كييف - رياض أحمد
رغم الكلام السياسي علي النبرة الذي جرى تداوله في الساعات الماضية بين الأميركيين والروس، الا أنه لاحت في أفق الازمة الاوكرانية مؤشرات لانحسار التوترات بين موسكو وكييف أمس الثلاثاء لاعتقاد الجانبين ان الوصول الى نقطة اللاعودة واندلاع القتال سيؤذي الجميع ، لذا أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
بوقف تدريبات أجراها الجيش خلال أسبوع على طول الحدود الغربية مع أوكرانيا، وإعادة حوالى 150 ألف جندي شاركوا فيها إلى ثكناتهم. وقبلت موسكو عقد اجتماع مع ممثلين من حلف الأطلسي (ناتو) اليوم الاربعاء للبحث في أزمة أوكرانيا.
وبعد ساعات على إعلان مصدر في وزارة الخارجية الروسية استعداد موسكو للتعامل مع كييف شرط أن تلتزم العودة إلى اتفاق 21 شباط/فبراير، خصوصاً بند تشكيل حكومة وحدة وطنية وإشراك كل مكونات الشعب الأوكراني في حوار سياسي لتسوية الأزمة، صرح رئيس وزراء الحكومة الانتقالية الأوكرانية آرسيني ياتسينيوك، بأن "كييف وموسكو باشرتا مشاورات خجولة على مستوى عالٍ في شأن أزمة بلاده، مطالباً بسحب روسيا قواتها من شبه جزيرة القرم (جنوب) التي واصلت عملياً بسط سيطرتها الأمنية عليها".
لكن ذلك لم يمنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من فتح النار على السلطات الجديدة في أوكرانيا، معلناً أنها تضم "نازيين ومعادين للسامية"، وأنه "لا يرى شريكاً في أوكرانيا قبل إجراء انتخابات رئاسية قانونية لا تسيطر عليها أجواء الإرهاب".
كما فتح النار على الدول الغربية التي تلوح بعقوبات على روسيا بسبب تدخلها في القرم لـ "حماية مواطنيها".
ودافع بوتين في مؤتمر صحافي عن موقف بلاده من التدخل العسكري في القرم، وقال انه نفِّذ تلبية لطلب الرئيس الأوكراني الشرعي فيكتور يانوكوفيتش، الذي دعانا لحماية المدنيين مطلع هذا الشهر. وزاد: لقد أبلغت الأخير عدم وجود مستقبل سياسي له، لكنه بحكم القانون لا يزال رئيساً لأوكرانيا.
واستبعد بوتين توسيع التحركات العسكرية الروسية، وقال إن قرار استخدام القوات المسلحة الذي وافق عليه مجلس الشيوخ الروسي لا ضرورة له الآن، مضيفاً: عززنا وضع قوات أسطولنا في البحر الأسود نظراً إلى ظروف الراهنة، ونترك الباب مفتوحاً لتدخل أوسع إذا رأينا الفوضى تنتشر في المناطق الشرقية، إذ نحتفظ بحقنا الشرعي في استخدام كل الوسائل المتوافرة لدينا.
ولم يستبعد بوتين تشكيل مجموعة اتصال دولية لتسوية الوضع في أوكرانيا، والذي كانت اقترحته المستشارة الألمانية أنغيلا مركل عليه، وقال: يجب درس الاقتراح وبحثه مع زملائنا الألمان.
وكان الرئيس الاميركي باراك أوباما أعلن إعداد رزمة عقوبات قد تستهدف موسكو، بينها تجميد أرصدة وأصول، وصولاً إلى طرد موسكو من مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى، في وقت علّقت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) كل مجالات التعاون العسكري بين الجانبين.
وردّ اوباما بأن تصريحات بوتين عن القرم "لن تخدع أحداً"، محذراً من أن تدخل موسكو في أوكرانيا ليس مؤشراً إلى قوتها، وسيؤدي إلى إضعاف نفوذها في المنطقة. أما وزير الخارجية الأميركي جون كيري، فقال في كييف، "نستنكر العمل العدواني لروسيا، وواضح أنها تجهد لإيجاد ذريعة تسمح بغزوها مزيداً من الأراضي".
الى ذلك، قال رئيس الوزراء الموالي لروسيا في القرم، سيرغي أكسيونوف، إن الاستفتاء حول وضع شبه الجزيرة قد يجري قبل موعد 30 الشهر الجاري الذي حُدِّد سابقاً، ما اعتبرته مصادر أوكرانية محاولة من موسكو لتسريع عملية تغليف سيطرتها المطلقة على القرم بغطاء شرعي عبر استفتاء يسبق انطلاق عملية سياسية تفاوضية مع الغرب أو السلطات الأوكرانية.
وأعلن أكسيونوف أن عدد أفراد قوات الدفاع الذاتي لجمهورية القرم وصل إلى 11 ألف شخص، وتوعد الحلف الأطلسي بأنه سيشهد مقاومة شعبية إذا فكر دخول الإقليم.
ولفت نقل صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية عن مصدر أمني بارز في مولدافيا، أقرب جيران أوكرانيا، أن السلطات تبحث جدياً مسألة طلب نشر قوات تابعة للأطلسي في الجمهورية لمواجهة أي ابتزاز أو توغل محتمل تحت أي ظرف للقوات الروسية في أراضيها.
على صعيد آخر، أكد الاتحاد الأوروبي بعد ساعات على إعلان مجموعة "غازبروم" الروسية أنها ستلغي بدءاً من نيسان/أبريل المقبل خفض سعر الغاز الذي منح لأوكرانيا في كانون الأول/ديسمبر بحجة عدم إيفائها بالتزاماتها الخاصة بدفع ثمن شحنات شباط/فبراير، أنه سيسدد دينها البالغ بليوني دولار عن شراء الغاز الروسي، كما قد يزودها بغاز.
أرسل تعليقك