بغداد – نجلاء الطائي
أعلن مصدر محلي في محافظة كركوك، مساء الاثنين، بان قصف جوي استهدف رتلا لمسلحي تنظيم "داعش" في أطراف ناحية الرياض غربي المحافظة، وسط أنباء مؤكدة عن مقتل ما يسمى بالمفتي العام، في حين اعتبر مسؤولون في ديالى اجراء استفتاء الاستقلال إقليم كردستان في المناطق المتنازع عليها حق جماهير معمول به في عموم الدول العلمية الراغبة بالاستقلال.
وقال المصدر، أن "رتلا لمسلحي تنظيم "داعش" استهدف بغارة جوية اثناء سيره على طريق زراعي في اطراف ناحية الرياض غربي كركوك، ما ادى إلى تدمير ثلاثة من مركباته واشتعال النيران فيها". وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "القصف ادى إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف "داعش" لكن المؤكد بان مايسمى بالمفتي العام لولاية كركوك قتل بالغارة مع عدد من مرافقيه".
وتعد الرياض إحدى النواحي التابعة لقضاء الحويجة، والذي يعتبر من المعاقل المهمة لتنظيم "داعش". فيما اكد رئيسُ الوزراء حيدر العبادي، أن وَحدةَ الشعب العراقي، هي اساسُ الانتصار على "داعش"، الذي انسحق بكلِّ مواجهة، مشيرا إلى أن العراق ماضٍ، لاستكمال مشوار النصر، بالعزيمةِ والقوة نفسها. وذكر بيان أن العبادي التقى رئيسَ مجمعِ تشخيصِ مصلحة النظام في ايران، محمود الهاشمي، الذي جدد دعمَ طهران للحكومةِ العراقية، ومساندةِ جهودها في القضاء على الارهاب، وتحريرِ كاملِ الأراضي العراقية، وتحقيقِ تطلعات الشعب في الوحدة والاستقرار، والإعمار والتنمية.
بالمقابل اعتبر مسؤولون في ديالى إجراء استفتاء الاستقلال إقليم كردستان في المناطق المتنازع عليها حق جماهير معمول به في عموم الدول العلمية الراغبة بالاستقلال، ونتاجا لسياسات الاهمال والتهميش التي مارستها الحكومات العراقية على مدار 3 عقود من الزمن. وقال عضو مجلس جلولاء المحلي بشير عبد الله، أن مجلس الناحية صوت بالأغلبية للمشاركة بالاستفتاء الكردستاني وهو حق نراه خلاصا من المشاكل الخدمية والامنية والسياسية في جلولاء ومناطق اخرى في ديالى.
وبين عبد الله أن 11 عضوا من أصل 15 عضوا في مجلس جلولاء صوتوا لصالح الاستفتاء في وقت سابق، إنصافا للتضحيات الجسيمة التي قدمتها قوات البيشمركة خلال تحرير الناحية من سيطرة "داعش" عام 2014 والشهداء الكرد الذين سقطوا ضحايا لتنظيم "داعش" وعصابات الجريمة الأخرى. وقررتّ أربعة أقضية ونواحي من المناطق "المتنازع عليها في محافطة ديالى المشاركة في الاستفتاء المزمع إجرائه في إقليم كردستان، ولكن لم يحسم منطقتين تابعتين لديالى أمرهما للمشاركة في الاستفتاء من عدمه. وتوجد في حدود محافظة ديالى 6 مناطق يعتبر من المناطق "المتنازع عليها" بين حكومة أقليم كردستان والحكومة المركزية.
ويجد مدير ناحية السعدية 60 كم شمال شرق بعقوبة احمد الزركوشي الاستفتاء فرصة لاستقراء الرأي الجماهيري في تقرير المصير في بلد يدار بدستور شرعي وسياسة ديمقراطية تتيح للجميع التعبير عن رأيه. ويقلل الزركوشي من النعوت والحملات المعادية لمشروع الاستفتاء، والتي تصفه بالتقسيم ومدعاة للصراعات القومية بالقول" الاستفتاء تمهيد لبيان آراء الجماهير وليس انفصالًا مباشرًا كما يعتقده البعض داعيا الكتل السياسية إلى التعامل بمهنية ودستورية مع الاستحقاقات الجماهيرية كما نص عليه الدستور العراقي.
وفي قضاء خانقين 100 كم شمال شرق بعقوبة يؤكد رئيس المجلس المحلي للقضاء سمير محمد نور أن خانقين وعبر الادارة المحلية قدموا منذ عام 2005 طلب رسمي بقرار للمجلس المحلي للانضمام إلى كردستان، ولازالت الرغبة الجماهيرية قائمة بالانضمام للاقليم بسبب التهميش والاهمال الذي يعانيه القضاء في المجال العمراني والخدمي. ويعلل نور تأييد الوحدات الإدارية المتنازع عليها في ديالى لاستفتاء الاستقلال إلى فشل الحكومات السابقة بالتعامل بشكل عادل ومنصف مع الوحدات الإدارية، ما دفع الجماهير الكردية للترحيب بالاستفتاء للخلاص من حقبات مظلمة عاشوها تحت سلطة الحكومات المحلية المتعاقبة في ديالى.
ويستدرك بالقول "ونحن حريصون على البقاء ضمن مظلة عراق موحد محكوم بهيبة القانون ووحدة القرار والحزم في ادارة الدولة لكننا نرى أن البلاد تحولت إلى ساحة صراعات بين الكتل والأحزاب السياسية النافذة، ما انعكس سلبا على واقع الوحدات الإدارية والمحافظات بشكل سلبي" وصوت مجلس قضاء خانقين يوم 16 أب/أغسطس بمشاركة 18 نائبا لصالح المشاركة في استفتاء اقليم كردستان في قضاء خانقين والمناطق المحيطة بها.
وبعد ذلك تم تشكيل لجنة من الأحزاب الكردستانية بمشاركة كل من (الاتحاد الوطني، الديمقراطي الكردستاني، حزب الشيوعي والاتحاد الإسلامي) لاتمام كافة الاستعدادات الضرورية لإجراء الاستفتاء في خانقين. وتعد خانقين من المناطق "المتنازع عليها" بين بغداد وحكومة إقليم كردستان وتتسم تركيبته السكانية بالتعددية القومية من العرب والكرد والتركمان والمسيحيين وحتى المذهبين السني والشيعي.
أرسل تعليقك