سعت صحيفة "تليغراف" البريطانية إلى سرد وتوضيح بعض المعلومات بشأن الطائرة المصرية المنكوبة MS804، التي تحطمت منذ يومين وعلى متنها نحو 66 شخصا، 10 منهم من طاقم الطائرة بعد دخولها المجال الجوي المصر مقبلة من فرنسا, وركزت الصحيفة على عدد كبير من المعلومات ذات الصلة بتداعيات سقوط الطائرة، فيما يلي أبرزها, اكتشاف دخان داخل قمرة الطائرة حيث تفيد بأنه تم الكشف عن الدخان داخل كابينة الطائرة في اللحظات الأخيرة قبل تحطمها، وفقا لموقع "هيرالد للملاحة" المتخصص في نشر تقارير صناعة الطيران، ويكتبه راف سانشيز من القاهرة, ولم يكن واضحًا بالضبط ما يعنيه بمعلومة الكشف عن الدخان، لكنها يمكن أن تشير إلى حدوث حريق أو اندلاع حريق على متن الطائرة, وحسب الموقع الملاحي، فإن هناك ثلاثة مصادر مستقلة أفادت ببيانات من نظام اتصالات الطائرات من طراز A320 ، ونظام الإبلاغ (ACARS), ويكشف النظام في الساعة 2:26 صباحا بالتوقيت المحلي عن انبعاث دخان في مرحاض الطائرة, وبعد دقيقة، تم الكشف عن انبعاث دخان من مكان آخر، واستمرت سلسلة من الأخطاء حتى الساعة 2:29 صباحا حتى توقف النظام عن التسجيل.
وتم الإعلان عن مزيد من أسماء الركاب الذين كانوا على متن الطائرة، ومن بينهم 30 مصريًا و15 فرنسيًا، وعراقيين اثنين، وكنديين اثنين، ومواطن بريطاني، وجزائري، و بلجيكي، وتشادي، وكويتي، وبرتغالي، وسعودي، وسوداني, وأوردت الصحيفة بعض القصص والأسماء عن الأشخاص الذي يعتقد أنهم تعرضوا للقتل, أبرزهم، مدير مصنع شركة "بروكتر أند غامبل" (P & G) في اميان في شمال باريس أحمد محمد هلال, وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، بأنه انضم للعمل في للشركة في بلده مصر في عام 2000، كما مذكور على موقع "لنكد إن" إنه حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية عام 1999 من الجامعة الأميركية في القاهرة, وأكد المتحدث الرسمي باسم الشركة ديمون جونز، أن هلال كان على متن الطائرة، وأنهم "على تواصل مع عائلة الموظف ويقدمون لهم دعمهم الكامل خلال هذا الوقت العصيب".
وعرف من بين الضحايا باسكال هيس، من نورماندي، و ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية إنه كان على وشك إلغاء تذكرة سيره إلى القاهرة بعد فقدان جواز سفره، لكن جار له وجده، وفقًا لصديق هيس, كما ذكرت صحيفة "لا ديبش" الأسبوعية، أن هيس، المصور الهاو كان في طريقه إلى مصر ليكون مع صديق من الصحيفة ذاتها, بينما سييتشي محمد، طالب تشادي، كان يدرس في الأكاديمية الهندسية العسكرية في باريس، وذكرت صحيفة "غارديان " البريطانية، إنه كان على وشك العودة إلى تشاد بعد وفاة والدته.
وتم العثور على أجزاء الجسم، وحقائب ومقاعد من الطائرة المنكوبة في البحر الأبيض المتوسط، ولكن لا يزال المحققون يبحثون عن تحديد موقع الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة على أمل معرفة ما حدث لها، وفقا لما ذكره راف سانشيز ومجدي سمعان في القاهرة وهنري صامويل في باريس, إلى موقع "هيراليد للملاحة", وأبلغت الحكومة المصرية أسر 66 شخصا كانوا على متنها، أنه لا يوجد "ناجين" ، إلا أن اكتشاف الحطام في طائرة A320 الروسية، لم يعط إجابات حول ما إذا تم تنفيذ ذلك بقنبلة أم لسبب أخر, ولم تعلن أي جماعة إرهابية المسؤولية عن تدمير الطائرة، ولكن اقترح خبراء أن "داعش" أو جماعة متطرفة أخرى ربما تحاول الحفاظ على "الأمن التشغيلي" كما إذ ما خططوا لهجمات أخرى, وعكف الباحثون على لقطات كاميرات المراقبة في مطار شارل ديغول في باريس, في الوقت نفسه، نعت السلطات المصرية أسر الضحايا علنا، ولكن نظرًا لعدم وجود جثث لم يتم دفنهم، وإنما اقتصر الأمر على تأدية "صلاة الغائب".
