طهران ـ مهدي موسوي
أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الثلاثاء، إن إحياء اتفاق طهران النووي لعام 2015 ممكن إذا رفعت الولايات المتحدة العقوبات التي أصابت اقتصاد الجمهورية الإسلامية بالشلل.
وأضاف رئيسي : "إذا رفع الطرف الآخر العقوبات فسيكون هناك إمكان لإحياء الاتفاق". وتابع: "سياستنا الخارجية تنص على التعامل مع مختلف دول العالم، إلا التي تنوي الدخول في مواجهة معنا". وعن زيارته التي أجراها إلى روسيا، قال إنها "كانت مليئة بالابتسامات لكن نتائجها أهم من الظواهر".
ولفت إلى أنه في لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي استمر لـ3 ساعات، بحث الملفات الإقليمية والثنائية والدولية منها الشأن السوري. وتابع: "ناقشنا التعاون التقني مع روسيا والتعاون في مجالات عديدة منها النقل و النفط والغاز وطريق النقل التجاري بين الشمال والجنوب"، مشيرا إلى أنه “تم التوصل إلى قرارات بهذه الملفات".
وأردف قوله: "تعاملاتنا الاقتصادية مع روسيا ليست بالمستوى المطلوب حاليا ويمكن ارتقائها لنحو 10 مليارات دولار"، مضيفا: "بإمكاننا التعامل تجاريا بالعملات الوطنية للبلدين".
ولفت إلى أن بوتين عقب الاجتماع "وجه جميع وزرائه وأمر بمتابعة قرارات هذا اللقاء بأسرع وقت". وبالعودة إلى مفاوضات فيينا، قال إن "مطالب الولايات بالحوار المباشر معنا ليست أمرا جديدا، لكننا لم نجر مفاوضات مباشرة معها حتى الآن".
وأشارت مصادر دبلوماسية، الثلاثاء، بأن "محادثات فيينا تجري ببطء كبير، لكن لم نصل لطريق مسدود بعد". وقالت المصادر إنه من "غير الواضح إذا كنا سنتمكن من إنهاء المحادثات خلال أسبوعين"، لافتة إلى أنه "ليس هناك تاريخ محدد لنهاية المفاوضات".
كما أوضحت أن "مسألة الضمانات بمفاوضات فيينا معقدة وستبقى مفتوحة حتى النهاية"، مضيفة أن "المحادثات تركز على العودة للاتفاق النووي بشكله السابق من دون تعديلات".
وذكرت مصادر ، الثلاثاء، أن المفاوضات النووية تمضي قدماً وسط تركيز الوفد الإيراني المفاوض على موضوعي الضمانات بعدم الانسحاب مجدداً، والتحقق من إلغاء العقوبات.
يشار إلى أن واشنطن كانت أبدت، الاثنين، استعدادها لإجراء مباحثات مباشرة "عاجلة" مع طهران بشأن إحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي لطهران، بعد تلميح إيراني لهذا الاحتمال بحال كان ضرورياً لإبرام تفاهم "جيد". وكان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، قد أعلن أن محادثات فيينا تقترب من اتخاذ قرارات سياسية، موضحاً أنه من الممكن عقد محادثات مباشرة مع الأميركيين إذا لزم الأمر أيضاً.
كما أضاف عبداللهيان في تصريحات متلفزة خلال مؤتمر بمقر وزارة الخارجية في طهران، الاثنين، أن الأميركيين يريدون مفاوضات مباشرة، كاشفاً أن الطرفين يقومان حالياً بترتيب المحادثات على مستوى كبار الخبراء والمديرين السياسيين ونواب الوزراء. وكانت وزارة الخارجية الأميركية أبدت استعدادها للاجتماع المباشر مع الإيرانيين، وقالت إنه أفضل الطرق لإنجاح مفاوضات الملف النووي.
وردا على سؤال للجزيرة، أضافت الخارجية الأميركية أن الاجتماع المباشر مع الإيرانيين يفتح مجالا أكبر للتواصل، خاصة أن وقت التوصل إلى تفاهم في فيينا قد نفد تقريبا، بالنظر إلى وتيرة التقدم النووي الإيراني.
ونفى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن علمه بإمكانية تحقق العودة المتبادلة للاتفاق النووي، لكنه قال "إن العودة المتبادلة للاتفاق تبقى أفضل طريق لإعادة تقييد برنامج طهران النووي"، والسماح بمعالجة ما سماها التجاوزات التي تقوم بها.
في المقابل، قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني إن التواصل بين الوفدين الإيراني والأميركي في مفاوضات فيينا حتى الآن كان عبر تبادل وثائق غير رسمية.
وأضاف شمخاني -في تغريدة على تويتر- أنه "لم تكن هناك حاجة إلى تغيير هذا الأسلوب للتواصل، وهذه الطريقة لن تتغير إلا إذا توفرت إمكانية الحصول على اتفاق جيد".
يذكر أنه منذ أشهر، تخوض طهران والقوى التي لا تزال منضوية في اتفاق العام 2015، مفاوضات تهدف إلى إحياء الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحادياً في 2018، معيدة فرض عقوبات على طهران، ما دفع الأخيرة للتراجع عن التزامات أساسية كانت مدرجة فيه.
كما تشارك واشنطن بشكل غير مباشر في المباحثات، ويتولى الأطراف الباقون في الاتفاق، أي روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، تنسيق المواقف بين المفاوضين الإيرانيين والأميركيين.
ورفضت إيران مراراً إجراء مباحثات مباشرة مع الولايات المتحدة في فيينا، معللة ذلك بأن واشنطن لم تعد طرفاً في الاتفاق. وبدأت مباحثات فيينا في نيسان/ أبريل 2021، وعلّقت في حزيران/ يونيو تزامناً مع انتخاب إبراهيم رئيسي رئيساً لإيران، خلفاً لحسن روحاني الذي أبرم الاتفاق في عهده. وعادت المباحثات واستؤنفت في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر.
إلى ذلك يقر الأطراف المعنيون بأن التفاوض يحقق تقدماً في الآونة الأخيرة، لكن تبقى نقاط عدة عالقة. كما تبادلت إيران والدول الغربية تصريحات تحمل الآخر المسؤولية عن بطء عملية التفاوض والتقدم فيها.
قد يهمك ايضا
عمال القضاء ينتفضون ضد حكومة إبراهيم رئيسي وإحتجاجات غير مسبوقة في إيران
إيران تخفض إنتاج النفط للنصف وتزيد مخصصات الدفاع في موازنتها الجديدة
أرسل تعليقك