يا أميري أبرز اللطميات و الحسينيات الشيعية التي احتفظ بها بن لادن
آخر تحديث GMT15:03:40
 العرب اليوم -

مؤسسة السحاب التابعة إلى "القاعدة" اعتادت بثها ضمن إصداراتها المرئية

"يا أميري" أبرز "اللطميات" و "الحسينيات" الشيعية التي احتفظ بها بن لادن

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "يا أميري" أبرز "اللطميات" و "الحسينيات" الشيعية التي احتفظ بها بن لادن

زعيم القاعدة أسامة بن لادن
طهران ـ مهدي موسوي

تعتبر "يا أميري" للرادود البحريني الشهير "حسين الأكرف"، إلى جانب حسينية "يا أمير المؤمنين"، صوتيات مسجّلة إلى عدد من "اللطميات" أو "الحسينيات" الشيعية، ومجموعة أخرى من الأناشيد "الجهادية"، التي اعتادت مؤسسة السحاب الذراع الإعلامية لتنظيم "القاعدة"، بثها ضمن إصداراتها المرئية، هو اللافت لدى تصفح محتويات وثائق زعيم القاعدة أسامة بن لادن "الصوتية" والتي يبدو قضاء بن لادن بعضاً من وقته في الاستماع لها خلال إقامته في مخبئه في أبوت آباد، ويبدو أنه وعلى غرار الالتقاء المصلحي ما بين تنظيم "القاعدة"، وغيره من الجماعات الراديكالية، وتعاونها في ساحات القتال مع جمهورية إيران الإسلامية ونظام  الملالي في  طهران.

ويعيش على الضفة المقابلة التيار الصحوي بشقيه الشيعي – السني، حالة انسجام مبكرة والتقاء مع بزوغ الثورة الخمينية في أواخر الثمانينيات، متجسداً هذا التخادم المصلحي ما بين التيارات الإسلاموية - الثورية بالأناشيد الإسلامية والكربلائيات الشيعية، من ذلك كان انتعاش فجر الكاسيت لـ "الرواديد " الشيعة، وهي الكلمة المقابلة للمنشد، في فترة الـ 90 وأواخر الثمانينيات، بين الأوساط الصحوية والإخوانية، وصولا إلى اليمين المتسلق، تماما كما كان الإقبال على الأناشيد الجهادية وصناعتها.

واستطاعت أدبيات اللطم، ومجلس العزاء الحسيني، بما تضمنته من ألحان ومعاني التضحيات والالتصاق بالغربة، تمرير رسائلها بين الإسلامويين، فكان تعزيز مشاعر العزلة، كما هي رسالة ماجستير سلمان العودة "الغربة والغرباء"، واستجابة لروادها حسن البنا وسيد قطب، سبباً لأن تلتقي البنى النفسية في ساحة التثوير الديني المؤدلج والمسلح، وبدأ الصحويون و  الإخوان الإقبال على لطميات الرواديد باللهجة الشيعية (العراقية والبحرينية)، من بينهم كان "حسين الأكرف" و"باسم الكربلائي"، أحدهما يحكي عن مقتل الحسين، والآخر يبكي على البوسنة والصحوة، ومن المشتركات حتى بلغ الاتجاه نحو اللطميات الصريحة، الذي لم يحد من حجم الإقبال، مع إبقاء المسافة على ما يراه (الصحويون السنة) من مخالفات شرعية.

وإبراهيم الريس أحد عناصر  القاعدة، والذي قتل في مواجهة أمنية في العام 1424 ووفقا لما ذكره أحد من عرفه عن قرب، رغب عدم ذكر اسمه، كان على غرار رفاقه متيما بالأناشيد الدينية المتسمة بالحماس القتالي، وعلى قائمتها كانت أناشيد أبومازن المنشد السوري، وإلى جانبه كان كاسيت  الكربلائيات ومجالس  العزاء الحسيني، التي غازلت مفرداتها المشتركة كـ"الصحوة" و "الفدائية" و "الجهاد"، مصحوبة بإيقاعها اللطمي هوى الريس، ورغم ما يبدو من خلاف ما بين "القاعدة " و"إيران" فإن ذلك لا يلغي تاريخاً عميقاً من جذور التشابه والتقارب بين الإسلام السياسي في نسخته السنية "الإخوان المسلمين" وفروعها، ونسخته الشيعية "الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، تقارب في التصور الفكري، والفعل الحركي في مقدمة تفسير الدولة الإسلامية، ضمن مفهوم البيعة والخلافة من جهة، أو الإمامة لدى الشيعة من جهة أخرى، فكان ازدهار ما يسمى بالمنشدين الإسلاميين في الإطار السني أو "الرواديد"، جمع رادود، في الإطار الشيعي، والذي يعد أحد منجزات التناسخ بين الإسلامين السياسيين الشيعي والسني، الذي أخذ بالازدهار مطلع الـ 80 الميلادية، وتحديداً عقب ثورة الخميني عام 1979، والتنامي للمد الإخواني بشتى صوره في العالم الإسلامي.

