يلوح في الافق فشل المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن مارتن غريفنث الذي عين حديثًا ، لحل الأزمة اليمنية التي تشهد تعقيدًا يومًا بعد آخر.
بعد أن كانت الأزمة اليمنية ، بين مسلحي جماعة الحوثيين ، والشرعية اليمنية، أضحت اليوم بين أربعة اطراف ، كل منها يسعى لكسب الجولة السياسية المقبلة. "حزب المؤتمر"، الشعبي العام ، جناح الرئيس الراحل علي عبدالله صالح ، والذي انقسم إلى ثلاثة اقسام: الأول يؤيد شرعية هادي ، والثاني يخضع لسلطة الحوثيين، والآخر بقيادة أحمد علي نجل صالح، والذي تدعمه الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي الذي كون حديثًا لإنشاء دولة الجنوب العربي في الشطر الجنوبي لليمن، هما اللاعبان الجدد على الساحة اليمنية، إضافة إلى الشرعية اليمنية، برئاسة عبدربه منصور هادي، الرئيس الشرعي للبلاد ، ومسلحي جماعة الحوثيين المدعومين إيرانياً.
وتزداد حدة الصراع بين هذه الاطراف في البلاد، نتج عنه تعقيدًا كبيرًا واجهه المبعوث الأممي مارتن غيريفنث، الذي سيقود المفاوضات المقبلة بين أطراف الصراع في البلاد، خلال الشهرين المقبلين. المبعوث الأممي أكد أنه التمس رغبة كبيرة لدى أطراف النزاع لحل الأزمة على طاولة المفاوضات بالإضافة إلى أنه قال إنه سمع كلامًا مشجعًا في الإمارات وعمان، وتفاءل أثناء مغادرته العاصمة صنعاء بحلول سياسية. وخلال إحاطته التي قدمها الثلاثاء في مجلس الأمن الدولي أكد أنه سيضع خطة سلام للبدء في المفاوضات بعد شهرين.
حددها غيريفث للبدء في مفاوضاته الجديدة بعد توقفها في الكويت قبل عامين، برعاية الأمم المتحدة ، دون الوصول إلى نتائج.
وأكد مرارًا مواصلة العمل على الخطط السابقة لاستكمال مفاوضات السلام التي قاده سلفه إسماعيل ولد الشيخ، مؤكدًا أنه لن يبدأ من جديد، بالإضافة إلى تأكيده على أن الحل سيكون وفق المرجعيات الثلاث، في مقدمتها القرار الأممي 2216، ومخرجات الحوار الوطني ، والمبادرة الخليجية.
واعتبرها الحوثيون جاحدة، وغير منصفة، لأنها فرضت عقوبات على قيادات في جماعة الحوثيين، وحزب المؤتمر الشعبي العام، كما أنها وضعت البلاد تحت الوصاية الدولية. إضافة إلى هذا أكد المبعوث الأممي مارتن غيريفث، للمجلس الانتقالي الجنوبي ، أن أي حل سياسي سيضمن وحدة اليمن، واستقلاله، ويعتبر تأكيد المبعوث الأممي صفعة في وجه المجلس، الجنوبي الذي يبحث عن استقلال الجنوب.
التصعيد العسكري يقضي على المفاوضات
منذ بدأ المبعوث الأممي جولته لإحلال السلام في اليمن، اتجها طرفا الصراع العسكري، الحوثيون والشرعية مدعومة بالتحالف العربي ، إلى التصعيد العسكري.. تصعيد لم تشهده البلاد منذ بداية الحرب. الحوثيون أطلقوا أكثر من 20صاروخَا باليستيَا خلال الأيام الماضية، بالإضافة إلى أن التحالف العربي تمكن من إسقاط ، أربع طائرات مسيرة تابعة للجماعة، طائرتين تسللا إلى الأراضي السعودية، وقصفا مواقع في ابهاء وجازان، بالإضافة إلى تمكن القوات الإمارتية من إسقاط طائرتين في مديرية ميدي بمحافظة حجة شمال البلاد.
ويأتي هذا التصعيد الصاروخي للحوثيين نحو المملكة العربية السعودية، تزامنَا مع تصعيد لقوات الجيش اليمني مدعومًا بمقاتلات التحالف العربي ، في مختلف جبهات القتال ، ومنها محاصرة زعيم جماعة الحوثيين في جبل مران في محافظة صعدة معقل الحوثيين، والسيطرة على مديرية ميدي في محافظة حجة، شمال غربي اليمن، والسيطرة على مناطق استراتيجية في محافظات، البيضاء، وتعز ولحج، كما شن طيران التحالف العربي سلسلة غارات على مواقع الحوثيين في مختلف جبهات القتال مخلفة عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجماعة.
وقال المبعوث الأممي مارتن غيريفث إن الصواريخ التي يتم إطلاقها من اليمن على السعودية، وهذا التصعيد يمكن أن يقضي على أي مفاوضات سلام".وأكد أن حل النزاع في اليمن لن يتم من دون اتفاق بين القادة، ولا ضمانات لنجاح المفاوضات من دون الثقة وحسن النية".
تخبط حوثي
قال مصدر في جماعة الحوثيين لـ" العرب اليوم" إن الجماعة تعيش تخبطًا كبيرًا بعد التقدمات الكبيرة لقوات الجيش والمقاومة الشعبية ، في محافظة صعدة ، والسيطرة على مديرية ميدي. وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن قوات الجيش اليمني، إذا تمكنت من قطع خط صنعاء عمران، والبيضاء ذمار، ستقطع خطوط الإمداد على الجماعة الحوثية، وسيتمكن من السيطرة على العاصمة في وقت قصير.
وجدد محمد علي الحوثي، تهديده لدول التحالف العربي بمواصلة الهجمات الصاروخية على المملكة العربية، السعودية ، إذا استمرت الغارات الجوية لمقاتلات التحالف العربي. وقال الحوثي، إنه إذا استمر العدوان الأميركي السعودي وحلفائه في الإعداد لمعركة الحديدة كما أعلن عنه المبعوث في إحاطته فإن ما أعلن عنه قائد الثورة سيكون جاهزًا وقد عرفوا إمكانية الرد وستتغير بإذن الله كل الاستراتيجيات العسكرية والسياسية لدينا".
وكان، رئيس المجلس السياسي الأعلى، صالح الصماد قد أكد أن هذا العام سيكون باليستيا بامتياز ، ولن تسلم أجواء المملكة من الصواريخ الحوثية حد قوله.
تفائل حوثي
قال محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا، إن "بداية المبعوث الدولي لليمن خلال إدلائه بإحاطته أمام مجلس الأمن إيجابية"، وأضاف أن مدة الإطار التفاوضي هو فرصة لاستمرار الآثار المدمرة على الشعب اليمني بالحصار وقطع الرواتب وارتكاب العدوان مجازره يوميَا، عدم تطرقه لدول العدوان الذين شنوا الحرب ومازالوا يصعدونها وما حمله من تهديد"
ويرى مراقبون أنه لا حلول سياسية تلوح في الأفق خلال الأيام المقبلة. وأضافوا أن أطراف الصراع يسعون إلى التصعيد العسكري خلال الأيام المقبلة. ويوشك العام الرابع على الحرب في البلاد على الانتهاء، مخلفَا أوضاعًا إنسانية صعبة في البلاد الأفقر في العالم، دون وجود خطوات جادة لإحلال السلام، كما أنه لاتوجد إرادة قوية لقوات الجيش اليمني والتحالف العربي لحسم المعركة عسكريًا.
أرسل تعليقك