إصابة قيادي "داعشي" بانفجار لغم و100 قتيل من التنظيم والقوات الحكومية في دير الزور

ضيَّق مسلحو المعارضة الخناق على لواء "شهداء" اليرموك و"حركة المثنى" القريبين من تنظيم "داعش" في جنوب سورية، ودخلوا بلدة "عين ذكر" أهم معاقل اللواء المذكور، في عين نشبت معارك عنيفة بين تنظيم "داعش" والقوات الحكومية في دير الزور .

فقد دارت اشتباكات وصفت بالعنيفة اليوم الاربعاء، بين فصائل المعارضة ولواء “شهداء اليرموك” المقرب من تنظيم "داعش" في بلدات الشجرة ونافعة وعين ذكر، وتزامن ذلك مع قصف مسلحي المعارضة لمواقع اللواء وحركة “المثنى” في البلدات المذكورة، بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ.

وكان مسحلو المعارضة سيطروا في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، على حاجز العلان غربي بلدة سحم في ريف درعا الغربي، وذلك بعد معارك مع لواء “شهداء اليرموك” وحركة “المثنى." وأفادت مصادر ميدانية أن المعارك بين الطرفين ما تزال مستمرة على أطراف عين ذكر، و أن  مسحلي المعارضة تمكنوا من دخول البلدة صباح اليوم، إلا أنهم ما لبثوا أن انسحبوا منها بعد تعرضهم لعدة كمائن نصبها لهم عناصر لواء “شهداء اليرموك” الذين فخخوا شوارع البلدة.

وقصف القوات الحكومية  حي المنشية في مدينة درعا وبلدة كفر ناسج بالمدفعية الثقيلة، وترافق ذلك مع اشتباكات متقطعة بين مسلحي الجيش الحر والقوات الحكومية على أطراف بلدة زمرين، دون تقدم لأي طرف على حساب الآخر.

وقد نجا قائد كتيبة “فدائيو السنة ” التابعة لكتائب الثوار بعد تعرضه لإطلاق نار على أحد حواجز مدينة الحارة في ريف درعا من قبل مجهولين.

وفي مدينة دير الزور شرق سورية كثفت القوات الحكومية السورية عملياتها العسكرية حيث سقط خلالها العشرات بين قتيلاً وجريح بحسب مصدر عسكري سوري ، واكد المصدر العسكري ان وحدات الجيش العاملة في دير الزور بإسناد من سلاح الجو على قضت على العشرات من ارهابيي تنظيم “داعش”  شرق مطار دير الزور العسكري ودمرت آليات لهم محملة بالأسلحة ومزودة برشاشات متنوعة”.

وبين المصدر أن ” تنظيم داعش الارهابي تكبد خسائر كبيرة بالافراد والعتاد والاليات خلال ضربات للطيران الحربي السوري على تجمعاته وأوكاره في قرية البغيلية” بالريف الغربي.

من جانبه أفاد مصدر ميداني بأن وحدة من الجيش بالتعاون مع وحدات الهندسة “نفذت كمينا محكما عبر استدراج مجموعة ارهابية من تنظيم (داعش) إلى أحد شوارع حي الصناعة بعد زرعه بعدد من الألغام الارضية والعبوات الناسفة وتفجيرها فيهم ، قتل خلاله 75  إرهابيا من تنظيم (داعش) على الأقل من بينهم جنسيات اجنبية، وتدمير ما بحوزتهم من أسلحة وعتاد حربي ومدفع هاون” كان ارهابيو التنظيم يستخدمونه باستهداف الأحياء الآمنة.

وتأكد وفقا لوسائل إعلامية “إصابة الإرهابي عبد القادر عكلة العارف أحد ابرز المتزعمين في تنظيم (‏داعش) نتيجة انفجار لغم ارضي في حي الصناعة”.

من جانبها قالت مصادر اعلامية ان " القوات الحكومية السورية تلقت خسائر كبيرة بعدما سيطر تنظيم "داعش" على حي الصناعة وسط المدينة واصبح على مقربة من المطار العسكري.