وتندفع فرق الإنشاد "الإسلامية" مع ما يسمى بـ"عصر الصحوة"، وراح الناس يتداولون أشرطة "الكاسيت" المسجلة رغم الموقف الفقهي التقليدي المعارض لها على الجانبين السني والشيعي، خلافاً لمنظري وأتباع الإسلام السياسي في الجانبين أيضا، الذين حاولوا توظيف هذا النمط الغنائي بما فيه من تطريب وألحان وإدخال المحسنات الصوتية للتجييش، وتجدر الإشارة إلى ما كتبه سيد قطب في 1954 مقدمة لمجموعة من الأناشيد الدينية للشاعر محمد أبو الوفاء، وضمنها معنى الأناشيد الإسلامية المتعرف عليها اليوم وقال: "هذه الطبعة الجديدة من الأناشيد، فقد تمت بناء على رغبة بعض العاملين في حركة الأحياء الإسلامي، لتنتفع بها ناشئة الإخوان المسلمين، أو ينتفع بها غيرهم ممن يريد أولياؤهم أن ينشؤوا في ظلال الإيمان أو يتذوقوا حلاوة روح الايمان"، وعن هذا الالتقاء "الطربي" ما بين الصحوتين "الشيعية والسنية" وفي أوساط التنظيمات الراديكالية المتطرفة، أوضح كامل الخطي الكاتب والباحث السعودي في حديثه مع "العربية.نت" إنتاج الصحوة الشيعية ما بات يعرف بـ"الرواديد" وهو المختص بأداء "اللطميات" دون غيرها من صنوف العزاء الحسيني"، مضيفا "تطورت اللطميات وأصبحت تتناول قضايا غير موضوع "العزاء الحسيني" المباشر، مثل الهجاء السياسي وتصفية الحسابات مع الخصوم من داخل المذهب وخارجه، وإثارة الحماس لدى الميليشيات على القتال".

وبحسب الخطي عرف النشيد "الإسلامي" وانتشر على المستوى الشعبي على الجانب السني من الصحوة، مع ما يعرف بـ"الجهاد الأفغاني" وليتصاعد نجمها أكثر مع الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987 -1993، وقضية البلقان "البوسنة والهرسك" 1992-1995، وفي إطار انجذاب  الصحويون السنة إلى الاستماع لفن "الرواديد" الشيعة، والقائم على "النياحة والتعازي"، فأرجعه كامل الخطي إلى أسباب فنية بحتة، وذلك لما تحتويه  اللطميات الشيعية من مقامات موسيقية، أغلبها مقترن باللهجة العراقية، الغنية بالموسيقى، أو متأثر بها، ويبدو أن التأثير والتأثر فيما بين جناحي "الصحوة" على الجانب الفني الحركي كان واحداً فلم يقتصر الانجذاب لدى الصحوي السني لـ" اللطميات" و فنون "العزاء الحسيني"، وإنما وقع ذلك أيضا عند الصحوي الشيعي كما أفاد "حسن المصطفى" الكاتب الصحافي وصاحب التجربة السابقة في  الأصولية الاسلامية ، وقال "لقد تلقف التيار الحركي الشيعي بعض قصائد الحركيين السنة منها كانت قصيدة يوسف القرضاوي المعروفة بعنوان "الملحمة النونية" والتي أعادت إذاعة طهران بثها بصوت طربي  شيعي مؤثر، ويعود ذلك إلى ما تضمنته من معانٍ شمولية تحاكي فيها الإحساس بالظلم ومعاني الصبر والسجن والعذاب في سبيل الدعوة".

وأضاف المصطفى "أذكر كذلك انتشار قصيدة سيد قطب "أخي أنت حر وراء السدود" بالإضافة إلى تداول أشرطة وتسجيلات أحمد القطان، الداعية الحركي الكويتي، وخصوصاً فيما ألقاه من شعر لأحمد مطر"، ويشار إلى أن المزاج الإسلاموي الحركي الجديد استلزم حينها "السطو" على  الأغاني الكلاسيكية الثورية، بإعادة توزيعها وغنائها وفق ما أطلق عليه بـ "أسلمة" الأغاني الثورية التي سبقت صعود الحركات والتيارات الإسلاموية، لتفوقها على صعيد الكلمة واللحن، وكان من ذلك ما فعلته بنشيد "اسلمي يا قدس" الذي حورته من أغنية "اسلمي يا مصر"، وأنشودة "لبيك إسلام البطولة" التي حورت من أغنية "لبيك علم العروبة"، ولفت الكاتب الصحافي حسن المصطفى إلى أنه وعلى الرغم من الموقف الفقهي الكلاسيكي الشيعي الرافض لهذا النوع من  الرواديد و  الأناشيد، لما تضمنته فيما وصفوه من  ألحان اللهو والفسوق واشتداد المعارضة لها أكثر بعد إدخال الموسيقى لها، إلا أنها وجدت تأييداً وقبولاً من قبل زعيم الثورة الايرانية "آية الله الخميني" و "علي  خامنئي" وكذلك المرجع "محمد حسين فضل الله".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا أميري أبرز اللطميات و الحسينيات الشيعية التي احتفظ بها بن لادن يا أميري أبرز اللطميات و الحسينيات الشيعية التي احتفظ بها بن لادن



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
 العرب اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار
 العرب اليوم - إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب
 العرب اليوم - طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل
 العرب اليوم - بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 15:04 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صبحي يواجه أزمتين قبل نهاية العام ويكشف تفاصيلهما

GMT 08:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 06:53 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إسرائيل تكشف نتائج تحقيق جديد حول مقتل 6 رهائن قبل تحريرهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab