أوضاع مأساوية بعد سقوط 105 قتلى في غرب دارفور في السودان
آخر تحديث GMT04:46:33
 العرب اليوم -

أوضاع مأساوية بعد سقوط 105 قتلى في غرب دارفور في السودان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أوضاع مأساوية بعد سقوط 105 قتلى في غرب دارفور في السودان

ولاية غرب دارفور السودانية
الخرطوم - العرب اليوم

تعيش ولاية غرب دارفور السودانية أوضاعا مأساوية بعد ارتفاع حصيلة ضحايا الأحداث الدموية التي اندلعت في منطقتين بالولاية إلى 105 قتيلا منهم 18 في منطقة السريف و78 في مدينة الجنينة، إضافة إلى 191 جريحا بحسب لجنة أطباء الولاية.


ومنذ السبت، تدور معارك عنيفة في مدينة الجنينة استخدم فيها المئات من المسلحين القبليين أسلحة ثقيلة وخفيفة، وقاموا بعمليات حرق ونهب واسعة طالت العديد من الأحياء السكنية والمحال التجارية. والحق القتال دمارا كبيرا في المنشآت الحيوية كالمراكز الصحية والخدمية مما زاد الوضع تعقيدا.

وضع مأساوي

واكد الصحفي عبد الرحمن محمد أحمد الذي تحدث لموقع "سكاي نيوز عربية" من الجنينة أن المنطقة تعيش أوضاعا مأساوية بعد أربعة أيام من الأحداث الدامية. وأشار إلى أن أعداد كبيرة من السكان يعانون من نقص كبير في الغذاء والمأوى وخاصة للفارين من جراء المعارك الطاحنة بمدينة الجنينة.

 وقال إن الأوضاع تتدهور بشكل مريع، معتبرا أن ما يحدث حاليا هو الأسوأ في تاريخ الأحداث التي اندلعت في الصراع القبلي في دارفور. ووفقا لأحمد فقد تم حرق أعداد كبيرة من الأحياء السكنية ومعسكرات النازحين، كما جرت عمليات نهب واسعة طالت ممتلكات المواطنين العزل.

وأبان أحمد أن الجانب الأسوأ في الأزمة يتمثل في النقص الحاد في الأدوية والمعينات الطبية الضرورية لإنقاذ حياة جرحى الأحداث، بجانب نقص في الكوادر الطبية العامة. ويشير أحمد أيضا إلى ضعف واضح في تامين الأحياء السكنية في ظل انتشار السلاح في أيدي المليشيات.

ربكة أمنية

وتحدثت تقارير عن اشتباكات بين قوات من الحركات المسلحة وأخرى تابعة لقوات الدعم السريع وسط ضبابية شديدة حول الجهة التي تسيطر على الموقف هناك، وفي ظل غياب معلومات كافية عن حقيقة الصراع.

ونفت قوات التحالف السوداني المتمركزة في غرب دارفور تقارير تحدثت عن اشتباكات مع قوات الدعم السريع على خلفية الأحداث التي جرت في الجنينة، مؤكدة انها ليست طرفا في تلك الأحداث، وأن تواجدها في المنطقة يأتي وفق اتفاق السلام الموقع في جوبا في أكتوبر الماضي ووفق الترتيبات الأمنية.

وقالت إن ما يجري من أحداث في ولاية غرب دارفور شيء مؤسف، وهذه الأحداث ليست اقتتال قبلي كما يروج له البعض، مشيرة إلى أن القبائل في ولاية غرب دارفور سواء من العرب أوالمساليت متعايشة منذ سنين وكل له أراضيه وحواكيره.

ورات أن أساس المشكلة يعود للعام 1995 عندما هاجمت قبائل من خارج حدود البلاد أراضي ومزارع المواطنين في غرب دارفور واستولوا على أراضيهم ومزارعهم بدعم وتحريض من النظام البائد.

مخاطر عديدية

ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى بشكل أكبر في ظل الأوضاع الأمنية السيئة التي تعيشها المنطقة حيث تقول لجنة الأطباء إن فرق الإنقاذ والإمداد لا تستطيع الوصول إلى الضحايا والمخازن نسبة للصعوبات الأمنية حيث تتعرض سيارات الإمداد والاسعاف إلى حوادث إطلاق نار متكررة أثناء محاولتها الوصول إلى المصابين والمخازن.

وقد نفدت بالفعل الكثير من أصناف الأدوية والمستهلكات الأخرى. كما أن اعداد العاملين قليلة جداً وتعمل لساعات طويلة دون راحة مسنودة بفرق من متطوعي الهلال الأحمر السوداني في ظل عدم قدرة الكثير من العاملين على الوصول إلى المرافق الصحية، فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي والإمداد المائي عن المدينة بما في ذلك المستشفيات.

إدانات واسعة

استنكرت الامم المتحدة والاتحاد الأوروبي والعديد من دول العالم عمليات القتل الوحشية التي تجددت في الإقليم منذ السبت الماضي. ودعت الأمم المتحدة لوقف القتال في الجنينة والتحقيق مع المسؤولين عن العنف ومحاسبتهم.

كما ادانت منظمات وهيئات ومجموعات مسلحة سودانية الأحداث. وطالبت حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور لإعادة النظر في قرار مجلس الامن بخروج بعثة اليوناميد.

