قتل وأصيب أكثر من 20 عراقيا بقصف للطيران العراقي على مناطق سكنية تابعة لبلدة الطارمية، شمالي العاصمة العراقية بغداد، في وقت التزمت الحكومة الصمت تجاه القصف، فيما طالب وجهاء وزعماء الطارمية الجيش العراقي بتوضيح، وعدّ رئيس الأركان الأميركي السابق رونالد كريفس، يوم الجمعة أنه لم يعد هناك ما يسمى بالعراق الواحد، فيما انتقد بشدة الفساد المالي والإداري لدى الحكومة الاتحادية في بغداد، اتهمها بان وظفت ملايين الدولارات التي منحتها الولايات المتحدة كمساعدات للعراق في خدمة طهران.
وقالت مصادر محلية إن 5 أشخاص قتلوا على الأقل، وأصيب 16 آخرون بقصف للطيران العراقي استهدف منزل عضو المجلس المحلي في الطارمية، جميل الشرميط، ومقهى النرجس، مشيرة إلى تعرّض المنطقة لقصف بعدة صواريخ من طائرات حربية استهدف بعضها تجمعا لشباب كانوا يلعبون "الدومينو" في مقهى النرجس، مؤكدةً تزامن ذلك مع حملة اعتقالات واسعة قامت بها قوات عراقية بمساندة مليشيات "الحشد الشعبي" في قرى الحصيوة والبشاوي في محيط الطارمية.
وطالب شيوخ وزعماء قبائل الطارمية بكشف الجهات العراقية المسؤولة عن عمليات القصف الجوي العشوائي، مؤكدين، في بيان، عدم ورود أي تصريح بشأن الحادثة، لا من الجيش العراقي، ولا من النائبين محمود المشهداني وأحمد المشهداني (وهما من الطارمية)، وطالبوا بوثيقة شرف يعلن فيها الجيش العراقي براءته من القصف العشوائي كي يتمكن المواطنون من الحصول على حقوقهم، وفي حين لم تصدر الحكومة العراقية أي تعليق في هذا الصدد، اكتفت قيادة عمليات بغداد في الجيش بالحديث عن عمليات عسكرية لرفع عبوات ناسفة في حزام بغداد.
وقال قائد عمليات الجيش في بغداد، اللواء جليل الربيعي، إن القوات العراقية نفذت عملية عسكرية في حزام بغداد، تمكنت خلالها من رفع مئات العبوات الناسفة وتفكيك عشرات العبوات، وتفرض القوات العراقية، منذ أكثر من شهرين، حصاراً خانقاً على الطارمية، بذريعة وجود عناصر لتنظيم "داعش"، ولم تستجب قطعات الجيش العراقي التي تحاصر المنطقة بإسناد من مليشيا "الحشد الشعبي"، للمطالبات المتكررة بفك الحصار ووقف الاعتقالات العشوائية.
وعدّ رئيس الأركان الأميركي السابق رونالد كريفس يوم الجمعة أنه لم يعد هناك ما يسمى بالعراق الواحد، فيما انتقد بشدة الفساد المالي والإداري لدى الحكومة الاتحادية في بغداد، اتهمها بأنها وظفت ملايين الدولارات التي منحتها الولايات المتحدة كمساعدات للعراق في خدمة طهران، وقال كريفس في ندوة عقد بواشنطن تحت شعار "كردستان الحليف الاستراتيجي لأميركا"، أن خريطة العراق لم تعد لها وجود، وعلى أميركا أن تتفهم أن سياسة الحفاظ على عراق موحد قد انتهت، ويجب أن نوقف الدعم عن حكومة بغداد الفاسدة التي صرفت عليها أميركا ملايين الدولارات، وفقدت الآلاف من قواتها على ارض العراق، مردفا أن الحكومة الاتحادية قد وظفت تلك الملايين لمصلحة إيران.
