أكّد جهاز مكافحة الإرهاب العراقي أنّ، مهمته في مدينة الموصل ستنتهي مع تحرير حي اليهود في الجانب الأيمن من المدينة، مبينًا أن شارعا فقط يفصل قوات الجهاز عن ذلك الحي، وأوضح الضابط في الجهاز الرائد الركن ضياء الإمارة، أنّ "قطعاتنا شرعت بالتقدّم شمالا لتحرير ما تبقى من المدينة القديمة في الموصل، وبالنسبة للجهاز بقيت حارة اليهود فقط، التي تبعد بمسافة 400 متر عن نهر دجلة"، لافتًا إلى أن "طيران الجيش نفذ عمليات نوعية في المعارك السابقة، وإعلان تحرير المدينة بالكامل بات وشيكا".
وأعلنت خلية الإعلام الحربي، في وقت سابق من الجمعة، تحرير حي الفاروق الثانية وسوق الشعارين ومنطقة النبي جرجيس ومنطقة عبد خوب في المدينة القديمة بالساحل الأيمن للموصل، ويتقدّم جهاز مكافحة الإرهاب التابع للجيش العراقي عملية "قادمون يا نينوى"، التي أطلقتها حكومة البلاد يوم 17تشرين الاول 2016 بمشاركة قوات "البيشمركة" الكردية ووحدات "الحشد الشعبي" و"الحشد العشائري" وطيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بهدف تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم "داعش"، وأكد قائد عمليات "قادمون يا نينوى" عبد الأمير يارالله تحرير مناطق جديدة في الموصل القديمة.
وأوضح يارالله ، في بيان نقلته خلية الإعلام الحربي للقوات المشتركة وتابعه "العرب اليوم" أن "قوات مكافحة الإرهاب حررت اليوم سوق الشعارين ومنطقة النبي جرجيس ومنطقة عبد خوب في المدينة القديمة في الساحل الأيمن من الموصل"، مضيفًا أنّ قطعات فرقة المشاة السادسة عشرة تمكنت بدورها من تحرير حي الفاروق الثانية في المدينة، ومشيرًا إلى أنّ القوات الأمنية فتحت اليوم محورا جديداً ضمن عملياتها الساعية إلى تحرير الموصل لوصول إلى ضفة النهر في الجانب الأيمن من مدينة الموصل، وأن "القوات الأمنية فتحت محوراً جديداً على الجسر الخامس للوصول الى ضفة النهر"، وأشار إلى أنه "لم يتبق سوى 40 بالمئة من المنطقة القديمة وسننجز تحريرها".
ونوّه قائد قوات مكافحة الإرهاب العراقية الفريق الركن عبد الغني الأسدي إلى أن النصر النهائي على تنظيم "داعش" في الموصل سيعلن في الأيام القليلة المقبلة موضحا أن المتبقي من عناصر داعش هناك يتراوح بين 200 إلى 300 مقاتل غالبيتهم من الأجانب.
واعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، الخميس، عن انتهاء ما سماها "دويلة الباطل الداعشية" تزامنا مع سيطرة القوات الأمنية على جامع النوري الكبير الذي اعلن منه زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي في 29 يونيو عام 2014 دولته للخلافة في العراق وسورية، وتوعد العبادي بملاحقة آخر عنصر من تنظيم "داعش" قتلا وأسرا في العراق، وكان تنظيم "داعش" قد فجر في 21 من الشهر الحالي "جامع النوري" أو "جامع الخلافة" أو "جامع النوري الكبير" أبرز مساجد العراق التاريخية وكان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي أعلن منه دولته "الإسلامية" في العراق وسورية في 29 يونيو عام 2014، وهو يقع في منطقة محلة الجامع الكبير أقدم مناطق الساحل الأيمن غربي مدينة الموصل والذي ظل صامداً ما يقارب 844 عاماً ونجا من غزو المغول إلا أنه لم يسلم من تنظيم "داعش"، أما منارة الحدباء فهي الجزء الوحيد المتبقي من جامع النوري القديم وقد حاول "داعش" تدميرها لكن العراقيين وقفوا ضد هذه المحاولة وشكلوا سلسلة بشرية لحمايتها ما دفع التنظيم إلى التراجع لكنه عاد اليوم وقام بتفجيرها.
وتمثل عملية اقتحام المدينة القديمة في غرب الموصل حيث الأزقة الضيقة والمباني المتلاصقة تتويجا للحملة العسكرية التي بدأتها القوات العراقية في 17 أكتوبر الماضي لاستعادة كامل مدينة الموصل آخر أكبر معاقل تنظيم داعش في البلاد، وخسارة الموصل ستشكل النهاية الفعلية للجزء العراقي من "الخلافة" العابرة للحدود التي أعلنها تنظيم داعش في يونيو عام 2014 بعد سيطرته على مناطق واسعة من العراق وسوريا المجاورة.
