أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية عن خسائر تنظيم "داعش" خلال عملية تحرير محافظة نينوى، منذ انطلاق العمليات في 17 تشرين الأول / أكتوبر 2016. وذكر المتحدث باسم العمليات المشتركة، العميد يحيى رسول، في مؤتمر صحافي مشترك مع الناطقين باسم وزارتي الدفاع والداخلية وقوات البيشمركة، بالإضافة الى التحالف الدولي، اليوم الثلاثاء، أن القوات العراقية تمكنت من تقليص المساحة التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" إلى 12 كيلومترًا مربعًا فقط، في الجانب الأيمن من مدينة الموصل.
وكشف رسول عن قتل 16 ألفًا و467 متطرفًا، منذ بدء عمليات تحرير محافظة نينوى، والقبض على 394 مطلوبًا، وتدمير 679 سيارة مفخخة، و889 مركبة مختلفة، وتدمير دبابة، و11 مركزًا للقيادة، و ومعالجة ستة آلاف و661 عبوة ناسفة، و76 معملاً للتفخيخ، و217 حزامًا ناسفًا، و74 مخبأ للعتاد.
وأشار الى أن الساحل الأيسر مُحرر بنسبة 100%، إضافة إلى تحرير 89.5% من الجانب الأيمن، على مساحة 100 كيلومتر مربع، متعهدًا بإعلان تحرير الجانب الأيمن كاملاً خلال أيام. وأشار إلى أن عناصر "داعش" فقدت القيادة والسيطرة في عملياتها، كما أن القوات الأمنية تستخدم أسلحة ليزر لضمان دقة إصاباتها، وتجنب إلحاق الضرر بالمدنيين.
ولفت إلى عمليات قوات الحشد الشعبي، التي يساندها طيران الجيش العراقي، لتحرير ناحية القيروان وقضاء البعاج، مؤكدًا أن العملية تستهدف الوصول إلى الحدود مع سورية. ونفى المتحدث باسم العمليات المشتركة وجود أي توتر في العلاقة والعمليات بين البيشمركة والحشد الشعبي، مع اقتراب الحشد من سنجار، قائلاً: "ولن نصل إلى مستوى المواجهة معها، وهنلك تنسيق ولا يوجد تخوف".
ومن جانبه، قال الناطق باسم التحالف الدولي في العراق، العقيد جون دوريان، أن "داعش" على وشك الهزيمة في مدينة الموصل، وسترفع القوات العراقية العلم العراقي فوقها، وتحتفل بالنصر، مبينًا أن دعم التحالف الدولي للقوات العراقية سيستمر، لأن انتصاراتها وتضحياتها ليست للعراقيين فقط، وأنما للعالم أجمع.
وكشف دوريان عن عدد قوات التحالف في العراق، مبينًا أن عددهم خمسة آلاف و260 عسكريًا، لتقديم المشورة الأمنية والتدريب. وأشار إلى أن طيران التحالف دمر أكثر من 300 سيارة مفخخة في الموصل، وأكثر من 200 نفق لـ"داعش"، وأكثر من 1000 موقع لهم. وأعلن دوريان عن انتهاء مهامه في العراق، الثلاثاء، وقدم العقيد راين بدلاً منه، والذي سيتولى مهامه كمتحدث جديد للتحالف الدولي.
وأكد مدير العمليات المركزية في هيئة الحشد الشعبي، أبو منتظر الحسيني، الثلاثاء، في تصريح صحافي، أن عناصر "داعش" المتطرفة فقدت مركز القيادة والسيطرة جنوب القيروان، بعد توسع رقعة عمليات الحشد بين البعاج والقيروان، غرب الموصل، لكونها مناطق قيادة وسيطرة عناصر "داعش"، ومسرح عملياته المتطرفة في اتجاه قرى وقصبات القيروان. وأضاف أن عناصر "داعش" استخدمت، اثناء الاشتباكات، الصواريخ الحرارية وأسلحة أخرى متطورة، بالإضافة إلى العبوات القمعية التي تعد أسلوبًا جديدًا في معاركه، وهي محاوله لنقل تجاربه الإجرامية في سورية ضد قوات الحشد، غرب الموصل.
وبيَّن أن جميع الخطط تمت وفق المعلومات الاستخبارية والأمنية، وبالاعتماد على الخبرات الفنية والتقنية والبشرية، فضلاً عن التنسيق بين ألوية الحشد الشعبي والمديريات، وكذلك التنسيق مع القوات المساندة الأخرى، مثل طيران الجيش، الذي قصف أهدافًا مهمة لعناصر "داعش". وأضاف أن الدور الانساني للحشد الشعبي كان الحاضر الأول في العمليات، لأن هدف القوات هو تحرير الإنسان وليس الأرض فقط، حيث استنفرت مديريات الحشد كل كوادرها لتقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية إلى المدنيين في مناطق الاشتباك.
ويذكر أن قوات الحشد الشعبي بدأت، في 12 أيار / مايو، عملية "محمد رسول الله الثانية"، لتحرير ناحية القيروان والقرى المحيطة بها، غرب تلعفر، من سيطرة "داعش".
وأعلنت وزارة الدفاع العراقية، الثلاثاء ،في بيان لها، أن المفارز الميدانية التابعة لمديرية استخبارات وأمن نينوى، في المديرية العامة للاستخبارات والأمن، وبالتنسيق مع مديرية مكافحة التطرف في نينوى، تمكنت من إلقاء القبض على سبعة متطرفين مطلوبين وفق المادة 1/4 إرهاب، وصادرة في حقهم مذكرات توقيف، مشيرًا إلى أن أحدهم من الفارين من سجن بادوش، في الموصل.
