لندن ـ ماريا طبراني
يتوجَّه الناخبون البريطانيون بعد غدٍ الخميس ، الى صناديق الاقتراع للمشاركة في استفتاءٍ شعبي مصيري حول مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أو البقاء فيه، حيث من المتوقع أن يدلي 46 مليون شخص، بأصواتهم في هذا الاستفتاء.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، المواطنين إلى التأني والتفكير جيدًا خلال إعطاء القرار في الاستفتاء حول انفصال أو بقاء بلاده ضمن الاتحاد الأوروبي الذي يجري بعد غد الخميس. وقال في كلمة ألقاها أمام مكتب رئاسة الوزراء، اليوم الثلاثاء، خلال قيادته للحملة الداعمة لبقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي، إن قرار خروج بلاده المحتمل، لا رجعة فيه بعد ذلك، مضيفًا "لن نكون أكثر أمناً لوحدنا بل عندما نكون في الاتحاد الأوروبي".
وأشار الى أن "اقتصاد المملكة المتحدة سيكون أقوى في حال بقائها في الاتحاد الأوروبي"، مؤكدًا أن "الخروج منه سيكون مخاطرة كبيرة لبريطانيا، وهو قرار لا رجعة فيه".
وأضاف "لو كنت أعتقد أن بقاءنا في الاتحاد الأوروبي سيقلّل من قوتنا، لأوصيت بالتصويت لصالح الخروج منه، لكن بقاءنا فيه لا يقلل من قوتنا بل يزيدنا قوة، ويمكننا أن نلعب دورًا رياديًا ضمن الاتحاد ذي الـ 28 عضوًا في قضايا التغيير المناخي ومكافحة الفقر والأمراض ومواجهة عدوانية روسيا، أما في حال خروجنا فإن الآخرين سيتخذون قرارات بشأننا دون إشراكنا".
وتابع كاميرون "فكروا بأطفالكم وأحفادهم عندما تقررون في الاستفتاء البقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبي (...) الأجيال المقبلة ستضطر للعيش في ظل نتائج هذا القرار، قراركم سيؤثر على مستقبل أبنائكم وأحفادكم، أعتقد أننا أكثر قوة وأمنًا في الاتحاد الأوروبي، امنحوا أصواتكم للبقاء في الاتحاد من أجل مستقبلكم ومستقبل أسركم وبلادكم".
وفي باريس أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ضرورة بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي، محذراً من تداعيات خروجها في استفتاء الخميس. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، عقب لقائهما في قصر الإليزيه، اليوم الثلاثاء.
وقال هولاند: "ينبغي تقديم إجابة مطمئنة أكثر حيال مستقبل الاتحاد الأوروبي، وذلك يتطلب بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد، وإلا فإن الجميع يتحمل عواقب ذلك مغادرتها ".
وتعتزم بريطانيا إجراء استفتاء يوم 23 يونيو/حزيران الجاري، يصوت فيه الناخبون على استمرار عضوية بلادهم في الاتحاد الأوروبي أو انسحابها منه.
ومن المقرر أن يتوجَّه الناخبون البريطانيون بعد غدٍ الخميس ، الى صناديق الاقتراع للمشاركة في استفتاءٍ شعبي مصيري للخروج من الاتحاد الأوروبي أو البقاء فيه، حيث من المتوقع أن يدلي 46 مليون شخص، بأصواتهم في الاستفتاء، في حين يخشى مؤيدو بقاء بلادهم في الاتحاد الأوروبي، من الإقبال الضعيف الأمر الذي سيزيد من أهمية أصوات المسلمين والأقليات الأخرى.
وتشكّل أصوات مسلمي بريطانيا، البالغ عددهم نحو 5% من السكان، عاملاً مؤثرًا في الاستفتاء الذي سيُجرى في البلاد، الخميس، ويبلغ عدد المسلمين في بريطانيا العظمى نحو 4 ملايين و800 ألف شخص، نصفهم ولد ويعيش اليوم في المملكة المتحدة، ويحق لنحو 800 ألف منهم التصويت في الاستفتاء.
ويأتي الاستفتاء في ظل هواجس ومخاوف تتملك المسلمين بفعل الظروف الاقتصادية وصعود اليمين المتطرف. ويفيد استطلاع للرأي أن غالبية مسلمي بريطانيا يؤيدون البقاء في الاتحاد الأوروبي، ولذلك هم سيشاركون في الاستفتاء على هذا الأساس.
أرسل تعليقك