طهران ـ مهدي موسوي
استقبل الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، وفدا سوريا برئاسة وزير الخارجية، فيصل المقداد، ونائبه، بشار الجعفري وقال رئيسي خلال لقاءه المقداد: "نسعى لتعزيز العلاقات بين طهران ودمشق ولا سيما الاقتصادية والتجارية"، مشيراً إلى أن "التبادل التجاري بين إيران وسوريا ليس في المستوى المطلوب ويجب العمل على رفع التبادل وتفعيل الامكانيات اللازمة بين البلدين". وأكد أن "سوريا تلعب دور مهم في المعادلات الإقليمية وهي الخط الأول للمقاومة ضد الصهاينة"، مديناً "انتهاك سيادة سورية من قبل دول أخرى". وعقبها، عقد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ونظيره السوري فيصل المقداد مؤتمراً صحافياً في طهران، تحدثا فيه عن أبرز الملفات على صعيد المنطقة وقال أمير عبد اللهيان "كان للقائد (الفريق الشهيد) قاسم سليماني دور مهم في الحرب على الإرهاب"، مؤكداً أن "إيران تتابع بدقة سعي الجماعات الارهابية لعودة عدم الاستقرار الأمني في العراق وسوريا، وتدعم دمشق في محاربتها الارهاب"، مشدداً على "ضرورة محاربة حكام المنطقة للارهاب". وأكد أن "إيران لا تقبل بالحضور الأجنبي في الأراضي السورية لأنه لا يصب في استقرار الأمن بالمنطقة"، مرحّباً بعودة العلاقات العربية والغربية مع سوريا.
وأشار أمير عبد اللهيان إلى أن إيران "لا ترى أن التصرفات الإسرائيلية تصب في صالح المنطقة"، كاشفاً أنه "في الأشهر المقبلة ستشهد منطقتنا تطورات جديدة" وعن مفاوضات فيينا، قال أمير عبد اللهيان إن "إيران قلقة من التنصّل من الاتفاق النووي وعدم اعطاء ضمانات"، مؤكداً أن "إدعاء بعض الأفرقاء الغربيين بأن إيران خرجت عن الاتفاق النووي لا أساس لها من الصحة". وأضاف: "ذهبنا بنيّة صادقة وجدية إلى مفاوضات فيينا من أجل رفع الحظر عن الشعب الإيراني، ونحن وراء اتفاق جيد يتبلور من خلال مفاوضات قوية وجادة". كما تحدّث الوزير الإيراني عن تأييد طهران تأليف حكومة شاملة في أفغانستان تنصب جهودها على محاربة الإرهاب، وشدد على أن بلاده "لن تتساهل ولن تجامل في حماية حدودها وعلى حكام أفغانستان إرساء الأمن على حدودهم". وقال المقداد إنه نقل للرئيس الإيراني رسالة مكتوبة من الرئيس السوري بشار الأسد، حيث وجّه فيها الأخير دعوة مكتوبة إلى رئيسي لزيارة سوريا.
وأضاف المقداد أنه "يجب أن يكون الشرق الأوسط منطقة سلام لا منطقة نفوذ استعماري"، معتبراً أن "الدول الغربية هي التي عارضت مقترح سوريا جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة نقلت آلاف الإرهابيين من سوريا إلى أفغانستان". المقداد دعا في سياق حديثه "الدول إلى الخروج عن صمتها فيما يتعلق بالعقوبات التي تستهدف الأطفال والناس المهمشين"، مرحباً "بكل الجهود التي ستقود لانهاء العقوبات التي ما زالت تمنع الدول من المجيئ إلى سوريا". وعن العراق، أضاف الوزير السوري: "نتطلع إلى توصّل الأطراف العراقيين إلى صيغة لإرساء الاستقرار وخروج القوات الأجنبية". وفيما يتعلّق بالاتفاق النووي، أكد المقداد أن "البرنامج النووي الإيراني سلميّ ويجب كشف كل الألاعيب الإسرائيلية"، مشيراً إلى أن "عرقلة التوصل لاتفاق نووي مع إيران هو خدمة لإسرائيل".
وأكد المقداد إن "العدوان الإسرائيلي المستمر على سوريا لا يمكن أن يمر من دون الرد عليه"، لافتاً إلى أنه "عندما تجد إسرائيل أن سوريا انتصرت بفضل جيشها وأصدقائها وحلفائها فإنها تلجأ إلى وسيلة العدوان". وأضاف أن "سوريا تردّ بأشكال مختلفة على الاعتداءات الاسرائيلية وذلك أحياناً من خلال ملاحقة فلول العملاء". وتابع: "يلاحظ البعض أن هناك تطورات تسير بشكل إيجابي في المنطقة وفيما يتعلق بالأوضاع في سوريا" المقداد دعا في سياق حديثه "الدول إلى الخروج عن صمتها فيما يتعلق بالعقوبات التي تستهدف الأطفال والناس المهمشين"، مرحّباً "بكل الجهود التي ستقود لانهاء العقوبات التي ما زالت تمنع الدول من المجيئ إلى سوريا". وقال إن"من يتدخّل لمنع التوصل إلى اتفاق تعاون اقتصادي بين دول المنطقة هي الدول الغربية".
وأضاف أن "زيارة وزير خارجية الإمارات الى دمشق كانت خطوة جيدة ونأمل ان تزداد مثل هذه المبادرات"، مشيراً إلى أن "وفداً رفيع المستوى حضر إلى طهران وتم الاتفاق على تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين". كما أشار إلى أن الهدف الاساسي للزيارة هو تعميق العلاقات الاقتصادية بين سوريا وإيران". وهذه هي الزيارة الثانية للمقداد إلى إيران منذ توليه منصب وزارة الخارجية، والأولى له في ظل الإدارة الإيرانية الجديدة برئاسة الرئيس إبراهيم رئيسي واستقبلت سوريا قبل أيام وفدا اقتصاديا إيرانيا كبيرا برئاسة وزير الصناعة والمناجم والتجارة رضا فاطمي أمين، حيث التقى كبار المسؤولين السوريين وشارك في افتتاح المعرض الإيراني التخصصي الذي انطلق في مدينة المعارض في التاسع والعشرين من الشهر الفائت.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
وفد سوري رسمي برئاسة المقداد في زيارة إلى طهران
فيصل المقداد يحمل مسؤولية عرقلة الحل السياسي في سوريا للدول الغربية وتركيا
أرسل تعليقك