قالت مديرية الاستخبارات العسكرية، في بيان لها، إن مفارزها في اللواء 54، من الفرقة السادسة، وبالتعاون مع استخبارات وزارة الداخلية، ألقت القبض على متطرف خطير في منطقة اليرموك، مطلوب للقضاء في محكمة الرصافة الأولى، وفق المادة 4 إرهاب، وفي هذه الأثناء، قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن سكان قضاء الحويجة، في محافظة كركوك، والساحل الأيسر من قضاء الشرقاط، في محافظة صلاح الدين، يعيشون أوضاعًا إنسانية صعبة، في ظل استمرار سيطرة تنظيم "داعش" على تلك المناطق.
وأوضح المرصد، في بيان ورد له، أن بقاء سكان قضاء الحويجة، وجزء من قضاء الشرقاط، تحت سيطرة تنظيم "داعش" حتى الآن لا يُمكن تبريره، فالسكان هناك يعيشون أوضاعًا إنسانية صعبة، ولا يقدرون على فعل أي شيء. وقالت مصادر محلية في الحويجة، والساحل الأيسر من الشرقاط، للمرصد العراقي لحقوق الإنسان، في نيسان / أبريل الماضي، إن تنظيم "داعش" أعدم 20 مدنيًا على الأقل، بتهمة التخابر مع الجيش العراقي، وفي ناحية العباسي، في الحويجة، أعدم التنظيم أربعة أشخاص، بعد أن حاولوا الهروب في اتجاه المناطق غير الخاضعة للتنظيم.
وقابل المرصد العراقي لحقوق الإنسان شخصًا يدعى محمد (فضل ذكر اسمه الأول فقط خشية على حياة أقاربه المتبقين في الشرقاط)، وهو نازح من الساحل الأيسر في الشرقاط، إن آلاف الأهالي يعيشون حالة من الرعب، حيث إن الإعدامات والاعتقالات تكاد تكون يومية، لأسباب مختلفة. وأضاف: "كانت آخر عملية إعدام في بداية الشهر الجاري، عندما حاول شاب من الساحل الأيسر للشرقاط الهرب من منطقة سيطرة التنظيم، لجلب العلاج لوالده الذي يعاني من المرض، التنظيم يختطف الأهالي الذين يحاولون الهرب، ويعاقبهم بالضرب وكسر أقدامهم، وفي بعض الأحيان يعدمهم".
ووثق المرصد العراقي لحقوق الانسان الظروف المعيشية السيئة التي يعيشها سكان المناطق المحاصرة، من قبل التنظيم، حيث يواجه الأهالي قلة الغذاء، وارتفاع الأسعار، وانتشار الأمراض، مع اختفاء الدواء والانقطاع التام للكهرباء، بالإضافة إلى نقص حليب الأطفال. وقال أبو عماد، الذي نزح من الحويجة قبل أقل من شهر، ويقيم في حاليًا في كركوك، إن أهالي الحويجة يعانون من نقص الغذاء والدواء، منذ أكثر من 10 أشهر، حيث يعتمد الناس على عمليات تهريب المواد الغذائية من الساحل الأيمن المحرر، إلى مناطقهم المحاصرة. وأضاف: "قبل أكثر من شهر انقطع التهريب نهائيًا بين الساحلين الأيمن والأيسر، القوات الأمنية تمنع دخول أي مواد إلى هذه المناطق، حتى العلاج للمرضى يمنع إدخاله، فمن لديه مريض مصيره الموت لعدم توفر العلاج".
وتحدث أبو عماد عن ما يعانيه سكان الحويجة، قائلاً: "في الوقت الحالي يعتمد الأهالي على زراعة محصول الحنطة فقط، إلا أنه غير كافٍ لاستمرارهم في العيش". وقال أحد المواطنين، والذي يقيم في الحويجة حتى الآن: "أسعار المواد الغذائية، في حال توفرها، تكون مرتفعة جدًا، حيث يصل كيلوغرام السكر إلى ٥٨ ألف دينار عراقي (48 دولار أميركي)، وكيلو الدهن إلى 50 ألفًا، والملح إلى 20 ألفًا، أما الرز فيصل إلى 60 ألفًا للكيلوغرام، وحليب الأطفال غير متوفر أساسًا".
وأضاف: "نحن نعيش في هذه الحالة منذ تموز / يوليو 2016، وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة ازدادت المعاناة بعد منع عمليات تهريب المواد الغذائية، نريد من الحكومة العراقية إدخال المساعدات إلى مناطقنا المحاصرة".
وحذر المرصد العراقي لحقوق الإنسان، في تقريره الذي نشره في 22 يناير / كانون الثاني 2017، من انتهاكات عدة تعيشها العائلات في مناطق سيطرة "داعش" و مناطق نزوحهم، حيث منع التنظيم خروج الأهالي من مناطق سيطرته، حيث يصادر عناصره المنازل وينهبونها، فضلاً عن الإعدامات والاعتقالات اليومية التي تنفذ في حق المدنيين.
وطالب المرصد الحكومة العراقية والمنظمات الدولية بضرورة إيجاد حل لما يحدث من كارثة إنسانية، يعيشها سكان الحويجة و الساحل الأيسر من قضاء الشرقاط.
أرسل تعليقك