بغداد-نجلاء الطائي
جاءت الذكرى السنوية الخامسة لانسحاب القوات الأميركية من العراق، لتؤكد ارتفاع عدد القتلى من تلك القوات التي كانت قد تعرضت لخسائر بشرية كبيرة نسبيًا وصلت إلى نحو 4500 جندي على مدى أكثر من 7 أعوام من حرب العراق، وبقيت قوة أميركية محدودة تولت مهام التدريب للقوات العراقية، وتراجع عدد القتلى الأميركيين خلال هذه الفترة بشكل ملحوظ، حيث قتل جندي أميركي واحد عام 2012، ثم 3 عام 2013، و4 عام 2014، وارتفع عدد القتلى من القوات الأميركية في العراق إلى 8 جنود عام 2015، ليصل في العام الجاري إلى 19 قتيلاً، وهي زيادة كبيرة مقارنة بعام 2012.
يُشار إلى أنه مع بدء عمليات التحالف الدولي ضد "داعش"، بدأت القوات الأميركية تعود إلى العراق بشكل تدريجي ومختلف هذه المرة، وفي الأسبوع الأخير من أكتوبر الماضي/ تشرين أول الماضي، تضاعف عدد القوات الأميركية في العراق، خصوصًا في أعقاب انطلاق معركة استعادة الموصل، بل أصبحت تلك القوات أقرب ما يكون لخطوط المواجهة الأولى مع تنظيم "داعش"، رغم أن وزارة الدفاع الأميركية تزعم أن معظم تلك القوات من المستشارين والخبراء والمدربين للقوات العراقية والبشمركة.
على أن القوات الأميركية الخاصة في العراق كانت تقوم بعمليات عسكرية وهجمات ضد المسلحين في العراق طوال أعوام، وخصوصًا منذ أكتوبر/تشرين أول عام 2014، كما تم إرسال طائرات الأباتشي المروحية المقاتلة إلى مناطق القتال قرب مدينة الفلوجة، وفي صيف 2015، ارتفع عدد الجنود الأميركيين العاملين في سلاح المدفعية في العراق إلى نحو 3500 جندي، مقابل 2500 في يناير/كانون ثان من العام السابق، ومع استعدادات البشمركة والقوات العراقية للبدء بمعركة استعادة الموصل، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه سيتم إرسال 600 عنصر آخر من أفراد القوات الأميركية إلى العراق، ليتجاوز العدد الإجمالي للقوات الأميركية حاجز الخمسة آلاف.
ومع ذلك يشكل هذا الرقم جزءً بسيطًا من أكبر عدد وصلته القوات الأميركية في العراق وذلك في عام 2007 عندما بلغ عددهم آنذاك 170 ألف جندي، وبالمقابل يسقط المئات من الجنود العراقيين والبشمركة وعناصر "داعش" في المعارك الدائرة حاليًا من أجل استعادة مدينة الموصل من التنظيم المتطرف، وشنّت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة 19 غارة على مواقع ومسلحي "داعش" في العراق وسورية خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
وقالت القيادة المركزية لعمليات قوات التحالف في بيان الجمعة أنها "استهدفت أيضًا مواقع "داعش" في العراق بتسع غارات قرب بشير وحديثة والموصل وراوة وسنجار، ونفذت عشر غارات ضد مواقع "داعش" في سورية قرب مدن الرقة وعين عيسى ودير الزور"، وبحث بحث قادة عسكريون الجمعة انطلاق المرحلة الثانية للسيطرة على الجانب الشرقي من مدينة الموصل بعد إعادة تقييم خطط المعركة في عمليات تحرير محافظة نينوى من عناصر"داعش"المتطرفة، وأشار قائد عمليات تحرير نينوى اللواء نجم الجبوري في تصريح صحافي أن قادة المحاور والألوية عقدوا مؤتمرًا تنسيقيًا للبدء في المرحلة الثانية من عمليات تحرير الموصل، وأن القوات جميعها محتشدة لإنجاز مهمة تحريرها بالكامل في الأيام المقبلة للقضاء على "داعش".
وأكد الجبوري أن "عمليات تحرير نينوى مستمرة وان الكيفية التي تسير بها العمليات ستكون متغيرة وذلك بالتحرير ثم التطهير حتى البحث عن عناصر داعش بين العوائل والاطمئنان عليهم من خلال وجود القوات بينهم"، وتمكنت القوات الامنية منذ انطلاق عملية تحرير نينوى في 17 تشرين أول/ أكتوبر الماضي من تحرير قرابة 40 حيًا في الجانب الايسر من الموصل الى جانب مناطق سهل نينوى بالكامل وعشرات القرى والعديد من النواحي.
كما أنها تقدمت في الأحياء الشرقية بالمدينة في حين طوقت قوات أخرى المشارف الجنوبية والشمالية للمدينة وأغلقت قبل عشرة أيام الطريق الواقع إلى الغرب، وقتلت الطائرة المسيرة "CH4" التابعة لطيران الجيش، عددًا من متطرفي تنظيم" داعش" وتدمير عجلاتهم في شرق مدينة الموصل ومحورها الغربي، بينما أعلنت الاستخبارات العسكرية العراقية عن اعتقال عنصرين من تنظيم "داعش" قرب الموصل مقبلين من مدينة الرقة السورية.
وأكد بيان لخلية الاعلام الحربي تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، أن "الطائرة المسيرة وجهت ضربة جوية أسفرت عن تدمير عجلة ملغومة لمتطرفي داعش كانت تحاول استهداف قوات الشرطة الاتحادية ضمن حي الانتصار جنوب شرق الموصل، وأن طيران الجيش وجه ضربة جوية لمتطرفي داعش أسفرت عن قتل ٨ منهم وتدمير وكر يأوي أكثر من ١٣ متطرفاً وقتل وجرح من فيه وتدمير عجلة تحمل ثنائية وقتل من فيها في منطقة تل الزلط ضمن المحور الغربي للعمليات".
وذكر بيان لمديرية الاستخبارات أن "عناصرها تمكنت من تشخيص اثنين من المتطرفين المقبلين من منطقة الرقة السورية بعد أن شاركا في المعارك الدائرة هناك وعادا إلى نينوى متسللين بين المواطنين، وأن المتطرفين كانا يخططان للقيام بأعمال تربك الوضع الامني في المناطق المحررة، وأن عملية الاعتقال تمت في منطقة برغنتي بقضاء الحمدانية في الموصل، وأكد بيان لإعلام "الحشد الشعبي" أن مدفعية قوات الحشد الشعبي استهدفت تجمعًا لعناصر "داعش" شمال منطقة عداية وتحقق إصابات مباشرة في صفوفهم أدت إلى حرق آلية تحمل مدفع رشاش.
أرسل تعليقك