وكانت القوات البحرية المصرية عثرت على حطام من الطائرة على بعد حوالي 180 ميلا إلى الشمال من الإسكندرية بالقرب من المنطقة التي اختفت الرحلة فيها من على شاشة الرادار صباح يوم الخميس بعد سلسلة من التغييرات العنيفة في الاتجاه, وقال ، نائب رئيس شركة مصر للطيران أحمد عادل ، إن إشارة "الإغاثة" ساعدت في الكشف عن بعض الحطام لكن لا يزال من السابق لأوانه التكهن بسبب تحطم الطائرة, وأضاف: "في الكثير من الحوادث يستغرق الأمر سنوات للعثور على سبب محتمل، كما أن هناك بعض القضايا لم تحل أبدا" وفقا لما قالته صحيفة "تليغراف" البريطانية.
ويبحث المحققون عن الصناديق السوداء للطائرة، الذي يسجل ما حدث في قمرة القيادة في الدقائق الأخيرة قبل وقوع الحادثة, ويعتقد أن الطائرة قد انخفضت في القسم العميق من البحر الأبيض المتوسط حيث يمكن للأعماق أن تصل إلى 10 آلاف قدم, حذرت زوجة الضحية البريطانية الوحيدة في الحادثة ريتشارد عثمان، 40 عامًا، وقالت له إن يكون حذرًا عند السفر لكنه قلل من المخاوف قائلا: " لن يحدث لي"، وكان معروفًا أنه رجلا طيبا وجيدا.
وأعلن مسؤولون أمنيون أوروبيون إلى وكالة "أسوشيتد برس" أن الرحلة لم تتضمن أي أسماء معروفة لأشخاص على القوائم الحالية لمراقبة الإرهاب, وأضافوا أن القوائم غالبا ما تستخدمها وكالات الأمن وإنفاذ القانون الأوروبية والأميركية, وكان تم تسريب قائمة الركاب عبر الإنترنت ولم يتم التحقق رسميًا من شركة مصر للطيران, وقال مصدر مسؤول في شركة مصر للطيران أن القوات العسكرية المصرية تمكنت من العثور على بعض أجزاء البشرية، والحطام، أمتعة الركاب، ومقاعد الطائرات.
وطرحت الصحيفة إفتراضات, ونشرت في تقريرها, "دعونا نفترض للحظة أن هذه الرحلة ضحية مؤامرة إرهابية ، فلماذا لم تعلن أي جماعة إرهابية مسؤوليتها عن هذا العمل، وهنا يفترض راف من القاهرة، إن الأمر ربما يعود لأسباب أمنية، فإذا كان لديهم مصدر داخل المطار ، على سبيل المثال، لا يريدون كشفه أو يريدون وقتا لتدمير الأدلة على الجريمة, أو ربما يمكن أن تكون الجماعة تخطط لمجموعة أكبر من استهداف طائرة واحدة فقط، لذا عليها أن تبقى هادئة في الوقت الراهن .
وأطلقت وسائل الإعلام الاجتماعية حملة لدعم شركة مصر الطيران، التي تحاول التعافي من تداعيات كارثة سقوط الطائرة الروسية "متروجيت" في تشرين الأول/أكتوبر الماضي, ونشرت المطرية السورية أصالة على صفحتها على الـ"فيسبوك" في وقت مبكر إنها "تسافر بشكل متكرر مع شركة مصر للطيران، ولديها ذكريات معها منذ بداية مسيرتها" . وأضافت:" لا أشعر بالراحة إلا مع طاقم مصر للطيران، فأنا أكتب إليكم الآن بينما أجلس على متن رحلة مصر للطيران إلى دبي".
وتراجعت إيرادات مصر من قطاع السياحة بشكل حاد منذ حادثة تحطم الطائرة الروسية في عام 2015, و انخفضت بنسبة 66٪ في الربع الأول من العام الحالي مقارنة بالعام الماضي.ويشير تقرير الصحيفة إلى أن البقعة النفطية بالقرب من موقع تحطم الطائرة يمكن أن تقدم بعض أدلة عن فكرة اندلاع حريق الطائرة، لأنه إذا انفجرت الطائرة في الهواء، فإن النفط يتناثر في منطقة واسعة، أما إذا اندلاع الحريق في الطائرة بالقرب من البحر سيكون حيز النفط أكثر ضيقا.
وقالت وكالة الفضاء الأوروبية، إنه "وفقا لصور الأقمار الصناعية، فإن البقعة كانت حوالي 40 كيلومترا (25 ميلا) إلى الجنوب الشرقي من آخر موقع معروف للطائرة".وعلى الرغم من حوادث الطيران الأخيرة التي تسيطر على العناوين الرئيسية عند حدوثها، فلا يزال التحليق بالطائرة لا أحد أسلم سبل السفر، فوفقا لاتحاد النقل الجوي الدولي، فإن "أكثر من 3.5 مليار شخص سافروا بأمان على متن 37600000 رحلة جوية في عام 2015, وفي العام نفسه، كان هناك 122 تحطم طائرة في جميع أنحاء العالم، أدت إلى وفاة 898 شخص، وهي نسبة صغيرة من إجمالي عدد المسافرين جوًا.
أرسل تعليقك