أعلن التحالف الدولي، الأحد، تنفيذ 17 غارة جوية ضد تنظيم "داعش" في العراق وسورية خلال الـ 24 ساعة الماضية، فيما كشف محافظ الأنبار، صهيب الراوي، والذي تمت إقالته من منصبه بعد تصويت غالبية أعضاء مجلس المحافظة، عن موعد انطلاق العملية العسكرية المرتقبة لتحرير المنطقة الغربية الحدودية في المحافظة وتشمل القائم وراوة وعنه.
وقال التحالف في بيان له، إن طائراته "نفذت خلال الـ24 ساعة الماضية 17 غارة جوية ضد أهداف "داعش" في العراق وسورية "، مبينًل أن "طائرات التحالف نفذت 10 ضربات جوية في سورية استهدفت تجمعات التنظيم في البو كمال، والشدادي، والرقة"، مضيفًا أنها "نفذت 7 غارات في العراق، استهدفت مواقعه في الحويجة والقيارة وراوة وتلعفر"، متابعًا أن "الغارات أسفرت عن تدمير مخابئ أسلحة ووحدات تكتيكية تابعة لداعش، ودمرت قارب مائي مفخخ، وأضرت بمبنى يسيطر عليه التنظيم".
ونقل بيان لمكتب الراوي قوله، إن "الملف الإنساني بأهمية الملف الأمني، وسنعمل مع قيادة العمليات المشتركة، على إطلاق عمليات تحرير المنطقة الغربية في القريب العاجل، وتوفير الممرات والملاذات الآمنة للمدنيين"، مضيفًا أن "مقاتلي العشائر والشرطة المحلية سيشاركون القوات الأمنية في عمليات التحرير ومسك الأرض".
ولفت الراوي إلى أن "مطار الأنبار الدولي سيتم البدء بتنفيذه خلال العام الجاري، والحكومة المحلية تعمل مع الحكومة المركزية على فتح جميع المنافذ الحدودية مع دول الجوار في القريب العاجل".
في المقابل، أكد قائد عمليات نينوى، اللواء نجم الجبوري، الأحد، أن جميع القطعات العسكرية في انتظار ساعة الصفر لاقتحام قضاء تلعفر، قائلًا في حديث تلفزيوني، إن "النصر المتحقق في الساحل الأيمن لمدينة الموصل أعطى حافزًا معنويًا كبيرًا لكافة القطعات العسكرية في الجيش والشرطة والحشد، كي يتقدموا في باقي المناطق التي لا زالت بيد قبضة مجاميع داعش الإجرامية".
وأردف الجبوري أن "كافة القطعات العسكرية مستعدة لتحرير قضاء تلعفر بشكل نهائي والانتهاء من صفحة الموصل"، مشيرًا إلى أن "المعلومات داخل القضاء تؤكد أن عناصر مجرمي داعش يعانون من الانقسام الداخلي في صفوفه بسبب هروب قياداتهم والانكسار الكبير الذي حل بهم في الساحل الأيمن لمدينة الموصل".
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية، العميد الطيار محمد الخضري، ذكر، إن القوات العراقية قد أنهت استعداداتها لإطلاق عملية استعادة قضاء تلعفر من تنظيم "داعش"، مؤكدًا في حديث إذاعي، أن عمليات التفتيش والتطهير في ما تبقى من جيوب التنظيم في الموصل لن تؤثر على انطلاق العمليات العسكرية الجديدة.
وشدد الخضري على أهمية تأمين الحدود العراقية السورية، مضيفًا أن القوات العراقية مدعومة بغطاء جوي منعت الكثير من عمليات التسلل من وإلى العراق، وسيكلف رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بسبب التركيبة السكانية المعقدة في تلعفر، قوات مشتركة لاقتحام المدينة، تتقدمها مكافحة الإرهاب وسط تسريبات عن مشاركة فرقة العباس القتالية، وقوامها 5 آلاف مقاتل تحدد تحركاتها وزارة الدفاع العراقية.
وكان رئيس الوزراء العراقي، قد أعلن في 10 تموز/يوليو الجاري، استعادة مدينة الموصل بالكامل من سيطرة تنظيم "داعش"، ضمن عمليات عسكرية واسعة انطلقت في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي.
