بغداد - نجلاء الطائي
أصدرت المملكة العربية السعودية والعراق بيانًا مشتركًا، الثلاثاء، عقب زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، للمملكة، والتي استغرقت يومًا واحدًا، وشهدت الاتفاق على تأسيس "مجلس تنسيقي" بين البلدين، للارتقاء بالعلاقات الثنائية. وأكد البيان أنه، تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، توجه رئيس الوزراء العراقي إلى المملكة العربية السعودية، الإثنين.
وأوضح البيان أن خادم الحرمين الشريفين ورئيس الوزراء العراقي عقدا جلسة مباحثات حضرها صاحب الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وعدد من كبار المسؤولين في البلدين، وشهدت تبادل وجهات النظر بشأن آفاق وسبل تطوير العلاقات الثنائية، وتكثيف التعاون في المجالات كافة، خدمة للشعبين الشقيقين وللمصالح المشتركة القائمة بين البلدين، ولا سيما في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة، كما بحثا القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأشار البيان إلى أن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، عقد جلسة مباحثات مع العبادي. ونوه الجانبان في جلستي المباحثات بما يربط بين البلدين والشعبين الشقيقين من روابط الدين والأخوة والجوار، وأواصر القربى والمصير المشترك، وعبرا عن سعادتهما بما سجلته المملكة العربية السعودية وجمهورية العراق من نقلة نوعية في العلاقات بينهما.
وأكد الجانبان أهمية التبادل المنتظم للزيارات بين المسؤولين في البلدين، ورجال الأعمال، بهدف استكشاف الفرص المتاحة لدعم العلاقات الاقتصادية والتجارية وتطويرها إلى آفاق تعود بالخير والمنفعة على البلدين. وأوضح البيان المشترك أنه، في إطار الروح البناءة التي سادت المباحثات بين الجانبين، تمت مناقشة الأوضاع الراهنة والتحديات السياسية والأمنية التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية، والاتفاق على تكثيف العمل المشترك لمواجهة هذه التحديات، وفي مقدمتها مكافحة التطرف بكل أشكاله وصوره. وشدد الجانبان على أهمية تجفيف منابع التطرف، والالتزام بالاتفاقيات والتعهدات التي تلزم الدول في هذا الخصوص، معبرين عن تصميمهما على مواصلة جهودهما الناجحة لمحاربة التنظيمات المتطرفة، وخاصة تنظيم "داعش"، الذي طالت أعماله الإجرامية الآمنين في البلدين، كما دان البلدان كل الأعمال التي تمس أمن واستقرار البلدين والمنطقة، مؤكدين ضرورة نبذ روح الكراهية والعنف والتمييز الطائفي والتأجيج المذهبي.
وأعربا عن حرصهما على تعزيز علاقاتهما الأخوية لتحقيق مصالحهما المشتركة، وكل ما فيه الخير للشعبين الشقيقين ، وأهمية تعزيز السلم والأمن في المنطقة. وحرصًا على الأخذ بكل ما من شأنه توطيد علاقاتهما، اتفق البلدان على تأسيس مجلس تنسيقي للارتقاء بالعلاقات إلى المستوى الاستراتيجي المأمول، وفتح آفاق جديدة من التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية والتجارية والاستثمارية والسياحية والثقافية، وتنشيط الشراكة بين القطاع الخاص في البلدين، ومتابعة تنفيذ ما يتم إبرامه من اتفاقات ومذكرات تفاهم لتحقيق الأهداف المشتركة. وأكد العبادي تقدير حكومة العراق للمملكة العربية السعودية، وما أبدته من دعم للجهود المبذولة في إعادة إعمار العراق، مثنيًا على ما يقوم به خادم الحرمين الشريفين وحكومة المملكة العربية السعودية من رعاية للحرمين الشريفين، وخدمة لقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار.
وغادر رئيس الوزراء العراق، الثلاثاء، السعودية متجهًا إلى إيران، بعد زيارة رسمية للمملكة استمرت يومًا واحدًا، يعد أن بحث مع العاهل السعودي تعزيز العلاقات بين العراق والسعودية. وأكد ولي ولي العهد السعودي، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزير، لدى لقائه رئيس العبادي، أن العراق لديه مقومات نجاح أكثر من المملكة، مبينًا ان الاخيرة ليست لديها أي مشاكل حقيقة مع العراق.
وتأتي جولة العبادي وسط أزمة في الخليج، بعد فرض السعودية والإمارات والبحرين حصارًا على دولة قطر، المتهمة بدعم جماعات متشددة. وقال مساعد وزير الخارجية الايراني، حسين جابري أنصاري، إن زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى طهران غير مخطط لها مسبقًا، وتأتي وفق متطلبات المرحلة الحالية. وأشار سفير إيران في بغداد، إيرج مسجدي، إلى أن زيارة العبادي إلى إيران ستدخل العلاقات العراقية الإيرانية مرحلة جديدة، خاصة في المجال الاقتصادي.
أرسل تعليقك