تسىعى الولايات المتحدة بجهد كبير إلى "ردع" إيران وحزب الله والميليشيات الأخرى التابعة لطهران ومنعها من شنّ هجوم على إسرائيل، أكان ردّاً على اغتيال إسماعيل هنيّه زعيم حركة حماس، أو مقتل فؤاد شكر أحد أكبر مسؤولي حزب الله.
هناك الكثير من الأخبار المتناقضة هو ما يمكن أن يحدث هذا الأسبوع، لكن مسؤولاً أميركيا تحدّث إلى العربية والحدث قال يوم الاثنين إن "الولايات المتحدة لا ترى الآن تحركات ميدانية ملموسة تشير إلى أن إيران أو حزب الله هما بصدد شنّ هجوم خلال ساعات".
عادة ما يمتنع المسؤولون الأميركيون عن التحدّث بالتفصيل عن الاستطلاعات والمعلومات الاستخبارية لدى الأجهزة الأميركية، وهذا ما التزم به المتحدث باسم البنتاغون الجنرال باتريك رايدر لدى التحدّث إلى الصحافيين يوم الاثنين في مبنى البنتاغون، لكنه من الواضح أن إدارة بايدن أقدمت على خطوات عسكرية متوالية تشير إلى ارتفاع حدّة التوتر في الشرق الأوسط وإيصال رسالة إلى إيران والميليشيات التابعة بها بأن الأميركيين على جاهزة عالية لصدّ هجوم واسع من قبل "الجميع في وقت واحد" وربما تضع خريطة انتشار القوات الأميركية إيران في حالة انعدام الوزن.
إفشال ايران
فقد حشدت القوات الأميركية عدداً من المدمرات في مياه الخليج العربي، كما أن حاملة الطائرات آيزنهاور كانت في منطقة بحر عُـمان منذ أسبوعين، ومع اقتراب الحاملة لينكولن من المنطقة المركزية، سيكون بإمكان الأميركيين نشر حاملة في مياه الخليج العربي، وأخرى في منطقة بحر العرب مع قدرات ضخمة لإسقاط صواريخ باليستية إيرانية، بالإضافة إلى قدرات واسعة للهجوم، فهذه الحاملات تحمل على متنع طائرات مقاتلة قادرة على إسقاط صواريخ إيرانية وتهدّد في الوقت ذاته بشنّ هجوم على منصات الصواريخ.
هذا الانتشار يقابله حشد أميركي واسع في شرق البحر المتوسط فيما تتجّه غواصة أميركية تحمل صواريخ توماهوك من منطقة عمليات القيادة الأوروبية إلى الشرق الأوسط.
حزب الله أقرب
وكانت القوات الأميركية أعادت إلى منطقة البحر الأحمر مدمرات تحمل منظمات مضادة للصواريخ لمواجهة أي هجمات على إسرائيل من قبل الحوثيين.
أي نظرة عابرة على خريطة المنطقة الآن تؤكّد أن المنطقة الممتدة من إيران إلى الخليج العربي وصولاً إلى إسرائيل أصبحت "محمية" من هجوم بقدرات عالية وما يشغل بال الأميركيين بشكل خاص هو "حزب الله" والميليشيات المنتشرة في مناطق قريبة من الحدود الشمالية لإسرائيل.
هناك إجماع لدى الأميركيين، وكذلك الإسرائيليون، على القول إن هجوماً واسعاً من قبل إيران سيتمّ إحباطه، لكن المسافة الضئيلة بين مواقع حزب الله وإسرائيل، يضع التنظيم اللبناني الموالي لإيران في موقع من يشكّل خطراً كبيراً على البنى التحتية الإسرائيلية.
إقناع إيران
ليست هناك مؤشرات كثيرة على أن الأطراف الدوليين يخصصون جهداً دبلوماسياً كثيفاً لمنع حزب الله من شنّ هجوم، لكن من الواضح أن الأميركيين يسعون إلى إيصال رسالة إلى ايران، بضرورة أن تتحدّث إلى حزب الله، وأن أي هجوم من قبله على إسرائيل سيجعل الردّ الإسرائيلي فائق الضرر، مقارنة مع حرب العام 2006.
كما أن الأميركيين يسعون بجهد كبير إلى الوصول إلى طاولة المفاوضات بحضور جميع الأطراف يوم 15 الجاري وذلك في سباق واضح بين سحب فتيل الازمة وانفجار واسع.
جون كيربي منسق الاتصالات في مجلس الأمن القومي قال لدى تحدّثه إلى الصحافيين يوم الاثنين إن تقديرات الحكومة الأميركية تشير إلى أن هجوماً إيرانياً سيقع خلال الأيام المقبلة، وهذا ما يجعل السباق بين الدبلوماسية والاستعدادات العسكرية على أعلى مستوى.
قد يهمك أيضــــاً:
إيران تؤكد أن الرد على مقتل هنية غير مرتبط بوقف النار في غزة وواشنطن تُطالب بعدم التصعيد
حماس تنتظر قرار السنوار تعيين نائب له يتولى جميع صلاحياته
أرسل تعليقك