وحمل تجمع المهنيين السودانيين والحزب الشيوعي والعديد من القوى المدنية قوات الشرطةِ والقوات المسلحةِ وقوات الدعم السريع والمخابراتِ العامة مسؤولية ما يحدث دون أن تُحرك قواتها للقيام بواجبها، كما حملت جهات النائب العام ووزير العدل والإداراتِ الأهلية مسؤوليةَ تجدد الأحداث بعد التوصل للصلح في يناير الماضي.

وحمل تجمع المهنين، المليشيات والمجموعاتِ المسلحة مسؤوليةِ قتل المدنيين وإحداث أعمال التخريب والاعتداءات، وطالب قوات الحركاتِ المسلحة للتنسيق مع القوات المسلحةِ والشرطة وضبط منسوبيها في جميع مناطق انتشارهم في ظل تكرار التجاوزاتٍ طيلة الفترة الماضية والنظر إليها على أنها تمثل خطراً كبيراً.

ومن جانبها، قالت الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبدالعزيز الحلو إن السلطات المركزية والمحلية تمارس صمت وصفته بـ"المُريب"، ورات انها تتقاعس عن الالتزام بواجباتها وحماية المواطنين بغرب دارفور.

واتهم السكرتير العام للحركة عمار أموم  في بيان  تورُّط السلطات المركزية في الخرطوم وتواطؤها مع مرتكبي أحداث العنف  القبلي بمدينة الجنينة ، وطالبها بحسم التفلُّتات الأمنية وبسط سيطرتها على المليشيات التي  قال أنها "ترعاها وتقوم بحمايتها".

تساؤلات مهمة

وتأتي هذه الاحداث ضمن سلسلة متواصلة من الأحداث الدموية في الإقليم خلال الأشهر الثلاثة الماضية مما أثار تساؤلات كبيرة حول اتفاق السلام الموقع في أكتوبر الماضي بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية التي تضم عدد من الحركات الدارفورية وذلك في اعقاب حرب طاحنة استمرت 17 عاما.

وظل إقليم دارفور يشهد منذ العام 2003 واحدة من أعنف الحروب الأهلية في العالم والتي راح ضحيتها أكثر من 300 ألف قتيل، وأجبر بسببها نحو 4 ملايين شخص على النزوح إلى معسكرات جماعية بحثا عن الأمان.

وعلى الرغم من توقيع اتفاق السلام في اكتوبر، إلا انه لا تزال هنالك العديد من بؤر التوتر في المناطق المحيطة بجبل مرة ومعسكرات النازحين.

وتتزايد المخاوف من أن تؤدي الهشاشة الأمنية المتزايدة واستمرار الصراعات القبلية إلى إعادة الأوضاع في إقليم دارفور إلى ما كانت عليه خلال السنوات الماضية. وفي الواقع سقط أكثر من ألف قتيل وجريح في عدد من مناطق دارفور في أحداث دامية جرت عقب توقيع اتفاق السلام، مما يشير إلى هشاشة الأوضاع وخطورة وجود عدد كبير من الحركات الرئيسية مثل حركة عبد الواحد محمد نور والمتشظية الأخرى التي يقدر عددها بأكثر من 80 حركة خارج الاتفاق.

ترتيبات أمنية ضعيفة

يعتبر العديد من المراقبين أن ضعف الترتيبات الأمنية واحدا من أهم عوامل زعزعة الأوضاع في دارفور. وفي هذا السياق يؤكد الخبير الاستراتيجي إسماعيل مجذوب أن توالي الأحداث الدامية في دارفور يعطي انطباعا بضعف الترتيبات الأمنية وآليات تنفيذها.

ويقول مجذوب لموقع "سكاي نيوز عربية" إن هذه الصراعات تؤكد ضرورة الإسراع في تنزيل مقررات اتفاق السلام على الارض ومخاطبة القضايا الأساسية والجوهرية بما في ذلك الحواكير وغيرها.

 ويرى مجذوب أن هنالك بعض الثغرات في اتفاقية الترتيبات الأمنية، متوقعا أن تؤدي الاحتكاكات الحالية وحالة الغبن في أوساط أهالي الضحايا تجاه بعض القوات الأمنية إلى جعل الوضع في دارفور قابلا للانفجار في أي وقت.

ويشدد مجذوب على ضرورة ان تلتزم الأجهزة الأمنية بمهنية صارمة وان تلعب دور اكبر في الحفاظ على الأمن في جميع مناطق دارفور.

ونص اتفاق السلام على تشكيل قوة مشتركة قوامها 12 ألف فردا من القوات النظامية والحركات المسلحة لحفظ الأمن في دارفور، لكن لم تتخذ خطوات إيجابية في هذا الاتجاه حتى الآن.

 قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

ارتفاع حصيلة اشتباكات دارفور في السودان لـ50 قتيلا و132 جريحا

تجدد القتال في إقليم دارفور غرب السودان واتفاق السلام على المحك

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوضاع مأساوية بعد سقوط 105 قتلى في غرب دارفور في السودان أوضاع مأساوية بعد سقوط 105 قتلى في غرب دارفور في السودان



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية
 العرب اليوم - عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم
 العرب اليوم - القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 17:19 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يكشف سبب شهره تووليت

GMT 17:21 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو سعد يكشف سبب ابتعاده عن الإعلام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab