أعلن مدير شرطة الأقضية والنواحي في محافظة كركوك العميد سرحد قادر، الأربعاء، اعتقال 20 مطلوباً ومشتبها به في عملية أمنية شمال غربي المحافظة، في وقت صعّد رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، لهجته ضدّ حكومة بغداد بعد رفض الأخير إجراء استفتاء كردستان في كركوك بسبب عدم استيفاء الشروط ، مؤكداً أنّ الأفضل هو العيش مع بغداد كجيران، بينما أكد المكون التركماني رفضه التفاوض بشأن استفتاء انفصال كردستان عن العراق، في بوادر تصعيد بالأزمة.
وقال قادر إن "قوة من شرطة الأقضية والنواحي والاسايش نفذت، اليوم، عملية أمنية واسعة شملت ثلاث قرى بقضاء الدبس "٤٥ كم شمال غربي كركوك"، وتمكنت من خلالها اعتقال ٢٠ شخصا بينهم ١٠ مطلوبين و١٠ من المشتبه بهم"، مبيناً أن "عملية الاعتقال جرت وفق معلومات استخبارية دقيقة قادت للقبض عليهما بعد متابعة دقيقة وتم خلالها مصادرة سبعة دراجات نارية وسيارة لا تحمل أوراق ثبوتية".
وأضاف قادر أن "العملية جاءت بحثاً عن مجاميع متطرفة "، مشيراً إلى أن "شرطة الأقضية والنواحي مستمرة في عملياتها في ملاحقة المتطرفين أينما وجدوا"، وتشهد محافظة كركوك "250 كم شمال بغداد، أعمال عنف شبه مستمرة، فيما تعلن الأجهزة الأمنية باستمرار عن اعتقال مطلوبين بتهمة "الإرهاب" وقياديين بتنظيم "داعش" ولازال التنظيم يسيطر على قضاء الحويجة ونواحيها وتسعى القوات الأمنية من خلال التنسيق اطلاق عمليات مماثلة لتحريرها.
فيما قال مصدر أمني إن القوات العراقية انتزعت سيطرت على 80 في المئة من قرية الإمام الغربي جنوب الموصل بعد أسبوعين من سيطرة تنظيم "داعش" على معظم مساحتها، مشيرًَا إلى أنّ "القوات العراقية سيطرت على قرابة 80 % من الأمام غربي والوصول إلى ضفة النهر، ولا تزال تعالج بعض الجيوب"، ومنذ نحو أسبوعين اجتاح العشرات من مسلحي "داعش" القرية التابعة لقضاء القيارة وتقع على حدود محافظة صلاح الدين.
وسيطر مسلحو التنظيم على عظم مساحة القرية بعد الهجوم الخاطف الذي قتل خلاله عدد من مقاتلي الحشد العشائري فضلا عن صحافيين اثنين، وكانت قوات مشتركة من الفرقة المدرعة التاسعة بالجيش والحشد الشعبي قد اقتحمت القرية يوم الجمعة لطرد "داعش" منها.
وصعّد رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، لهجته، ضدّ حكومة بغداد بعد رفض الأخير إجراء استفتاء كردستان في كركوك بسبب عدم استيفاء الشروط ، مؤكداً أنّ الأفضل هو العيش مع بغداد كجيران، بينما أكد المكون التركماني رفضه التفاوض بشأن استفتاء انفصال كردستان عن العراق، في بوادر تصعيد بالأزمة.
وقال البارزاني، في بيان صحافي، إنّ "الحكومة العراقية حاولت دوماً تهميش الكرد من السلك الدبلوماسي، وإلغاء ممثليات شعب كردستان، فضلاً عن الحصار المفروض على قوات البشمركة من قبل الحكومة، في وقت أنّها "البشمركة" تشكّل جزءاً مهماً من المنظومة الدفاعية العراقية، كذلك تنصّلت الحكومة من تنفيذ المادة 140 من الدستور، وتنصّلت من تشكيل المجلس الاتحادي، والذي يضمن التوافق والتوازن بين المكونات العراقية"، وأضاف أنّ "محاولات التجاوز على النظام الاتحادي استمرت ووصلت حتى قطع قوت شعب كردستان"، مشدداً "لن نتراجع عن حقوق شعب كردستان عبر الأساليب السلمية وبعيداً عن العنف، من الأفضل أن نعيش كجيران نحترم بعضنا ونراعي العمق الاستراتيجي لبعضنا، وأن نتعاون كأصدقاء في مختلف المجالات"، مبيّنًا أنّ "زمن التهديد والترهيب انتهى في التعامل مع الحقوق العادلة لشعب كردستان".
وأكّد النواب التركمان أنّ الاستفتاء المزمع إجراؤه في 25 سبتمبر/ أيلول المقبل، هو "استفتاء مخالف للدستور وللتوافق السياسي المعمول به في إدارة الدولة العراقية، وهذا ما ثبت للقائمين به والداعين إليه"، وقال النائب عن المكون التركماني، جاسم محمد جعفر، في مؤتمر صحافي، عقده مع عدد من النواب التركمان، إنّ "اللجوء إلى الضغط على المكونات المتعايشة في إقليم كردستان وكركوك والمناطق المتنازع عليها من التركمان والعرب والمسيحيين والشبك والإيزيديين ومكونات أخرى، ومحاولات زجهم في مشروع غير شرعي وفاشل لن تكون نتائجه أحسن من خيبة الأمل الذي مني به"، داعياً "جميع مكونات كركوك والمناطق المتنازع عليها ومنهم الكرد إلى الجلوس على طاولة الحوار لإيجاد حلول جوهرية لهذه المناطق، والحد من إدارتها من قبل طرف واحد"، وشدّد على أنّ "الاستفتاء وتأسيس الدولة الكردية وإلحاق كركوك ومناطق تركمان أيلي، هو مشروع مصيري بالنسبة لنا كتركمان"، مبيّنًا "رفض أي تفاوض أو اشتراك في اجتماع أو لقاء يعقد بهذا الشأن، ونعدّه خطوطاً حمراء تضر المصلحة العليا للتركمان، وتؤدي إلى اضمحلال وفقدان هويته".
ودعا أبناء المكون التركماني إلى "الالتفاف حول قيادتهم الشرعية ودعمها وإسنادها في القرار الذي اتخذته بهذا الشأن، وعدم فسح المجال للخصوم للنيل من قرار قيادته والوقوف معها صفاً واحداً للحفاظ على تطلعات التركمان في المستقبل"، وحذّر من "أي استجابة للدعوات للتفاوض بهذا الشأن، وأنّ ذلك سيعدّ خروجاً من الإجماع التركماني"، ويؤكد مراقبون أنّ أزمة استفتاء انفصال كردستان العراق آخذة بالتصعيد داخل العراق، بعدما واجهت رفضاً إقليمياً.
وتلقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اتصالا هاتفيا من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قدمت خلاله التهنئة للعبادي بتحرير الموصل من قبضة تنظيم "داعش"، ونقل المكتب الإعلامي للعبادي مساء اليوم الأربعاء، عن ميركل قولها إنه "كان نصرا عسكريا وسياسياً للعراق وللقيادة العراقية ووحدة العراق".
وأشادت ميركل باحترام العراق لحقوق الإنسان، وأكدت دعم بلادها لوحدة العراق واستمراره، وبالأخص في المجال الاقتصادي والمالي وتقديم الخبرات، وشكر "العبادي" "ميركل" على الدعم الألماني في مجال محاربة "داعش" ضمن قوات التحالف الدولي والجهد الاستشاري المالي والاقتصادي، مشيرا إلى جهود الحكومة في إعادة النازحين وتحقيق الاستقرار والخدمات الأساسية لتشجيع عودتهم.
واستقبل رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، المدير الإقليمي للبنك الدولي ساروج كومار جاه، الذي أكد استعداد البنك لمساعدة ودعم جهود الحكومة العراقية وخططها للإصلاح الاقتصادي والنهوض بمشاريع إعمار وتطوير المدن العراقية ما بعد هزيمة تنظيم "داعش"، وأكد "العبادي" أهمية التعاون مع الجهود الدولية الداعمة للعراق، وتسريع خطوات البرامج المتعلقة بخلق فرص العمل، وتنشيط الاقتصاد، وعودة النازحين إلى بيوتهم، كما تمت مناقشة سبل تنسيق المبادرات المتعلقة بالاستقرار والإعمار.
أرسل تعليقك