وقالت مصادر ان اشتباكات عنيفة تدور حاليا يرافقها قصف من طائرات حربية عند "أطراف حي الطحطوح الذي يفصل بين حيي الصناعة وهرابش القريب من المطار".

وتستمر الاشتباكات بين القوات على أطراف حي الطحطوح الخاضع لسيطرة النظام في مدينة دير الزور، وذلك لليوم الثاني على التوالي، بعد سيطرة التنظيم مساء أمس على عدّة نقاط داخل حي الصناعة المجاور. وقالت مصادر خاصة في مدينة دير الزور لـ العرب اليوم أن اشتباكات عنيفة اندلعت داخل حي الصناعة، مساء أمس، استخدم خلالها الطرفان الأسلحة الثقيلة والخفيفة، في حين فجّر عنصر من التنظيم نفسه بسيارة مفخخة في تجمع للقوات النظامية بنقطة "مرآب" السيارات داخل الحي، مبينا أن الاشتباكات أسفرت عن سيطرة التنظيم على نقطتي "المرآب" والمسلخ وعدة أبنية في محيطهما.

وأضافت المصادر أن المواجهات، التي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، تزامنت مع غارات للطيران الحربي النظامي على مواقع التنظيم في حي الصناعة، إضافة إلى محيط مطار دير الزور العسكري شرقي المدينة.

وأعلنت وكالة أعماق التابعة للتنظيم عن سيطرته على كامل حي الصناعة ووصوله إلى أطراف حي الطحطوح بعد معارك عنيفة، قتل خلالها 20 عنصراً نظامياً، في حين نفت صفحات موالية للنظام سيطرة التنظيم على الحي.

وفي ريف حمص الشرقي واصلت وحدات الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع القوى المؤازرة عملياتها ، ونفذت فجر امس عمليات مكثفة على تجمعات إرهابيي تنظيم (داعش) شمال وشرق مدينة تدمر ، ودمرت تحصيناتهم وآلياتهم قرب المستودعات شمال تدمر ومقتل عدد من الإرهابيين”.

واندلعت اشتباكات وصفت بالعنيفة اندلعت بين تنظيم "داعش" والقوات الحكومية شمال شرق تدمر، سجل خلالها مقتل وجرح العديد من عناصر الطرفين، في حين تجددت الاشتباكات بين الجانبين في محيط جبل الشاعر ومنطقة جزل وسط قصف مدفعي متبادل.

وفي ريف حمص ايضاً جدد الطيران الحربي الحكومي اليوم، قصف مدينة تلدو الخاضعة لسيطرة المعارضة في سهل الحولة بريف حمص الشمالي، ما أدى إلى إصابة مدنيين بجروح، إضافة إلى دمار عدد من المنازل بشكل كامل وتضرر أخرى جزئيا.

ووجه الدفاع المدني المعارض في المدينة " نداء استغاثة للمنظمات الدولية ومن سماهم "أصحاب القرار" للضغط على القوات النظامية لوقف الهجمة المستمرة على المدينة منذ ثلاثة أيام، موضحا أن إمكانيات الفريق محدودة وعاجزة عن تغطية جميع أماكن القصف.

وجنوباً، أحبطت الجيش هجوما لمجموعة تابعة لتنظيم “جبهة النصرة” على نقطة عسكرية على أطراف حي المنشية. في مدينة درعا وذلك خلال محاولتهم التسلل باتجاه إحدى النقاط العسكرية جنوب حي المنشية بمنطقة درعا البلد” المفتوحة على الحدود الأردنية التي يتسلل منها إرهابيون من مختلف الجنسيات إلى داخل الأراضي السورية.

ونفى مصدر عسكري ما تناقلته وسائل اعلام حول ارتكاب الطيران الحربي السوري مجازر جراء غارات شنها على ريف ادلب وقال المصدر في تصريح صحافي " لا صحة للأنباء التي تناقلتها وسائل الاعلام الشريكة بجريمة سفك الدم السوري يوم أمس حول استهداف الطيران السوري مناطق سكنية في ريف إدلب ".

