الخرطوم - محمد ابراهيم
انطلقت مباحثات مطولة في ساعات متاخرة ليل الثلاثاء في الخرطوم، بين الرئيس السوداني عمر البشير ونظيرة الفلسطيني محمود عباس ابو مازن الذي وصل الى الخرطوم، في زيارة لمدة 3 ايام رافقه فيها وزير الخارجية رياض المالكي وقاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الاسلامية محمود الهباش ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل ابوردينة ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي.
واتفق الجانبان على تكوين لجنة للتشاور السياسي وانشاء لجنة وزارية مشتركة لمناقشة عدد من الأمور بجانب قضايا التعليم العالي والتعليم العام، ورحب الرئيس السوداني عمر البشير بزيارة الرئيس الفلسطيني واكد أن السودان يدعم القضية الفلسطينية لأنها قضية عادلة، مشيرا الي أن الزيارة تأتي في متغيرات كثيرة يمر بها العالم حالياً، وخاصة في عدد من الدول العربية، وتعهد بالاستمرار في دعم فلسطين حتي تقوم دولتها على كامل الأرض وتتخذ القدس عاصمة لها، لافتا إلى أن الصراع العربي والأزمات التي تمر بها المنطقة العربية، اثرت وتؤثر على القضية الفلسطينية.
وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن تضامنه مع السودان في مواجهة "العقوبات الاقتصادية الأميركية الظالمة" المفروضة عليه، مشيرًا الى انها تستهدف التطور الاقتصادي المنشود في البلاد. وجدد موقف بلاده الثابت في مؤازرة شعب وحكومة السودان، وقال "نرفض الانتقائية التي تستهدف الرئيس عمر البشير، المنتخب من شعبه"
وأوضح عباس أنه بحث مع الرئيس السوداني سبل تطوير العلاقات بين البلدين، معلنا الاتفاق على إنشاء لجنة وزارية مشتركة، ستنعقد قريباً بين البلدين، معربا عن امله في تطور مستوي العلاقات بين البلدين وان تؤدي التفهامات الي زيادة الاستثمارات بين فلسطين والسودان، مؤكّدًا أنه أطلع البشير على آخر المستجدات في فلسطين، جراء استمرار الاحتلال وتفشي الاستيطان، كما أطلعه على الجهود لحشد الدعم العربي والدولي للمبادرة الفرنسية، لعقد مؤتمر دولي للسلام، على أساس قرارات الشرعية الدولية، وخلق آلية تواكب المفاوضات في إطار زمني للمفاوضات وللتنفيذ.
وراهن الرئيس عباس على القمة العربية المقبلة في دولة موريتانيا، لدعم الموقف الفلسطيني بالقرارات التي تسانده في مسعاه السياسي، وكذلك في دعم صموده وثباته على أرضه وتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، مؤكّدًا عزمهم على توحيد شعبهم وأرضهم والذهاب إلى تشكيل حكومة وتنظيم انتخابات، بجانب استمرارهم في إعمار قطاع غزة بعد الدمار الذي لحقه جراء ثلاث حروب إسرائيلية.
ورجح مراقبون ان تؤدي الزيارة الى تفعيل الدور السوداني تجاه القضيةن لا سيما انه الاهتمام العربي والسوداني، بصفة خاصة لم يعد بذات الدرجة بالقضية الفلسطينية، وخصوصا بعدما تفجرت الاوضاع في الشرق الاوسط عقب ثوراة الربيع العربي، ورأى مدير تحرير صحيفة (الصيحة) السودانية يوسف الجلال، أن الزيارة ذات طابع اقتصادي وامني واستراتيجي، وقال ان الزيارة تتخذ اهميتها من كونها جاءت عقب زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتياهو الى بعض الدول الافريقية، خاصة ان الاخير طلب الانضمام الى الاتحاد الافريقي بصفة مراقب، وأضاف: ان اسرائيل تسعى للتغلقل في افريقيا، وهو ما اثار مخاوف دول عربية عدة ابرزها مصر وفلسطين.
وأشار "الجلال" الى ان انتقال الخرطوم من المحور الايراني، ومساندتها لمحور الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية، جعل الروابط تبدو منعمة بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان ذو المرجعيات الاخوانية، وبين حركة حماس، الامر الذي فتح شهية الرئيس ابو مازن لحث الخرطوم على لعب ادوار جديدة، بعدما نأت عن محور طهران، وتقاربت مع محور الرياض.
أرسل تعليقك