طهران، واشنطن ـ مهدي موسوي، يوسف مكي
كشف البيت الأبيض أن هناك محادثات إضافية مع الأوروبيين بشأن الملف النووي الإيراني، في وقت شددت فيه واشنطن على ضرورة التعامل مع الملف بحسن نية عقب إعلان إيران موافقتها على استئناف المفاوضات أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
فقد أعلن البيت الأبيض في بيان، الخميس، أن سيتم إجراء مزيد من المباحثات مع الأوروبيين بشأن نووي إيران.
كما أوضح مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أنه من المتوقع أن يلتقي الرئيس جو بايدن بالعديد من زعماء العالم، خلال اجتماع مقرر لزعماء مجموعة العشرين في روما ومؤتمر تعقده الأمم المتحدة بعد ذلك في اسكتلندا.
وأضاف سوليفان أن من المتوقع أن يناقش بايدن في تلك اللقاءات العديد من الملفات بما يشمل إيران.
وأتت هذه التطورات بعدما أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن بلاده مستعدة للعودة إلى فيينا، وتعتقد أنه لا يزال من الممكن التوصل سريعاً لتفاهم بشأن عودة الجانبين للتقيّد التام ببنود الاتفاق وتطبيقه.
كما شدد على وجوب أن تركّز المحادثات على حل العدد القليل من المسائل التي بقيت عالقة بعد انتهاء الجولة السادسة من المحادثات في يونيو الماضي.
وأوضح مسؤول كبير في الكونغرس الأميركي لصحيفة "بوليتيكو" أن قلة قليلة في الإدارة الأميركية تؤمن في الوقت الحاضر، بصدق إيران حول المحادثات النووية.
وكان قد أعلن كبير المفاوضين الإيرانيين في المحادثات النووية، علي باقري كني، على "تويتر"، الأربعاء، إن المحادثات مع القوى العالمية الست ستُستأنف بحلول نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، وذلك بعد أن التقى مسؤولين من الاتحاد الأوروبي في بروكسل. وقال كني: «أجريت حواراً جدياً ومثمراً للغاية مع إنريكي مورا بشأن العناصر الضرورية لمفاوضات ناجحة. اتفقنا على بدء المفاوضات قبل نهاية نوفمبر، التاريخ المحدد سيعلن في الأسبوع المقبل».
ونقل تلفزيون "برس" الإيراني عن مصدر لم يحدده قوله، الأربعاء، إن إيران مستعدة لإجراء محادثات مباشرة مع الأطراف الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
وقال المصدر: «أعلنت إيران رسمياً استعدادها لإجراء محادثات مباشرة مع الأطراف الأوروبية الثلاثة الموقعة على الاتفاق النووي». وأضاف: «إيران دعت الأطراف الثلاثة لزيارة طهران أو أن تنظم زيارات لعواصم الدول الثلاث لإجراء مثل هذه المحادثات لكنها لم تتلق أي رد بعد».
وقال حسين أمير عبد اللهيان، وزير الخارجية الإيراني، الأربعاء، إن زيارة رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران مؤكدة، مضيفاً أن المحادثات بين طهران والقوى العالمية الست لإحياء اتفاق 2015 النووي ستستأنف «قريباً جداً». ولم يذكر الوزير أي موعد لزيارة رئيس الوكالة الدولية رافائيل غروسي، قائلاً إن «الموعد لا يهم».
وأكد المتحدث باسم وكالة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أن بلاده ستعيد النظر في تعاملها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ما لم تتوقف عن تسريب المعلومات.
ونقلت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية عنه القول إن نشر المعلومات والرسائل السرية الإيرانية «أصبح منهجاً لدى الوكالة».
وقال إن الوكالة تنشر بين الحين والآخر معلومات تفصيلية عن الأسرار النووية الإيرانية، مؤكداً أن «هذا المنهج لا ينطبق على باقي الدول الأعضاء». وقال إن بعض التسريبات تصل إلى الإعلام.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي قال مؤخراً إنه سيزور إيران قريباً، فيما تسعى الولايات المتحدة وأوروبا لتبديد المخاوف بشأن النشاط النووي الإيراني.
وذكرت الوكالة، الاثنين الماضي أن إيران بدأت توسع تخصيبها لليورانيوم لدرجة نقاء تتجاوز 20 في المائة في محطة في نطنز، حيث تقوم بالفعل بتخصيب اليورانيوم إلى 60 في المائة ولكن النشاط الجديد لا يتضمن الاحتفاظ بهذا المنتج.
من المرجح أن تساعد هذه الخطوة إيران على تعزيز معرفتها بعملية التخصيب - وهو أمر تدينه القوى الغربية بشكل عام لأنه لا رجوع فيه - ولكن لأن هذه المرة لن يتم الاحتفاظ بالمنتج، فلن يؤدي ذلك على الفور إلى تسريع إنتاج إيران لليورانيوم المخصب بدرجة تؤدي إلى إنتاج أسلحة.
لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت في تقرير إن ذلك دفع الوكالة إلى «زيادة وتيرة وكثافة» أنشطتها الرقابية في المحطة التجريبية لتخصيب الوقود الموجودة فوق الأرض في نطنز.
ويُعتبر اليورانيوم من الدرجة التي يمكن استخدامها في صنع السلاح اعتباراً من درجة نقاء عند نحو 90 في المائة.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان أوضح النقاط الأساسية في التقرير إن إيران أبلغتها الأسبوع الماضي بالتغييرات في إعداد أجهزة الطرد المركزي، والآلات التي تخصب اليورانيوم، في المحطة - حيث ستقوم إيران بتغذية اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 20 في المائة بأعداد محدودة من أجهزة الطرد المركزي الإضافية دون تجميع المنتج.
وفي أبريل (نيسان)، بدأت إيران وست قوى عالمية مفاوضات لإحياء الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018، وعاود فرض العقوبات التي أصابت الاقتصاد الإيراني بالشلل. وكانت المحادثات متوقفة منذ يونيو (حزيران)، وتحديداً بعد يومين من انتخاب رجل الدين المتشدد إبراهيم رئيسي رئيساً لإيران.
وحثّت القوى الغربية، التي تشعر بالقلق إزاء تقدم البرنامج النووي الإيراني، طهران على العودة إلى طاولة المفاوضات في فيينا، في حين تقول طهران إنها تدعم مفاوضات تهدف للخروج بنتائج لكنها لم تعلن متى ستعود للمحادثات. ومنذ عام 2019، انتهكت إيران تدريجياً القيود التي نص عليها الاتفاق النووي، لكنها تقول إن خطواتها النووية يمكن التراجع عنها إذا رفع الرئيس الأميركي جو بايدن جميع عقوبات بلاده المفروضة على إيران.
ويزور كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري، بروكسل لعقد اجتماع ثانٍ هذا الشهر مع إنريكي مورا مبعوث الاتحاد الأوروبي المسؤول عن تنسيق المحادثات النووية بين طهران والقوى الست.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك