بيروت - العرب اليوم
أجرت الحكومة اللبنانية، اليوم السبت، اتصالات مع الأمم المتحدة واللجنة الخماسية لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار للتهدئة، وذلك عقب إعلان إسرائيل اعتراض عدة صواريخ أُطلقت من جنوب لبنان، في واقعة لم يتبناها أي طرف بعد، وفي الأثناء تعرضت مناطق حدودية لقصف إسرائيلي.
ويجري الجيش اللبناني تحقيقاً دقيقاً لمعرفة ما إذا كانت الصواريخ التي جرى اعتراضها أُطلقت من الأراضي اللبنانية، وما إذا كان الطرف الذي أطلقها لبناني، موضحاً أن اتصالات تجري على أعلى المستويات مع كافة الأطراف المعنية باتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ نوفمبر الماضي، لمنع تدهور الوضع، مستبعداً تطور الأمور نحو الأسوأ.
ولاحقاً، أعلن الجيش اللبناني العثور على موقع إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، وجاء في بيان مقتضب للجيش نُشر عبر منصة "إكس": "أجرى الجيش عمليات مسح وتفتيش، وعثر على 3 منصات صواريخ بدائية الصنع في المنطقة الواقعة شمال نهر الليطاني بين بلدتيْ كفرتبنيت وأرنون في بلدة النبطية، وعمل على تفكيكها".
وقال الرئيس اللبناني جوزاف عون، في بيان، أوردته الرئاسة اللبنانية عبر حسابها في منصة "إكس": "ما حصل اليوم في الجنوب، وما يستمر هناك منذ 18 فبراير الماضي، يشكل اعتداءً متمادياً على لبنان، وضرباً لمشروع إنقاذه الذي أجمع عليه اللبنانيون".
ودعا عون "القوى المعنية في الجنوب اللبناني كافة، ولا سيما لجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق نوفمبر 2024، والجيش إلى متابعة ما يحصل بجدية قصوى لتلافي أي تداعيات، وضبط أي خرق أو تسيّب يمكن أن يهدد الوطن في هذه الظروف الدقيقة"، فيما طلب من قائد الجيش اتخاذ الإجراءات الميدانية الضرورية للمحافظة على سلامة المواطنين، والتحقيق لكشف الملابسات.
بدوره، حذر رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، لما تحمله من مخاطر جرّ البلاد إلى حرب جديدة "تعود بالويلات على لبنان واللبنانيين".
وجاء في بيان صادر عن رئاسة الوزراء إن سلام أجرى اتصالاً بوزير الدفاع الوطني ميشال منسى، مشدداً على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة، بما يؤكد أن الدولة وحدها هي من يمتلك قرار الحرب والسلم.
كما اتصل سلام بالممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، جانين بلاسخارت، مطالباً الأمم المتحدة بمضاعفة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة بشكل كامل.
أعاد الإعلان الأميركي عن استعداد لبنان وإسرائيل لبدء محادثات ترسيم الحدود البرية، التذكير بنقاط خلافية لا تزال تثير التوترات فيما يعرف بـ"الخط الأزرق".
ولاحقاً، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات على عدة بلدات في جنوب لبنان، رداً على هجوم صاروخي استهدف بلدات بشمال إسرائيل، وقالت وسائل إعلام لبنانية إن القصف استهدف مرتفعات الريحان، وإقليم التفاح والجوار في الجنوب، وأعلنت وزارة الصحة إصابة اثنين في القصف على بلدة كفركلا.
وكانت "الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام"، أفادت في وقت سابق السبت، بأن قصفاً مدفعياً معادياً استهدف بلدة الخيام، وأن ثلاث قذائف ميركافا استهدفت البلدة.
وأضافت أن إسرائيل أطلقت رشقات رشاشة في اتجاه حولا ومركبا وكفركلا، فيما صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأنه "أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي بالرد على الهجوم الصاروخي من لبنان".
وقال كاتس: "لن نسمح بواقع إطلاق النار من لبنان على بلدات الجليل. الحكومة اللبنانية تتحمل مسؤولية أي إطلاق نار من أراضيها. لقد أصدرت تعليماتي لجيش الدفاع الإسرائيلي بالرد وفقاً لذلك".
وأضاف: "مصير بلدة المطلة هو مصير بيروت"، في تهديد واضح بقصف العاصمة اللبنانية بعد إطلاق خمسة صواريخ على البلدة الإسرائيلية الحدودية، إذ وفقاً لما أوردته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن الجيش الإسرائيلي اعترض، السبت، 3 صواريخ من أصل 5 أطلقت من لبنان على بلدة المطلة الحدودية.
يشار إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وجماعة "حزب الله" اللبنانية، والذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، أنهى صراعاً دام لما يزيد على عام، والذي كان يدور بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأعلن لبنان الذي انتخب مطلع هذا العام رئيسه الجديد جوزاف عون تمسُّكه بضرورة إتمام الانسحاب الإسرائيلي، وقالت حكومته إن الحدود الرسمية ليست بحاجة إلى ترسيم، وإنما لتأكيدها وتثبيتها.
قد يهمـك أيضـــــــــا
أرسل تعليقك