بدورها أشارت تقارير صحافية، الأحد، إلى تحديات تواجه العراق في مرحلة ما بعد "داعش"، من بينها مخاوف من "دورة الطائفية والتمرد"، محذرة من "نسخ جديدة" للتنظيم في العراق، ونقلت صحيفة "theaustralian"، شهادة نازحة من الموصل تدعى لطيفة، وهي أم لعائلة سنية كبيرة عاشت تحت حكم تنظيم "داعش" إلى قبل عام وقتل ابنها وحفيديها على يد القوات العراقية أثناء اشتراكهما مع التنظيم الذي هزم في العاشر من تموز الجاري.
وصرحت رشيد، 74 عامًا، أن "أبناءها وأحفادها الباقين على قيد الحياة مستعدون للعيش في عراق جديد يدار من حكومة يقودها الشيعة في بغداد"، مؤكدة أن "الفصائل الشيعية قالت لنا إنهم سيعتقلون الرجال إذا عادوا إلى المدينة"، مبينة التي تعيش مع 13 شخصًا من أقاربها في منزل مكون من غرفة نوم واحدة في ضواحي بغداد بحسب الصحيفة، أنه "إذا لم نتمكن من العودة إلى ديارنا، سنضطر للانضمام إلى ما يأتي بعد داعش".
وذكرت صحيفة "theaustralian"، أن "هذا هو التحدي الذي يواجهه العراق في إعادة بناء المدن والبلدات المحررة وسط دورة من الطائفية والتمرد الذي لا يزال نشطا في جميع أنحاء البلاد"، مبينة أن "العراقيين من العرب السنة، كانوا خارج السلطة منذ الإطاحة بصدام حسين عام 2003، وهذا الاضطراب أدى إلى المزيد من التمرد السني الذي أنتج تنظيم داعش".
وتابعت الصحيفة أنه "قبل ثلاثة أعوام، عندما استولى تنظيم داعش على نحو 40% من الأراضي العراقية، اقتصرت مكاسبها على المقاطعات الثلاث ذات الأغلبية السنية في العراق"، مضيفة أن "مع تحرير مدينة الموصل، أصبحت الأراضي السنية قد استعيدت إلى حد كبير".
وأكملت الصحيفة أن "ثلث العرب السنة البالغ عددهم سبعة ملايين نسمة، قد شردوا ومُنع بعضهم من العودة عند نقاط التفتيش التي تديرها المجاميع غير الحكومية أو البيشمركة الكردية التي تعمل على فحص المسلحين"، مؤكدة أن "آخرين حرموا من العودة بسبب مساعدتهم المباشرة لتنظيم الدولة ولا يملك الكثيرون منازل أخرى للعودة إليها، بعد أن دمرها المسلحون وكذلك القصف الجوي".
ونقلت الصحيفة عن رئيس بلدية مدينة الرمادي، التي استعادها الجيش العراقي منذ أكثر من عام، إبراهيم العوسج، قوله إن "تنظيم داعش يزدهر ببطء ويأس"، مؤكدًا أننا "سنرى نسخة ثانية أو ثالثة أو رابعة من تنظيم داعش"، موضحًا أن "هناك الكثير من المشاكل التي واجهتها الرمادي منذ استعادتها قبل 18 شهرًا، وتضرر نحو 80% من الهياكل الأساسية، بما في ذلك 40,000 من الوحدات السكنية في المدينة البالغ عددها 63,000 وحدة سكنية، ولم يتم استعادة الكهرباء والمياه بالكامل".
واختتم العوسج أن "عشرات الآلاف من أرامل الحرب يكافحن لإطعام أطفالهن، وكثير منهم أبناء وبنات مقاتلين في تنظيم داعش"، مبينًا أن "هذا يترك الأسر عرضة للمتمردين الذين عملوا على تحويل الأطفال إلى جنود في التنظيم"، فيما أوضحت الصحيفة أن المسؤولين يقولون إن "إعادة البناء كانت بطيئة بسبب الافتقار إلى الأموال والمساعدات الدولية"، بينما قال رئيس الوزراء حيدر العبادي إن "الحكومة تعمل في هذا الشهر بأقصى قدرة على إعادة النازحين"
أرسل تعليقك