ارتفعت حصيلة ضحايا حرائق الغابات المتواصلة منذ الاثنين في مناطق عدة في الجزائر إلى 69 هم 28 عسكريا و41 مدنيا، بينما تواصل فرق الحماية المدنية الجزائرية مدعومة بقوات الجيش ومتطوعين، العمل على إخماد النيران مع استمرار أسوأ موجة من الحرائق المدمرة في تاريخ البلاد، فيما أعلن العاهل المغربي، الملك محمد السادس عن استعداد بلاده لمساعدة الجزائر في مكافحة حرائق الغابات التي تشهدها العديد من مناطق البلاد.
وقال بيان صادر عن الخارجية المغربية إن الملك أعطى تعليماته لوزيري الداخلية والخارجية، من أجل التعبير لنظيريهما في الجزائر، عن استعداد المملكة المغربية لمساعدة الجزائر في مكافحة حرائق الغابات. وأكد البيان أنه بتعليمات من جلالة الملك، تمت تعبئة طائرتين من طراز "كنادير"، للمشاركة في هذه العملية، بمجرد الحصول على موافقة السلطات الجزائرية.وكان العاهل المغربي قد دعا في خطاب بمناسبة عيد الجلوس على العرش أواخر الشهر الماضي، حكام الجزائر إلى فتح الحدود البرية المغلقة بين البلدين منذ تسعينيات القرن الماضي.
وقال الملك المغربي إن الوضع الحالي للعلاقات مع الجزائر "لا يرضينا، وليس في مصلحة شعبينا، وغير مقبول من طرف العديد من الدول". واعتبر عاهل المغرب أن إغلاق الحدود "يتنافى مع حق طبيعي، ومبدأ قانوني أصیل، تكرسه المواثيق الدولية، بما في ذلك معاهدة مراكش التأسيسية لاتحاد المغرب العربي، التي تنص على حرية تنقل الأشخاص، وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس الأموال بين دوله".
كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء، أن بلاده سترسل 3 طائرات إلى الجزائر، اعتبارا من يوم غد الخميس، للمساعدة في إطفاء الحرائق التي تجتاح البلاد. وكتب الرئيس الفرنسي في تغريدة: "أمام المآسي التي تواجه أصدقاء فرنسا، فإن تضامننا صريح. إلى الشعب الجزائري، أريد أن أقدم دعمنا الكامل". وأضاف: "اعتبارا من الغد، سيتم إرسال طائرتي إطفاء وطائرة توجيه إلى منطقة القبائل، التي تجتاحها حرائق عنيفة".
وقال المتحدث باسم الحماية المدنية، النقيب نسيم برناوي، لتلفزيون "الشروق" صباح اليوم، إن "عدد الحرائق التي لا تزال مشتعلة يبلغ 69 في 17 ولاية، منها 24 حريقاً في تيزي وزو وحدها". وحذّر من أن "الرياح التي تهبّ حالياً يمكن أن تزيد من انتشار الحرائق". واندلعت الحرائق التي تقول السلطات إنها "مفتعلة" الاثنين، في منطقة القبائل في شمال شرق الجزائر، ثم اجتاحت كلّ المناطق الساحلية في شمال وسط وشرق البلاد، وصولاً إلى ولاية الطارف الحدودية مع تونس التي شهدت بدورها اندلاع بعض الحرائق.
في تيزي وزو وحدها، ما زال رجال الإطفاء مدعومين بقوات الجيش على الأرض وبالمروحيات، يعملون على إخماد 23 حريقاً اندلعت منذ الاثنين في المنطقة ذات الكثافة السكانية العالية والمعروفة بجبالها وغاباتها، وفق ما أفاد مدير الغابات في ولاية تيزي وزو يوسف ولد محمد وسائل إعلام محلية اليوم. وتوقّعت مصالح الأرصاد الجوية استمرار موجة الحر الشديد التي لا تساعد في كبح الحرائق إلى يوم 15 آب/ أغسطس الجاري ، وأن تصل درجات الحرارة إلى 46 درجة وشهدت تيزي وزو أكبر الخسائر البشرية.
وفي تيزي وزو وحدها، ما زال رجال الإطفاء مدعومين بقوات الجيش على الأرض وبالمروحيات يعملون على إخماد 23 حريقا اندلعت منذ الاثنين في المنطقة الكثيفة بالسكان والمعروفة بجبالها وغاباتها، وفق ما أفاد مدير الغابات في ولاية تيزي وزو يوسف ولد محمد وسائل إعلام محلية الأربعاء. وقال المتحدث باسم الحماية المدنية النقيب نسيم برناوي لتلفزيون "الشروق" صباح الأربعاء إن "عدد الحرائق التي لا تزال مشتعلة يبلغ 69 في 17 ولاية، منها 24 حريقا في تيزي وزو وحدها"، وحذّر من أن "الرياح التي تهبّ حاليا يمكن أن تزيد من انتشار الحرائق".
وكتب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على حسابه الرسمي على "تويتر"، أنهم ماتوا "بعد أن نجحوا في إنقاذ أكثر من مئة مواطن من النيران الملتهبة بجبال بجاية وتيزي وزو". وأعلنت الإذاعة الجزائرية العامة أمس، توقيف ثلاثة من "مشعلي حرائق" في مدينة المدية (شمالاً)، فيما أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية توقيف رابع في عنابة. وانتشرت حرائق الغابات في مساحات كبيرة في الجزائر وتركيا واليونان في الأسبوع الأخير وقالت هيئة مراقبة للأحوال الجوية تابعة للاتحاد الأوروبي إن منطقة البحر المتوسط أصبحت من مراكز حرائق الغابات بفعل ارتفاع حرارة الطقس.
واستعرت عشرات الحرائق المنفصلة في مناطق غابات بمختلف أنحاء شمال الجزائر واتهم وزير الداخلية كامل بلجود مشعلي حرائق بالتسبب فيها دون تقديم أي أدلة. وأسوأ المناطق تضررا هي تيزي أوزو أكبر مراكز المنطقة الجبلية حيث احترقت بيوت، وفرّ السكان طلبا للملاذ في فنادق وبيوت الشباب وأماكن إقامة طلبة الجامعات في المدن القريبة. وقالت الحكومة إنها ستعوض المنكوبين عن خسائرهم.
قد يهمك ايضا:
"حزب الأحرار" المغربي يدعم المبادرة الملكية تجاه الجزائر
ملك المغرب يؤدي صلاة العيد دون خطبة ويعفو عن 761 شخصاً
أرسل تعليقك