بغداد ـ نجلاء الطائي
كشف مصدر أمني رفيع، الخميس، عن أعداد الأطفال والشباب الذين جندهم تنظيم "داعش"، في الموصل، مؤكدًا أنها بلغت أكثر من 18 ألف طفل، مبينًا أن العديد من أولئك الأطفال دخلوا في مخيمات النازحين مع عوائلهم، ويأتي ذلك فيما رجَّح التحالف الدولي ضد "تنظيم داعش" تواجد أقل من ألف متطرف في الموصل، وتخوض القوات العراقية معارك شرسة، بدعم من التحالف.
وقال الكولونيل جو سكروكا متحدثًا باسم التحالف، إن عدد المتطرفين، كان "يناهز ألفين" لدى بدء الهجوم على غرب الموصل، منتصف شباط/فبراير، و"نعتقد انهم أقل من ألف حاليا". وكشف مصدر أمني رفيع، في تصريح صحافي، أطلع عليه" العرب اليوم" أن داعش من خلال تعبئته أطفال المدارس جند أكثر من ١٨ ألف طفل وشاب، من دون الثمانية عشر عامًا".
وبيّن أن "القوات الأمنية حصلت على الأسماء الكاملة للمجندين لدى داعش، من الصفوف الابتدائية والمتوسطة والإعدادية، موضحًا أن "طلاب الكليات تم زجهم في اختصاصات مختلفة، تخدم الأغراض المتطرفة للموصل مرغمين على ذلك". وتابع المصدر أن "اللجنة الأمنية المختصة بتدقيق الموقف في الموصل، كشفت آلاف الأطفال المجندين بين العوائل النازحة، وتجري متابعتهم، بغية إعادة تأهيلهم بالتنسيق مع وزارات التربية والتعليم العالي والأوقاف الدينية". وكان تنظيم "داعش" شكل بعد دخوله إلى الأراضي العراقية وإعلان دولته في مدينة الموصل، ما أسماه "جند الخلافة" يقوم من خلاله تجنيد الأطفال ضمن تشكيلاته العسكرية، للقيام بعمليات انتحارية.
وتخوض القوات العراقية المشتركة، معاركة شرسة لتحرير الجانب الأيمن لمدينة الموصل، وذلك بعد تحرير جانبها الأيسر. ونقلت خلية الإعلام الحربي، عن الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، قوله إن "قطعات الفرقة المدرعة التاسعة، تمكنت من تحرير قرية الصابونية ومحطة قطار الصابونية، غرب بادوش ورفعت العلم العراقي فيهما". وأضاف أن "القوات كبدت عناصر داعش خسائر بالأرواح والمعدات".
وأوضح قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، أن "قطعات الشرطة الاتحادية، استكملت تقدمها باتجاه منارة الحدباء بعد سيطرتها قضيب البان من المحور الغربي". وأضاف أن "قطعات المحور الشرقي تواصل عمليات الإغارة المباغتة بإسناد قناصتها في الحافات الأمامية وطيرانها المسير على محيط جامع النوري وفتحت ممرات آمنة، لإجلاء المدنيين من المدينة القديمة".
وأعلن مصدر أمني في بغداد، الخميس، أن "معلومات استخبارية دقيقة تفيد بوجود حالة خطف في منطقة التراث في جانب الكرخ، تم على أساسها تشكيل قوة مشتركة من اللواء السابع شرطة اتحادية ومكتب إجرام البياع". وأضاف أن القوة المشكلة وبسرعة فائقة وسرية تامة، داهمت الدار المشار إليها في المعلومات، وتم تحرير المختطف والقبض على الخاطفين وتسليمهم إلى مكتب مكافحة إجرام البياع". وتابع المصدر في حادث أمني آخر، أن "قوة أمنية تمكنت من العثور على جثة عنصر سابق في الصحوة مرمية في إحدى البساتين، التابعة لمنطقة هور رجب". وأضاف، أن "الجثة بدت عليها أثار إطلاق نار في منطقة الرأس والصدر". وأشار إلى أن "قوة أمنية طوقت مكان الحادث، ونقلت الجثة إلى دائرة الطب العدلي، ونفذت حملة دهم وتفتيش في المنطقة بحثًا عن المنفذين". وقالت مديرية الاستخبارات، إن "مفارزها في الفرقة العاشرة ضبطت أكداسًا للعتاد تعود لخلايا نائمة من عناصر داعش المتطرفة في منطقتي الحراريات والبو عيثة بالانبار". وبحسب البيان فإن الأكداس، ضمت " 150 قنبرة هاون عيار 120 ملم، و 40 صاروخًا جهنم، و 14 جلكان c4 سعة 20 لتر، وصاروخ كورنيت موجه واحد، والعشرات من قنابر الهاون 60 ملم".
وبحث رئيس الجمهورية فؤاد معصوم في قصر السلام في بغداد ظهر الخميس، مع الأمين العام الجديد للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وبشكل مطول، سُبل تعزيز جهود الامم المتحدة لدعم العراق فضلًا عن التطورات السياسية والأمنية في المنطقة والعالم. وذكر بيان رئاسي ورد لـ"العرب اليوم" نسخة منه، أن معصوم "استعرض خلال اللقاء انتصارات العراق على الإرهاب وخططها، لمواصلة الحرب على خلاياه في الداخل والخارج وعلى أسباب ولادتها ثانية، مشددًا على أهمية الاتفاقات الاقليمية والدولية في هذا الشأن".
وأشار إلى "الاهتمام الخاص بحماية المدنيين وإعادة النازحين وإعمار المناطق المحررة والمصالحة المجتمعية والتحضير، لإجراء الانتخابات المقبلة، بنجاح وتطوير مؤسسات الدولة وتعزيز التفاهم على المستوى الوطني والإقليمي" لافتا إلى "رغبة العراق بلعب دوره الاستراتيجي المتميز في إحلال الاستقرار، والازدهار في المنطقة وتعميق التفاهم والعمل المشترك بين شعوبها كافة". وشدد رئيس الجمهورية على "حرص العراق على استقلالية قراره الوطني، مؤكدا على خصوصية مكانته الجغرافية وما تستوجبه من الحاجة، إلى تعزيز" علاقات الصداقة والتعاون البناء مع كافة جيرانه دون استثناء، مشيرًا إلى أن العراق لا يريد استنساخ تجربة أحد، كما انه لا يريد التدخل في شؤون دولة أخرى أو تدخل أحد في شؤونه".
وأعرب معصوم عن سروره وترحيبه بزيارة غوتيريس للعراق، كأحد أولى الدول التي يزورها منذ توليه منصبه مطلع العام الجاري". وأكد غوتيريش بحسب البيان أن "زيارته للعراق هي للتعبير عن التضامن مع الشعب العراقي الذي يخوض الحرب ضد التطرف نيابة عن العالم، مشيدًا بوحدته الوطنية وانتصاراته العسكرية على عناصر "داعش"، وعبر عن ثقته بأن العراق قادم حتمًا إلى لعب دور أساسي في إحلال السلم والازدهار والتقدم في المنطقة والعالم".
أرسل تعليقك