وأضاف أنه يجب أن ندعم استقلال كردستان ويجب أن تعمل أميركا على إرضائها، مبينا أن كردستان المستقلة سوف تكون نموذجًا صحيحًا للدولة الكردية، وعلى تركيا أن تدعم الإقليم كما دعمناها، وقال الجنرال الأميركي المتقاعد ايرني اوديرنو يوم الجمعة أن إيران تسيطر على 60% من العراق، فيما دعا الولايات المتحدة إلى إعادة النظر بسياستها مع هذه البلاد، عد استقلال إقليم كردستان بمصلحة الولايات المتحدة.
وبيّن أوديرنو في ندوة عقدت في واشنطن تحت شعار "كردستان الحليف الاستراتيجي لأميركا"، أنه بعد القضاء على تنظيم "داعش" في العراق يجب أن تعيد أميركا النظر باستراتيجيتها مع العراق، مردفا بالقول إن حكومة إقليم كردستان ليس لديها مشكلة بالديمقراطية، وهي حقا قد استقلت في 2006 ولككنا اجبرنها على المشاركة في التصويت على الدستور في العراق، وأضاف أن ايران بعد 2014 شكلت ميليشيات في العراق اكثر من حرسها الثوري، وهذا يصب في مصلحتها مستقبلا، مشيرا إلى أن من مصلحة الولايات المتحدة أن تدعم إقليم كردستان ويجب أن تعتمد عليه بعد مرحلة "داعش".
ونوه إلى أن 60% من العراق تحت سيطرة ايران، وعلى الكرد أن يتعاملوا بعقلانية مع هذا الأمر، ويمكنهم ضمان استقرارهم من خلال الاستقلال، ولفت اوديرنو أن النفط والغاز في إقليم كردستان سيكون الطاقة البديلة لروسيا وأوروبا في المنطقة، وهذا يصب في مصلحة موسكو اكثر من واشنطن، داعيا إلى بناء قاعدة أميركية في كردستان وإرسال الجنود هم وأسرهم إلى هناك.
وانعقدت الجمعة، ندوة في عاصمة الولايات المتحدة واشنطن تحت شعار "إقليم كردستان الحليف الاستراتيجي لأميركا"، وحضر تلك الندوة مسؤولون أميركيون وأعضاء في مجلس الشيوخ وممثلون عن الإقليم، والتي خصصت لمناقشة إجراء الاستفتاء استقلال كوردستان عن العراق المزمع إجراؤه يوم 25 من شهر أيلول المقبل، وقال الكاتب والصحفي نور الدين ويسي خلال الندوة، أن كردستان قد تمت تقسيمها قبل اكثر من 100 عام ووقع حيف كبير على الكرد وعلى المجتمع الدولي إعادة النظر، وأضاف أن إقليم كردستان ماض في يوم 25 من شهر أيلول المقبل بإجراء استفتاء الاستقلال، وهنا نريد أن نوضح لماذا يريد الكرد تشكيل دولة مستقلة؟ ونقول أن هذا مطلب الشعب الكردي الأول والذي ناضل من أجل لعقود من الزمن، وتابع ويسي أن كردستان مستقلة بمصلحة الديمقراطية في العالم، وهي منسجمة مع تطلعت الدول التي ترعى الديمقراطية أيضا، وأردف أن حكومة إقليم تؤكد أن تشكيل دولة كردستان المستقلة لن تكون لها أية مخاطر على الدول المجاورة لأميركا، وكردستان ستكون حليفة لأميركا.
والتقى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، يان كوبيش، بشكل منفصل رئيس الوزراء حيدر العبادي، وأمين عام منظمة بدر القيادي في الحشد الشعبي النائب هادي العامري، وذكر بيان لبعثة الأمم المتحدة في العراق يونامي صدر عنها اليوم أن كوبيش التقى العبادي أمس وتناولا "مواضيع المصالحة الوطنية واستفتاء الاستقلال في إقليم كردستان وغيرها من التطورات السياسية"، كما بحثا "مشاركة العراق في الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة"، وبحث كوبيش مع العامري في لقاء آخر "مواضيع تخص عمليات التحرير وآخر التطورات السياسية، إضافة لاستفتاء الاستقلال في إقليم كردستان"، ولم يصدر بيان عن مكتب العبادي او العامري عن هذين اللقاءين.
أرسل تعليقك