بغداد-نجلاء الطائي
أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الروسية، اليوم الثلاثاء، أن موسكو غير قادرة في الوقت الراهن على تأكيد مقتل أبوبكر البغدادي، وذلك بعد أيام على إعلان ترجيح وزارة الدفاع مصرع زعيم داعش بغارة روسية. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن نائب وزير الخارجية قوله "ليس بوسع موسكو تأكيد مقتل زعيم تنظيم داعش"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وكانت وزارة الدفاع الروسية رجحت، يوم الجمعة الماضي، مقتل زعيم "داعش" في غارة روسية، استهدفت في أواخر مايو/أيار الماضي تجمعا لقيادات التنظيم المتشدد جنوبي الرقة. ونقل التلفزيون الرسمي الروسي عن الكرملين قوله إن وزير الدفاع سيرغي شويغو أبلغ المجلس الأمني الروسي الذي يرأسه فلاديمير بوتين، الجمعة، أن زعيم تنظيم "داعش" المتطرف، أبو بكر البغدادي "ربما قتل".
وفي الموصل تشتد المعارك مع تقدم القوات المشتركة العراقية الى داخل احياء المدينة القديمة، في اطار استعادة جامع النوري الذي اعتلى منبره زعيم "داعش" ابو بكر البغدادي معلنا قيام "دولة الخلافة"، واحبطت توغل لعناصر التنظيم داخل احياء محررة في الموصل رامت السيطرة على مواقع حكومية. فيما قرر مجلس قضاء الموصل، ترحيل عائلات عناصر التنظيم المتطرف من المدينة واسكانهم في مخيمات خاصة بهم بحجة ان أفرادها بحاجة لإعادة تأهيلهم نفسيا وفكريا،ياتي هذا في وقت طوقت القوات المشتركة العراقية الموصل القديمة بالكامل اليوم الثلاثاء بعد تحقيق تقدم في حي الشفاء الواقع إلى الشمال، ويمثل جامع النوري او الجامع الكبير قيمة رمزية كبيرة لتنظيم داعش.
وأوضح المصدر : أن "اللواء 73 في الجيش العراقي استعاد السيطرة على كنيسة ماريا ودائرة صحة نينوى التي تطل على نهر دجلة ضمن حي الشفاء بعد أن تخطت القوات العراقية المجمع الطبي بسبب وجود مقاومة شرسة فيه". وأضاف أن "القوات العراقية أحكمت بذلك تطويق الموصل القديمة بنسبة 100 في المئة فضلا عن تطويق المجمع الطبي في حي الشفاء". وأشار المصدر إلى أنه "بالسيطرة على دائرة صحة نينوى أصبح حي الشفاء شمالي الموصل محررا بنسبة 80 في المئة ولم يتبق منه سوى المجمع الطبي متمثلا بالمستشفى الجمهوري ومستشفى الولادة ومراكز صحية اخرى".
وقال قائد عمليات قادمون يانينوى، الفريق الركن عبد الامير رشيد يارالله في بيان ، ان "قطعات الفرقة المدرعة التاسعة، تمكنت من تحرير الجزء الجنوبي من حي الشفاء، في الجانب الايمن من الموصل". واضاف ان "القوات الامنية تمكنت من السيطرة على قلعة باشطابيا الاثرية وسجن الاحداث ومرقد يحيى ابو القاسم ودائرة صحة نينوى وكنيسة ماريا، والجسر الخامس في الجانب المذكور". واوضح ان "القوات المحررة تمكنت من ادامة التماس مع حي راس الكور في الساحل الايمن من الموصل".
وكان قائد قوات الرد السريع، اللواء ثامر الحسيني، قد اعلن في وقت سابق من اليوم، تحرير دائرة صحة نينوى، مؤكدا ان الساعات القليلة القادمة ستشهد تحرير حي الشفاء بالكامل.
