارضة فيها محتوما، وكان الجميع يدركون ذلك جيدا".
ولفت بوتين إلى أن هذا الانقلاب السلطوي تسبب في تنظيم الاستفتاء الشعبي الذي عادت شبه جزيرة القرم بموجب نتائجه إلى قوام روسيا، قائلا: "كيف كان بإمكاننا رفض مطالب سيفاستوبل والقرم وسكانهما لمنحهم الحماية؟ إننا وُضعنا في حالة لم يكن بوسعنا فيها التصرف بطريقة أخرى".
وصرح بوتين بأن الحكومة الروسية بذلت كثيرا من الجهود من أجل تفادي اندلاع القتال في منطقة دونباس بجنوب شرق أوكرانيا، وكشف أنه توسل شخصيا إلى الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشينكو داعيا إياه إلى عدم إطلاق عملية عسكرية في دونباس.
وذكر بوتين: "قال لي: "نعم، نعم.. ثم أطلق العملية!".
وأشار الرئيس الروسي إلى أن السلطات الأوكرانية قد حاولت مرتين حسم قضية دونباس بالقوة، لكن كلا هجوميهما العسكريين على هذه المنطقة باءا بالفشل.
وتابع: "الآن يقولون لنا: "الحرب! الحرب! الحرب!"، وهناك انطباع بأن التحضيرات جارية ربما لعملية عسكرية ثالثة (في دونباس) ويحذروننا مسبقا: "لا تتدخلوا ولا تحموا هؤلاء الناس، وإذا تدخلتم فهذه هي العقوبات الجديدة التي سوف تواجهونها"، وربما تجري حاليا تحضيرات لهذا السيناريو".
وحذر بوتين من وجود مخطط يقضي بإنشاء منطقة معادية لروسيا عند حدودها، مشيرا إلى أن تصدير الغرب الأسلحة المتطورة إلى أوكرانيا قد يدفع المتشددين في هذا البلد إلى محاولة حسم قضية دونباس بالقوة مرة أخرى واستعادة القرم.
وأكد الرئيس أن روسيا مستعدة لإقامة علاقات حسن جوار مع أوكرانيا، لكن هذا الأمر مستحيل في ظل وجود حكومة كييف الحالية، قائلا إن الرئيس الأوكراني الحالي فلاديمير زيلينسكي خضع لنفوذ "المتشددين والنازيين".
وحمل بوتين مرة أخرى الحكومة الأوكرانية المسؤولية عن التهرب من تطبيق التزاماتها بموجب "اتفاقات مينسك" بشأن التسوية في دونباس، مشددا على أن سكان دونباس هم من يقرر مصير منطقتهم.
قد يهمك ايضا
بايدن ينتقد "هجمات الجمهوريين المستمرة" على حقوق تصويت الأقليات
جو بايدن يواجه أعلى موجة غلاء للأسعار في أميركا منذ 40 عاماً
أرسل تعليقك