موسكو ـ حسن عمارة
حركة طالبان مدعوة للمشاركة في محادثات دولية في موسكو بشأن الوضع في أفغانستان، في وقت تسعى الحركة لترتيب أوضاع البلاد التي سقطت في قبضتها غداة الانسحاب العسكري الأميركي منها.وأعلن موفد الكرملين إلى أفغانستان زامير كابولوف، وفق ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية، أن روسيا ستدعو "طالبان" إلى محادثات دولية حول أفغانستان في موسكو في 20 تشرين الاول/ أكتوبر.
ورداً على سؤال طرحه صحافيون روس على كابولوف عما إذا سيكون ممثلون عن الحركة التي سيطرت على الحكم في كابول منتصف آب/ أغسطس، مدعوين إلى المفاوضات، أجاب بـ"نعم". إلا أنه لم يحدد من هم المسؤولون في نظام طالبان الذين ستتم دعوتهم إلى هذه المحادثات. وأوضح كابولوف أيضاً أن روسيا ليست "على عجلة من أمرها" للتطرق إلى مسألة رفع عقوبات الأمم المتحدة التي تستهدف طالبان.
ودعيت الصين وإيران وباكستان والهند التي تشكل مع "مجموعة موسكو من أجل أفغانستان"، إلى هذه المحادثات الدولية التي لم يتمّ تحديد جدول أعمالها ولا مستوى التمثيل فيها. وسيعقد هذا المؤتمر الدولي بعد قمة استثنائية لمجموعة العشرين مخصصة للبحث في الوضع الإنساني الحساس في أفغانستان في 12 أكتوبر.
وأشار كابولوف إلى أن روسيا تعمل على الترتيبات العملية لإرسال المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان، مضيفاً أنه يتم جمع «معدات» لإرسالها.
واستضافت موسكو مؤتمراً دولياً بشأن أفغانستان في مارس أصدرت خلاله روسيا والولايات المتحدة والصين وباكستان بياناً مشتركاً يدعو الأطراف الأفغانية المتحاربة آنذاك إلى التوصل إلى اتفاق سلام وكبح العنف. كما دعت طالبان إلى عدم شن أي هجمات خلال الربيع والصيف.
وبعدها سحبت الولايات المتحدة وحلفاؤها قواتهم من أفغانستان بعد 20 عاماً من الحرب، واستولت طالبان على السلطة في تقدم خاطف وانهارت الحكومة السابقة.
وقالت الرئاسة في طاجيكستان إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس إمام علي رحمان بحث فيه الزعيمان الوضع الأمني المتعلق بالتطورات الأخيرة في أفغانستان.
وكانت ممثلة برنامج الأغذية العالمي في أفغانستان ماري إيلين ماكغرورتي حذرت الأربعاء من أن الأزمة الإنسانية في هذا البلد تتفاقم بوتيرة وسرعة قياسيتين، مطالبة المجتمع الدولي بتقديم مزيد من الدعم. وخلال مؤتمر عبر الفيديو مع صحافيين في الأمم المتحدة في نيويورك، قالت ماكغرورتي ومقرها في كابول «إنها المرة الأولى التي أشهد فيها أزمة كهذه تتفاقم بوتيرة ونطاق» بهذا الحجم.
وهي أوضحت "كانت هناك أزمة إنسانية بأبعاد لا تصدق" قبل استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان في منتصف آب/ أغسطس، وكانت تطال نحو 18 مليون شخص. وأشارت إلى أن هذه الأزمة «آخذة في التفاقم وتزداد سوءاً»، موضحة أن برنامج الأغذية العالمي بصدد إعادة تقييم معطياته.
وقالت «نتوقع أن ترتفع الأرقام خصوصاً فيما يتعلق بالغذاء وسوء التغذية»، مشيرة كذلك إلى وجود «أزمة سيولة» في البلاد تشكل برأيها مبرراً لإبداء المجتمع الدولي مزيداً من السخاء، لا سيما وأن موسم الشتاء القارس في أفغانستان بات على الأبواب.
ولدى سؤالها حول ما إذا تعيق طالبان وصول المساعدات الإنسانية، ردت المسؤولة الأممية بالنفي.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك