شن الطيران الحربي الإسرائيلي، الاثنين، غارات جوية على قطاع غزة، فيما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلية مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، ما أسفر عن ضحايا وإصابات، فيما تجري مصر اتصالات للتهدئة، بحسب مصادر أمنية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائرات حربية "أغارت على موقع لإنتاج المواد الخام الصاروخية تحت الأرض تابع لحركة حماس في وسط قطاع غزة"، بينما نقلت "فرانس برس" عن مصادر أمنية قولها إن الغارة أسفرت عن "أضرار جسيمة في الموقع ومحيطه" من دون إصابات.
وجاءت الضربات الجوية في أعقاب إعلان إسرائيل أنها أسقطت صاروخاً أطلق عبر الحدود من غزة في مطلع الأسبوع، وبعد ساعات قليلة من اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني المصغر.
وذكر الجيش الإسرائيلي أنّ الغارات جاءت ردًّا على صاروخ أطلِق من غزّة، مساء السبت، باتّجاه المناطق الإسرائيليّة واعترضته منظومة القبّة الحديدية المضادّة للصواريخ، محمّلًا حماس المسؤوليّة.
وقال مصدر أمني في غزّة إنّ المقاتلات الإسرائيليّة "نفّذت 8 غارات على موقع تابع لكتائب القسّام، الجناح العسكري لحماس، قرب شاطئ البحر في منطقة الشيخ عجلين جنوب غرب مدينة غزّة، ما أسفر عن دمار كبير وأضرار في منشآت في محيطه".
وأشار إلى أنّ "مدفعيّة الاحتلال استهدفت أيضاً بالقذائف نقطتَين للرصد قرب السياج الفاصل (الحدودي) شرق بيت حانون (شمال قطاع غزّة) وخان يونس (جنوب) ما أدّى لأضرار تدميريّة في النقطتَين".
وأعلنت كتائب "المقاومة الوطنيّة"، الجناح العسكري للجبهة الديموقراطيّة، أنّها أطلقت "عدداً من الصواريخ باتّجاه مستوطنات غلاف غزة".
وقال مصدر في الفصائل الفلسطينيّة إنّ "مسؤولًا في المخابرات المصريّة أجرى اتّصالات مع فصائل المقاومة ومع الجانب الإسرائيلي لوقف التصعيد وتهدئة الأوضاع". وتابع "المقاومة ستردّ على أيّ عدوان، وتلتزم التهدئة بقدر التزام الاحتلال بها".
اقتحام نابلس
في الضفة الغربية المحتلة، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، فجر الإثنين، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت شاباً فلسطينياً وأصابت 7 آخرين خلال اقتحام مدينة نابلس.
وقالت جماعة عرين الأسود، وهي مجموعة من المسلحين الفلسطينيين تتمركز في مدينة نابلس وجنين المجاورة وتعرضت لهجمات إسرائيلية مكثفة خلال العام الماضي إنها نصبت كميناً لوحدة من الجيش. ولم يصدر بعد أي تعليق من إسرائيل على ذلك.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت مدينة نابلس وحاصرت احدى البنايات السكنية، في شارع سفيان قرب المجمع الغربي للمركبات، وسط اطلاق نار كثيف، وسماع دوي انفجارات في المكان.
ونقلت عن مدير مركز الاسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر أحمد جبريل قوله إن طواقم الهلال تعاملت مع اصابات بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط.
وأضاف: "أبلغنا الصليب الأحمر باعتقال جيش الاحتلال شابين بعد إصابتهما بالرصاص في محيط المنزل المحاصر في شارع سفيان".
وأشار إلى أن عشرات الشبان أصيبوا بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز السام في المواجهات التي اندلعت في محيط شارع سفيان بالمدينة.
ولفتت الوكالة إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت 48 فلسطينياً منذ بداية العام الجاري (4 منهم برصاص المستوطنين)، بينهم 10 أطفال وسيدة مسنّة، وأسير في سجون الاحتلال.
الاستيطان
من جانبها، أدانت مصر قرار الحكومة الإسرائيلية "شرعنة" بؤر استيطانية في الأراضي الفلسطينية وبناء وحدات استيطانية جديدة، وفق وكالة "رويترز".
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، الاثنين، أن القرار بمثابة "مخالفة صارخة لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي ذات الصلة، والتي تؤكد عدم قانونية أو شرعية النشاط الاستيطاني بكافة أشكاله وصوره".
كما حذرت مصر من تبعات القرار الذي وصفته بأنه "عمل استفزازي غير مقبول من شأنه إشعال الوضع المحتقن مما يؤثر على أمن واستقرار المنطقة كلها".
وأكدت مصر، من خلال البيان، أن السبيل الوحيد لتهدئة الأوضاع هو التوقف عن تلك الممارسات "المخالفة للقوانين الدولية والتفاوض من أجل التوصل إلى حل يحقق السلام الشامل والعادل".
وقال مسؤولون لرويترز الأسبوع الماضي إن مصر كثفت جهود الوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين في محاولة لوقف العنف في القدس والضفة الغربية المحتلة ومنع انتشاره إلى قطاع غزة قبل حلول شهر رمضان.
وجاء البيان بعد ساعات قليلة من إعلان مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر، مساء الأحد، موافقته على طلب وزير الأمن الداخلي إيتمار بن جفير بالاعتراف بـ9 بؤر استيطانية أقيمت في الضفة الغربية المحتلة، وسط توقعات بأن تثير الخطوة توتراً مع الولايات المتحدة؛ التي تعارض إقامة مستوطنات جديدة على أراضٍ يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن القرار يأتي رداً على ما وصفه بـ"العمليات الإجرامية"، مشيراً إلى أن "المجلس الأعلى للتخطيط والبناء في الإدارة المدنية سيجتمع خلال الأيام المقبلة للمصادقة على بناء وحدات سكنية جديدة في المستوطنات بالضفة الغربية".
في المقابل، اعتبر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن "مصادقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي على شرعنة 9 بؤر استيطانية في الضفة الغربية، مدان ومرفوض وهو تحدٍّ للجهود الأميركية والعربية، واستفزاز للشعب الفلسطيني، وستؤدي لمزيد من التوتر والتصعيد".
وقال أبو ردينة، في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن "الإجراءات الأحادية مرفوضة حسب قرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الثنائية".
وشدد على أن "الاستيطان كله غير شرعي وكله إلى زوال، وهو مخالف للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن بما فيها قرار 2334"، مؤكداً أنه "لن يكون هناك أمن أو استقرار في المنطقة دون إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك