بغداد – نجلاء الطائي
استكملت القوات العراقية، السبت، تحرير قرية إمام غربي، جنوب الموصل، من قبضة "داعش"، وتعرف هذه المنطقة بـ "قرية الـ700 داعش"، حيث كانت يتمركز بها هذا العدد من مقاتلي التنظيم، وعائلاتهم أيضا، وكشف مصدر محلي في محافظة كركوك، أنّ تنظيم "داعش" عرض مجموعة من النساء التي خطفهن من أهالي قرية أمام غربي جنوب الموصل في سوق لبيع "السبايا" في قضاء الحويجة جنوب غربي المحافظة.
وأعلن المقدم نجم عبدالله حسين، بالجيش العراقي، وهو أيضا أحد سكان القرية،أن القوات استكملت تحرير القرية إلا أن هناك العشرات من العبوات الناسفة التي تعيق إحكام السيطرة عليها، مضيفًا أن "العمليات العسكرية للقوات العراقية بدأت قبل 5 أيام تقريبا لاستعادة القرية، بمشاركة قطعات من الجيش، والحشد الشعبي، حيث كان القتال شرسا في هذه المنطقة بالكامل"، لافتا إلى أن "أعداد المتطرفين الذين شاركوا في القتال تقدر بالمئات، وحرقوا بيوتا، فيما فجروا أخرى".
وشدد حسين على أن "مقاتلي "داعش" احتجزوا عددا من العوائل داخل القرية، من ثم اختطفوهم إلى الجانب الأيسر لقرية الشرقاط على نهر دجلة، وهذا الجانب غير محرر بعد"، بينما أعدموا عددا من المدنيين داخل القرية قبيل انسحاب من عاش منهم، وأكد حسين، وهو شاهد عيان على استيلاء "داعش" على القرية للمرة الثانية بعد تحريرها منذ فترة "المتطرفين يجتازون نهر دجلة، من الساحل الأيسر للشرقاط، وهو غير محرر، ويبعد أقل من كيلومتر واحد عن القرية".
وقدّر المقدم في الجيش العراقي أعداد قتلى "داعش" في القرية بنحو 300 مسلحًا، موضحًا أن "جثثهم لا تزال تحت الأنقاض، وهو ما يفسر هذه الرائحة العفنة التي تحيط بنا من كل اتجاه"، ويخشى قادة القوات المتواجدين في المنطقة من انتشار العبوات الناسفة في مختلف المنازل، بينما يرجحون وجود عددا منها داخل مدرسة إمام غربي للبنين، المقابلة لشاطئ النهر، ويقف قناص للتنظيم المتطرف في الجهة المقابلة من النهر، في الشرقاط الأيسر، ويطلق نيرانه بين الحين والآخر مستهدفا القوات المتمركزة في قرية إمام غربي، وأعلن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية، حيدر العبادي، يوم 10 تموز/يوليو، النصر الكامل على "داعش" وتحرير مدينة الموصل بالكامل بعد معركة استمرت نحو تسعة أشهر.
وأفاد مصدر محلي في محافظة كركوك، السبت، بأن تنظيم "داعش" عرض مجموعة من النساء التي خطفهن من أهالي قرية أمام غربي جنوب الموصل في سوق لبيع 'السبايا' بقضاء الحويجة جنوب غربي المحافظة، مشيرًا إلى أنّ "عناصر تنظيم "داعش" قام، اليوم، بعرض مجموعة من السبايا الذين خطفهن من قرية الإمام غربي، جنوب الموصل وسط قضاء الحويجة "55 كم جنوب غربي كركوك"، مبيناً أن "سوق البيع فتح في أحد مقرات التنظيم وقاموا ببيع عدد من السبايا على قادة التنظيم بأسعار مختلفة"، وموضحًا أنّ "تنظيم داعش ما يزال يحتفظ بعدد من السبايا في مواقع تابعة للتنظيم بقضاء الحويجة جنوب غربي كركوك"، ويذكر أن قضاء الحويجة جنوب غربي محافظة كركوك، (250 كم شمال بغداد)، ونواحيه ما يزال خاضعاً لسيطرة عناصر تنظيم "داعش"، فيما تستعد القوات الأمنية لتحريره من سيطرة التنظيم.
وأشار مصدر في الفرقة 15 جيش عراقي، إلى أنّ قصفًا جويًا للتحالف الدولي ، السبت، استهدف قضاء تلعفر اخر معاقل تنظيم "داعش" غرب الموصل، وقال العقيد إيهاب مصطفى، إن" طائرات التحالف الدولي قصفت قاعدة عسكرية لداعش تقع إلى الجنوب من قلعة تلعفر ما أسفر عن تدميرها بالكامل فضلا عن استهداف مقر لاجتماعات عناصر التنظيم في منطقة حسن كوي داخل القضاء، قتل ما لا يقل عن 20 مسلحا بينهم عرب وأجانب خلال القصف"، ومبيّنًا أنّ "طائرات التحالف الدولي شنت اكثر من غارة جوية خلال الـ 24 ساعة الماضية على معاقل "داعش" داخل وعلى أطراف قضاء تلعفر فيما يبدو تمهيداً لاقتحام القضاء خلال الأيام المقبلة وتحريره من قبضة مسلحي التنظيم".
وأكد وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان أن وحدة تراب العراق وتلاحمه الوطني يعملان على ضمان استقراره وأمنه وحفظ مصالح جميع قومياته وطوائفه، مشددا على أن بلاده ترفض "التحركات الانفصالية في العراق"، حيث جاء ذلك خلال استقبال دهقاني لوزير الدفاع العراقي، اللواء عرفان الحيالي، الذي يزور طهران، وقال "نعتقد ان النصر في الموصل لم يكن ليتحقق لولا بطولات جميع الطوائف والقوميات والمكونات العراقية ووحدتها وانسجامها، فهذا النصر يعد إنجازا وطنيا عظيما للعراق"
ورأى العميد دهقان أن وحدة تراب العراق وتلاحمه الوطني يعملان على ضمان استقراره وأمنه وحفظ مصالح جميع قومياته وطوائفه، مصرحا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترفض التحركات الانفصالية في العراق، وبيّن وزير الدفاع الإيراني أن امن العراق هو امن ايران، وقال "بناء عليه، نحن نتعاون مع الحكومة والشعب العراق، وسنواصل دعمنا لهما، وسنستخدم كل قدراتنا السياسية والاقتصادية والعسكرية إلى جانب قدرات العراق من أجل إيجاد الأمن والاستقرار الدائم في هذا البلد"، وأعرب العميد دهقان عن أمله بأن تكرس زيارة وزير الدفاع العراقي إلى إيران والتوقيع على وثيقة للتعاون الدفاعي بين البلدين، هذه الوتيرة وتمنحها زخما، لترسخ علاقات قوية في المجال الدفاعي بين الجانبين.
أرسل تعليقك