وأعرب رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي عن امتنانه للمرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني لدعمه المقاتلين ضد الإرهاب مثمنا دعوته اليوم إلى التعايش السلمي بين الطوائف والأديان بعيدا عن العنف والاعتداء، مشيرًا إلى أنّه يثمّن "مقام المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة السيد علي السيستاني لدعمه الكبير والمتواصل للمقاتلين الأبطال والمضحين الغيارى في شتى صنوف وتشكيلات قواتنا المسلحة، الذين صنعوا الملحمة العظيمة والانتصارات الباهرة طيلة السنوات الثلاث الماضية، وآخرها نصرهم المؤزر في مدينة الموصل وبكونهم الأحق برفع راية النصر الذي حققوه ببسالتهم ودمائهم الزكية"، كما أشاد بدعوة السيستاني إلى "تحقيق التعايش السلمي الاجتماعي كضمان للابتعاد عن أي صراع طائفي أو مذهبي، ومؤكدًا أن هذه المواقف التاريخية للمرجعية الدينية تتوج مواقفها المدافعة عن العراق وشعبه وفي مقدمها فتوى الجهاد الكفائي التي انقدت العراق وعبّدت طريق الانتصار" في إشارة إلى فتواه في يونيو عام 2014 للتطوّع لقتال "داعش" وهي الفتوى التي تم إثرها تشكيل قوات الحشد الشعبي الشيعية.
وقال معتمد السيستاني خطيب جمعة كربلاء الشيخ عبد الهادي الكربلائي إنّ "المقاتلين الشجعان بمختلف صنوفهم ومسمياتهم ومِن ورائهم عوائلهم وأسرهم ومن ساندهم في الدعم اللوجستي هم الأحق من الآخرين أيّاً كانوا برفع راية النصر النهائي عند إنجازه قريبا بإذن الله تعالى بتحرير بقية المناطق التي ما زالت تحت سيطرة عصابات "داعش" الاجرامية"، مشيرًا إلى أنّ "صاحب الفضل الأول والأخير في هذه الملحمة الكبرى هم المقاتلون الشجعان بمختلف صنوفهم ومسمياتهم، من قوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية وفرق الجيش البطل والقوة الجوية وطيران الجيش وفصائل المتطوعين وأبناء العشائر العراقية الأصيلة، ومِن ورائهم عوائلهم وأسرهم ومن ساندهم في الدعم اللوجستي، إنهم هم أصحاب هذه الملحمة العظيمة التي سطروها بدمائهم الزكية وتضحياتهم الكبيرة وهم الأحق من الآخرين أيّاً كانوا برفع راية النصر النهائي عند إنجازه قريبا بإذن الله تعالى بتحرير بقية المناطق التي مازالت تحت سيطرة عصابات "داعش"الاجرامية ".
وشدد معتمد السيستاني على ضرورة التعايش السلمي بين أبناء الشعب العراقي وبالشكل الذي يبعده عن أي صراع أو تطاحن قد يفجر قتالا بين مكونات الشعب، والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق وقد سيطر عليها "داعش" في العاشر من يونيو عام 2014 لكن القوات العراقية تمكنت خلال حملة عسكرية بدأت في 17 أكتوبر الماضي من استعادة النصف الشرقي الأيسر للمدينة في 24 يناير الماضي ثم بدأت في 19 فبراير الماضي عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على القسم الغربي الأيمن من المدينة.
وكشفت شرطة المحافظة ومديرية مكافحة الإرهاب، عن مخطط لتنظيم "داعش"، لشن هجمات على المدينة التي تستعد لشن معركة لاستعادة قضاء الحويجة من قبضة "داعش"، وقسّم المخطط على 3 مراحل، تقضي الأولى بأن يكون هناك تسلل لعناصر التنظيم باتجاه منطقة شاي التابعة لقضاء داقوق، ويتراوح عددهم بين 50 الى 60 مسلحا، وسيكون خط سيرهم بمحاذاة خط الطاقة الكهربائية مرورا بحقول جمبور، وصولا إلى مشارف مدينة كركوك من اتجاه ناحية ليلان، أما المرحلة الثانية، تتألف من شطرين، الأول سيتم استهداف محور قاطع البيشمركة، وتحديدا قاطع داقوق (فوج الكاكية)، لفتح ثغرة لمرور عناصرهم والسيطرة على الطريق الرئيسي بين كركوك وداقوق، أما الشطر الثاني فهو استهداف قوات الحشد الشعبي ضمن منطقة بشير من اتحاد ناحية الرشاد مرورا من قرية براغون البو شاهر، وتتضمن المرحلة الثالثة بحسب الوثيقة، التركيز على استهداف قاطع الدبس من اتجاه منطقة البوحمدان، مشيرا إلى أنه تم إصدار توجيه إلى ما يسمى لواء البتار (الخلايا النائمة) داخل مركز المدينة لمسك الأرض، والسيطرة على جميع الدوائر الحكومية وإحداث خلل في الوضع الأمني داخل المدينة.
وتمكنت القوات العراقية من إحباط تفجيرات انتحارية في الجانب الأيمن في الموصل حيث يشهد الفصول الأخيرة من معارك ضد المتشددين، وبيّن المتحدث باسم الداخلية ، أن الفوج الثاني شرطة نينوى يقومون بقتل أربعة انتحاريين من عناصر "داعش" في منطقة اليرموك في الجانب الأيمن لمدينة الموصل.
أرسل تعليقك