من جانبها قالت المعارضة أن حصيلة القتلى المدنيين الذين سقطوا في قصف جوي الثلاثاء على سوقين شعبيتين في محافظة ادلب في شمال غربي سورية، ارتفعت الى 44. وأوضحت أن 37 شخصاً، بينهم طفلان، قتلوا بقصف طاول سوقاً للخضار في مدينة معرة النعمان وحدها، وسبعة آخرون في غارات استهدفت سوقاً للسمك في كفرنبل.

وأشارت الى ان عدد القتلى مرشح للازدياد نتيجة وجود جرحى. كما قتل وجرح آخرون في قصف على الغوطة الشرقية لدمشق.  واعتبر "الائتلاف الوطني السوري" المعارض، المتحالف مع "الهيئة التفاوضية العليا"، بأن هذه الغارات تصعيد خطير.

وفي اطار عمليات التبادل التي تقوم بها السلطات السورية مع المعارضة  اشرفت الأمم المتحدة والهلال الحمر السوري امس الاربعاء، على إنجاز صفقة تبادل مواطنين وجرحى بين القوات الحكومية وحلفائها من جهة، وبين فصائل المعارضة من جهة ثانية، وتقضي هذه الصفقة  بإخراج 250 شخصاً من بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب، مقابل إخلاء 250 شخصا من الزبداني ومضايا.

وأكد تمام محرز مسؤول العمليات في الهلال الأحمر السوري في تصريح لـ العرب اليوم  إخلاء 500 شخص مناصفة بين الزبداني ومضايا وكفريا والفوعة في إطار اتفاقية المدن الأربع التي تم التوصل إليها في أيلول الماضي.

وذكر محرز أن الأشخاص الذين سيتم إخلاؤهم من الزبداني ومضايا سيتم نقلهم بواسطة آليات تابعة للهلال الأحمر إلى تركيا عبر لبنان في حين سيتم نقل الأشخاص من كفريا والفوعة إلى تركيا ومن ثم إلى لبنان بوجب الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة والصليب الأحمر والهلال الاحمر.

وفي اطار صفقات التبادل وفي منطقة القلمون في ريف دمشق الشرقي خرجت  الدفعة الأولى من عناصر "داعش" اليوم من مدينة الضمير الخاضعة لسيطرة المعارضة، باتجاه منطقة المثلث بداية طريق تدمر، وذلك بسيارات الهلال الأحمر السوري بعد التنسيق مع القوات الحكومية .

وقالت مصادر اعلامية معارضة أن قيادة مطار الضمير التابع للجيش النظامي والتنظيم اتفقا على خروج نحو 300 مقاتل من التنظيم، بينهم 40 من أهل الضمير وبدو قرية الدريسية الواقعة مقابل المطار، اليوم، بسيارات الهلال الأحمر، التي ستقلهم باتجاه مثلث تدمر ومنها إلى مناطق سيطرة التنظيم في بادية الحماد، في حين سمح لمن يرغب من مسلحي الكتائب المتهمة بالارتباط بالتنظيم بالبقاء في المدينة بعد تسليم سلاحهم لفصائل المعارضة.

 وتنص بنود الاتفاق تعهد التنظيم بحرق جميع معداته العسكرية الثقيلة وتوثيقه بالصور، وإزالة الألغام التي زرعها في الحيين الشمالي والشرقي بالضمير وفي مزارع الماطرون شرقها وقرب تحويلة المطار، في حين سمح لعناصره باصطحاب سلاحهم الخفيف فقط، إضافة لتعهد القوات النظامية بعدم التعرض للسيارات التي تقل العناصر عند مرورها بمناطق سيطرتها.

 يشار إلى أن ألوية الصديق وعمر بن الخطاب ورجال الملاحم المتهمة بالارتباط بالتنظيم، وافقت على الخروج من الضمير إلى جانب عناصر التنظيم، بينما كان نحو 70 مقاتلاً من "الصديق" قد سلموا سلاحهم إلى جيش الإسلام وقوات الشهيد أحمد العبدو المعارضين وتعهدوا بعدم العودة لصفوف التنظيم، وذلك بعد مقتل قائدهم قبل نحو أسبوعيين في قصف جوي نظامي على الضمير.