اعتبر أمين عام الأمم المتحدة أنطويو غوتيريس أن مصر تسام في عمليات حفظ السلام بشجاعة جيشها وشعبها معًا، فقال "إن تلك المنطقة التي توجد بها مصر كانت مهدًا للحضارة الإنسانية، واستفدنا كثيرًا من العرب والمغاربة في شبه الجزيرة الإيبارية التي تقع فيها دولة البرتغال، واستفدنا كثيرًا من الحضارة المصرية وهناك تراث متبادل مشترك في الحضارة العربية والمكتشفين البرتغاليين ووجودي هنا أمرًا له مغزى".
وقدّم غوتيريس، الشكر لمصر على جهودها في أزمة اللاجئين التي تعصف بالمنطقة، مستشهدًا بالقرآن الكريم ورسالته المهمة فى هذه النقطة، قائلاً: "إن أبلغ ما قيل في حماية اللاجئين، ما قرأناه في سورة التوبة، حينما يقول الله في القرآن الكريم، إن حماية اللاجئين ينبغي أن تقدم للمؤمنين وغير المؤمنين أيضًا، وهذا أبلغ ما قرأته بالنسبة لحماية اللاجئين".
وأشار الأمين العام خلال إلقاء محاضرة له في جامعة القاهرة اليوم الأربعاء، إلى أن الحماية تقدم للاجئين بصفتهم الإنسانية، بغض النظر عن عقيدتهم، معربًا عن تقديره لوجوده في جامعة القاهرة ودورها في المجتمع، مشيرًا إلى أن الجميع أصبح يعيش في عالم متعدد الأقطاب الدولية، وأن عديدًا من دول المنطقة تشهد صراعات تهدد أمنها.
وأكد السكرتير العام للأمم المتحدة، أن الصراع العربي الإسرائيلي هو الأهم في المنطقة، لافتًا إلى أن تعدد القطبية أدى إلى تفاقم الصراعات في بعض الدول العربية والأفريقية، وقال "نهتم بالقضايا القومية للشباب، باعتبارهم الفئة الأهم في جميع الدول".
كما شدد غوتيريس على أن هناك انعدامًا للعدالة في توزيع الثروة بين الأغنياء والفقراء في العالم، فالأغنياء أصبحوا أكثر غنى، والفقراء أصبحوا أكثر فقرًا، وذلك بسبب غياب العدالة في توزيع الثروات، وقال "كثيرون من الناس تقطعت بهم السبل وتخلفوا عن اللحاق بالركب، فلم يحصوا على كثير من ثروات مجتمعاتهم، بما أثر على المؤسسات السياسية".
وأكد الأمين العام على ضرورة مواجهة ملف البطالة، وتوجيه كل الاستثمارات ناحية الجيل الجديد، وتعزيز التواصل وتمكين الشباب، إذا أردنا مواجهة الأفكار المتطرفة بجدية، موضّحًا أن الإحباط الذي يعانيه الشباب أمرًا خطيرًا، ولا بد من مواجهته، لهذا يجب توفير مزيد من فرص العمل.
وأوضح غوتيريس، أن مشكلة البطالة تعتبر إحدى أبرز الأسباب الرئيسية للإرهاب والتطرف، مشدّدًا في الوقت نفسه على ضرورة مواجهة الآثار الكبيرة للتغييرات المناخية، والتصحر الذي أصبح في تزايد ملحوظة خلال الفترة الأخيرة في كثير من الدول، معربًا ضمن محاضرته عن تقديره لطلاب جامعة القاهرة، قائلاً: "أتمنى أن يكونوا قوة فعالة ويساهموا في بناء دولتهم".
وعقب الكلمة، منح رئيس جامعة القاهرة، الدكتور جابر نصار، غوتيريس، هدية تذكارية متمثلة في"قبة الجامعة"، بعد رؤيته لكيفية عمل المنظمة الأممية.
ومن جانبه أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن بلاده لا تدخر جهدا في القيام بمسؤوليتها الدولية والإقليمية من خلال عضويتها بمجلس الأمن أو إسهامها المتواصل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ودعم جهود السكرتارية والسكرتير العام لتحقيق مقاصد وأهداف الأمم المتحدة.
وأوضح شكري، في كلمته خلال محاضرة السكرتير العام للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، أن هناك تقدير واسع يحظى به السكرتير العام للأمم المتحدة، فهذه الشخصية لها تاريخ مرموق لدى الدول الأعضاء بشكل عام ومصر بشكل خاص بعضويتها الحالية في مجلس الأمن، قائلًا: "أؤكد دعم مصر لتمكين السكرتير العام للأمم المتحدة لقيادة المنظمة في هذه المرحلة الهامة، وتحقيق التنمية وحفظ حقوق الشعوب في ظل نظام عالمي يرنو إلى التعايش السلمي ودعم علاقات الصداقة بين الدول.
ونوه إلى أن السكرتير العام للأمم المتحدة يحرص على الاستقلالية لدى المنظمة الدولية ومن ثم إيصال رسالة واضحة لإعلاء هذه القيم، مؤكدا أن مصر من الدول المؤسسة للأمم المتحدة والقاهرة مقر الجامعة العربية، وجامعة القاهرة التي تخرج منها أول سكرتير عام أفريقي عربي للأمم المتحدة وهو بطرس غالى، وتؤكد ضرورة وجود علاقات متعددة الأطراف قائمة على الاحترام المتبادل والعدالة الدولية.
أرسل تعليقك