وأفاد مصدر امني مطلع بأن "قوات جهاز مكافحة الإرهاب قتلت 17 مسلحا بينهم أربعة يختصون بتنفيذ عمليات القنص خلال توغلها في شارع الفاروق ضمن احياء الموصل القديمة بالساحل الأيمن لمدينة الموصل". واضاف ان "تلك المجموعة مثلت خط الصد الأول لحماية الجامع الكبير". وأوضح المصدر :ان" 23 مسلحا قتل بضربات جوية لطيران القوة الجوية العراقية استهدفت تسللا لتنظيم داعش المتطرف من جهة ضفة نهر دجلة قرب حي الدندان غربي الموصل". وأشار الى ان "المسلحين كانوا يرومون السيطرة على مواقع مهمة في المجمع الحكومي كدار القضاء ومديرية الشرطة المحلية والعمل على تنفيذ عمليات تخريبية".
وأعلن الفريق رائد جودت قائد الشرطة الاتحادية ، "عملياتنا العسكرية في المدينة القديمة اسفرت عن قتل 32 متطرفا وتدمير4 عجلات مفخخة و3ثكنات للرشاشات الاحادية". وقال ان "القوات توغلت 200م باتجاه شارع الفاروق واستعادة السيطرة على جامع الهادي ومبنى الدفاع المدني".
وفي خطوة انتقامية ، قرر مجلس قضاء الموصل،اليوم الثلاثاء ترحيل عائلات عناصر تنظيم داعش من المدينة واسكانهم في مخيمات خاصة بهم بحجة ان أفرادها بحاجة لإعادة تأهيلهم نفسيا وفكريا. ووفق بيان صادر عن مجلس قضاء المدينة : فقد قرر "ترحيل عوائل داعش مِن مدينةِ الموصل، وعدم إستقبال عوائل داعش الفارين والمرحلين إلى مدينةِ الموصل مِن باقي الأقضية والنواحي، وإنشاء وتخصيص مخيّمات خاصّة بهم وإعادة تأهيلهم نفسياً وفكريًّا ودمَجهم بالمجتمع بَعْد التأكد مِن إستجابتهم للتأهيل".
كما قرر المجلس "الإعتماد على بطاقة السكن كوثيقة رسميّة تؤيد إن كان المُواطن مِن سكنة مدينةِ الموصل أم لا، وإيقاف حركة النزوح مِن باقي أقضية محافظة نينوى لداخل مدينةِ الموصل، وإيقاف حركة النزوح الداخليّة، وإعادة كلّ العوائلِ لمحل سكنهم الأصلي الَّذِي كَانت تسكنه قبل ١٠/٦/٢٠١٤ بإستثناء مَن فَقَد سكنه".
وهذا ليس التطور الوحيد في سياق عمليات انتقام متصاعدة في الموصل وجنوبها مؤخرا ضد عائلات كان أحد أفرادها من المنتمين لتنظيم "داعش" أو الموالين له. وشهدت مدينتا حمام العليل والقيارة وقرى جنوب الموصل عمليات انتقام واسعة النطاق، حيث أقدم محتجون غاضبون من ذوي ضحايا تنظيم داعش بمهاجمة الدور السكنية لعائلات عناصر داعش واضرموا النيران في بعضها. وأمهل المحتجون عائلات عناصر داعش الاسبوع الماضي 72 لمغادرة منازلهم والتوجه إلى مخيمات النازحين وإلا فإنها ستواجه "مصيرا مجهولا". ويبدو ان تصاعد وتيرة الانتقام في طريقه لفتح باب جديد من أعمال العنف في العراق.
وشهدت العاصمة العراقية ، اصابة صاحب مولدة، بجروح اثر هجوم بأسلحة كاتمة شمال شرقي بغداد. وقال مصدر أمني، اليوم الثلاثاء ان "مسلحين مجهولين فتحوا نيران اسلحتهم الكاتمة باتجاه صاحب مولدة اهلية بمنطقة الشعب، ما اسفر عن اصابته بجروح خطيرة".
أرسل تعليقك