الخرطوم- محمد إبراهيم
طالبت الولايات المتحدة الأميركية، حكومة جوبا، بإيقاف دعمها للحركات السودانية المتمردة، وكشفت أنها حصلت على بينات قوية، تؤكد وجود هذه الحركات في دولة جنوب السودان، وأن حكومة سلفاكير، تقدم لها الدعم المادي.بالمقابل سارعت الحكومة السودانية، وأعلنت ترحيبها بـ "البيان" الأميركي، وقالت إنه يؤكد إتهامات السودان المتكررة، لدعم دولة الجنوب للحركات المُسلحة، فيما كشفت حكومة الجنوب، عن إصدارها أوامر للحركات السودانية المسلحة، بمغادرة أراضيها تماشيا مع اتفاق أجرته مع الخرطوم في وقت سابق.
وأوضح نائب المتحدث الرسمي للخارجية الأميركية، مارك سي تونر، وفقاً لبيان نقلته وكالة السودان للأنباء "الرسمية"، اليوم الجمعة، أنه تأكد لهم دعم حكومة جنوب السودان للحركات المسلحة السودانية المعارضة، واستضافتها لهذه الحركات داخل أراضيها.
وقال وزير الخارجية البروفيسر إبراهيم غندور، في تصريحات صحافية اليوم، في أول تعليق للحكومة على بيان الولايات المتحدة الاميركية، "إن هذا البيان يؤكد ما ظل يقول به السودان من دعم جوبا للحركات، يشير إلى التفهم الذي بدأ من الجانب الأميركي لما ظل يقوله السودان على الدوام ولكنه ظل رغم ذلك الجانب الملام".
وأوضح غندور أن البيان يؤكد الرغبة الأميركية الواضحة لتحقيق السلام في البلدين والمنطقة، وعدّ البيان بأنه أحد نتائج الحوار الطويل بين الخرطوم وواشنطن.
وقال وزير الدفاع كول مانيانغ، في تصريحات صحافية في جوبا أمس، رداً علي بيان الخارجية الاميركي، أنهم أمروا جميع القوات المتمردة السودانية، بمغادرة الجنوب، تماشيا مع اتفاق مع الخرطوم ضد دعم المتمردين، وأكد أنهم طلبوا من الحركات العودة إلى السودان أو تسليم أسلحتهم والذهاب الى مخيمات اللاجئين، وشدد على أن دولة الجنوب، في وضع لا تحتاج فيه الى المزيد من الأسلحة النارية.
ودعت الولايات المتحدة الأمريكية، دولة الجنوب، إلى الامتثال بالتزاماتها بوقف استضافة أو توفير الدعم للمجموعات السودانية المسلحة، وفقاً لمتطلبات قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2046/ للعام 2012، واحترام قراراته في هذا الشأن، وطالب نائب المتحدث الرسمي للخارجية الأميركية، مارك تونر، بضرورة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين الخرطوم وجوبا، حول وقف الدعم للحركات المعارضة من كل طرف.
وشدد تونر على أن وجود قوات معارضة مسلحة سودانية داخل دولة الجنوب، ومشاركتها في صراعه الداخلي، يسهم في زعزعة كل من السودان والجنوب معاً، ونوه إلى أن هذا الأمر يُعد خرقاً لنصوص اتفاقية حل الصراع في جنوب السودان، ودعا كلاً من السودان والجنوب للامتثال الكامل لإنفاذ الاتفاقات الأمنية لعام 2012، وأن يشرعا في سحب قواتهما من المنطقة الحدودية منزوعة السلاح.
ومن جانبها، رحبت وزارة الخارجية في بيان صحافي اليوم، حصل "العرب اليوم" على نسخة منه، ببيان الخارجية الاميركية الذي دعا حكومة جنوب السودان إلى إيقاف دعمها لحركات المعارضة السودانية المسلحة التي تؤويها.
ودعت الخارجية حكومة جوبا إلى الوفاء بتعهداتها والتزاماتها التي وقعتها مؤخرا مع السودان بمنع الحركات من ممارسة أي عمل مسلح ضد السودان، وإبعادها من أراضيها، إتساقا مع اتفاقية الترتيبات الأمنية الموقعة بين البلدين في 2012 وتعهداتها بقواعد القانون الدولي.
أرسل تعليقك