لندن - زكي شهاب
اعلن رئيس الوزراء البريطاني الجديد، ريشي سوناك، عن تشكيل حكومته الجديدة في أعقاب توليه رسميا مهام منصبه اليوم الثلاثاء.
وكان ابرز قرارته بقاء وزير المالية جيريمي هانت في منصبه الذي تسلّمه الشهر الماضي، بعد أن عينته رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس بهدف تهدئة المخاوف الاقتصادية في البلاد، وذلك بعد أن أقالت كواسي كوارتنغ. كما ألقى سوناك على وزير الخارجية جيمس كليفري، وأبقى بيني موردونت في منصبها كرئيسة لمجلس العموم ، وعيّن نديم زهّاوي وهو من كردي عراقي رئيساً لحزب المحافظين ، وحافظ وزير الدفاع ديفيد ويليس على منصبه ، كما أعاد تعيين سويلا برافرمان في منصب وزيرة الداخلية بعد ايام على إستقالتها من منصبها بسبب إشكال أمني يتعلق بإستعمال ايميلها الشخصي دون الأخذ بعين الإعتبار المخاطر التي تترتّب من جراء تصرّف كهذا.
وقدم كثير من أعضاء حكومة رئيسة الوزراء السابقة، ليز تراس، استقالتهم خلال الساعات الماضية.
وفيما يلي أحدث قائمة تشير إلى من هم خارج خطط سوناك حتى الآن.
كان وزير الأعمال، جاكوب ريس موج، أول من قدم استقالته، ثم أعلن براندون لويس استقالته من منصب وزير العدل.
ونشرت ويندي مورتون تغريدة باستقالتها من منصب ممثل الكتلة البرلمانية، كما استقال جيك بيري، رئيس حزب المحافظين.
وقال براندون لويس إنه سيستقيل من منصب وزير ويلز.
ومن المقرر أن يعين سوناك وزير التعليم الخامس منذ يوليو/تموز بعد استقالة كيت مالتهاوس.
ونشرت رانيل جاياوردينا تغريدة تضم خطاب استقالة من منصبها كوزيرة للبيئة.
كما قدم وكلاء مجلس الوزراء، فيكي فورد وكلوي سميث، استقالتهما.
وأخيرًا يبقى ألوك شارما رئيسا لـ "كوب 26"، لكنه لم يعد دورا وزاريا.
وقال رئيس الوزراء البريطاني الجديد، ريشي سوناك، إنه مستعد لقيادة البلاد "نحو المستقبل ووضع احتياجاتكم فوق السياسة".
وأضاف، في أول خطاب له عقب توليه رسميا مهام منصبه، أنه سيشكل حكومة وصفها بأنها "تمثل أفضل ما في حزبي"، وقال إنه يتفهم جيدا أن لديه عمل يقوم به لاستعادة الثقة بعد كل ما حدث.
وقال سوناك إن هناك "قرارات صعبة قادمة" وتعهد بتوحيد البلاد.
وتولى سوناك رسميا منصب رئيس الوزراء في بريطانيا بعد أن كلفه الملك تشارلز الثالث بتشكيل الحكومة الجديدة.
وقال سوناك في خطابه: "لست خائفا"، مضيفا أنه يعرف ضغوط المنصب الرفيع ويأمل أن يتمكن من الوفاء بمتطلباته.
وأكد أنه يتفهم مدى صعوبة هذه اللحظة بعد تحديات كوفيد وحرب أوكرانيا.
وقال: "أقدر تماما مدى صعوبة الأمور"، مضيفا أنه يعرف أن التفويض الذي حصل عليه حزب المحافظين في عام 2019 ليس ملكا لشخص واحد، بل هو "تفويض يخصنا ويوحدنا جميعا".
كما تعهد سوناك بـ "نظام تأمين صحي أقوى، ومدارس أفضل، وشوارع أكثر أمانا، والسيطرة على حدودنا، وحماية بيئتنا، ودعم قواتنا المسلحة".
وأشاد سوناك برئيس الوزراء السابق، بوريس جونسون، مبرزا "إنجازاته الرائعة" كرئيس للوزراء.
وقال سوناك إن حكومته ستتمتع بالنزاهة والكفاءة المهنية والمساءلة على كل المستويات، مضيفا أنها "جديرة بالثقة وسأكسب ثقتكم".
وتحدث سوناك عن فترة توليه منصب وزير المالية السابق، وقال إنه فعل كل ما في وسعه "لحماية الأفراد والشركات" من خلال برامج إجازات مدفوعة الأجر.
وأضاف: "سأوحد بلادنا ليس بالأقوال بل بالعمل".
كما تعهد بمعالجة "الأخطاء التي ارتكبتها حكومة ليز تراس"، محذرا من أزمة اقتصادية عميقة تواجه المملكة المتحدة. وقال إنه "مستعد لقيادة بلاده نحو المستقبل واستعادة الثقة بالحكومة"، وشدد على "تلبية حاجات المواطنين وإعطائها الأولوية على السياسة".
يأتي هذا بعد فوزه يوم الاثنين بالتزكية في انتخابات زعامة حزب المحافظين، التي حركتها استقالة رئيسة الوزراء ليز تراس الأسبوع الماضي.
وأُعلن فوز سوناك، وزير المالية السابق، بزعامة حزب المحافظين الاثنين بعد انسحاب منافسته بيني موردنت - زعيمة الأغلبية في مجلس العموم - قبل الموعد النهائي للترشح.
"ليس الحل"
وً قال حزب العمال إن رئيس الوزراء الجديد ليس هو الحل لمشاكل البلاد الاقتصادية.
وقالت أنيليس دودز، المسؤولة البارزة بالحزب ، ردا على خطاب سوناك الأول كرئيس للوزراء، إن البلاد في حاجة إلى "بداية جديدة بإجراء انتخابات عامة".
وأضافت: "ريشي سوناك يقول إنه الحل بينما المشكلة في النهاية هي النواب المحافظون".
وقالت دودز: "كان ريشي سوناك جزءا من تلك السنوات الـ 12 من فشل حزب المحافظين".
وأضافت: "لم يصوت الناس في الانتخابات الأخيرة من أجل فرض ضريبة عالية، واقتصاد منخفض النمو، ولكن بالطبع كان ريشي سوناك في قلب تلك الأحداث".
وانتقدت دودز افتقار سوناك إلى مقترحات سياسية ملموسة، وقالت: "الناس العاديون بالطبع هم من يدفعون الثمن" لما وصفته بـ "الفشل الاقتصادي" لحزب المحافظين.
"أول رئيس وزراء من أصول آسيوية"
وسوناك أول شخص غير أبيض يشغل منصب رئيس وزراء بريطانيا. وفي سن الثانية والأربعين، سيكون أصغر رئيس حكومة منذ أكثر من 200 عام.
وسيتعين عليه معالجة أعلى معدل تضخم في بريطانيا منذ أربعين عاما، واستعادة الثقة في السياسات الاقتصادية للحكومة بعد فترة الحكم القصيرة والفوضوية لتراس.
وسيتعين عليه أيضا محاولة توحيد حزب المحافظين المنقسم.
وُلد سوناك في مدينة ساوثهامبتون عام 1980 لأبوين من أصل هندي هاجرا من شرق أفريقيا. وكان والده طبيبا عاما وكانت والدته تدير صيدليتها الخاصة.
وأصبح سوناك الآن أول رئيس وزراء بريطاني من أصول آسيوية.
وتلقى سوناك تعليمه في مدرسة داخلية خاصة هي وينشستر كوليدج، ثم التحق بجامعة أكسفورد البريطانية وجامعة ستانفورد الأمريكية في كاليفورنيا.
والتقى في الولايات المتحدة بزوجته أكشاتا مورتي، وهي ابنة ملياردير هندي وقطب من أقطاب تكنولوجيا المعلومات. ولديهما ابنتان.
ولم يعلق سوناك علنا على مقدار ثروته، لكن يقال إن حياته المهنية في مجال المال قبل دخول السياسة جعلت منه مليونيرا، بينما كان لا يزال في العشرينيات من عمره.
وتعرضت شؤون سوناك المالية هو وعائلته لتدقيق شديد هذا العام، كما ألقي الضوء على الوضع الضريبي لزوجته.
ويتزامن فوز سوناك بزعامة حزب المحافظين مع الاحتفال بـ"ديوالي" وهو مهرجان الأضواء الهندوسي.
وكان ريشي سوناك مرشحا بارزا لخلافة رئيسه السابق بوريس جونسون في رئاسة الحكومة بعد استقالة الأخير في يوليو/تموز.
لكن سوناك فشل حينها في إقناع أعضاء الحزب، الذين اختاروا ليز تراس في نهاية المطاف في سبتمبر/أيلول.
وركز سوناك حملته خلال الصيف على قضية واحدة بشكل أساسي: وهي الحالة المتدهورة للاقتصاد البريطاني وخطته للتغلب عليها.
وقال سوناك خلال المنافسة السابقة إنه يفضل خسارة سباق زعامة حزب المحافظين على "الفوز بوعد كاذب".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك