قتل نحو أربعين شخصًا في تفجير انتحاري استهدف تجمعاً لطالبي التجنيد في مدينة المكلا في محافظة حضرموت شرقي اليمن. وقال شهود عيان صباح اليوم الأحد إن "إنتحارياً فجر نفسه وسط طلاب التجنيد في بوابة معسكر النجدة في مدينة المكلا أثناء توافدهم إلى مكان للتسجيل في التجنيد العسكري، ما أدى الى مقتل 40 منهم وجرح آخرين".
وحسب الشهود، فقد نقل العشرات من الجرحى إلى عدة مستشفيات في مدينة المكلا من ضمنها مستشفى "ابن سيناء"، لافتين إلى أن العدد مرشح للزيادة نظراً لوجود حالات حرجة بين الجرحى”. وأضاف هؤلاء الشهود أن مستشفى "ابن سينا" ناشد سكان المكلا، سرعة الحضور والتبرع بالدم لإنقاذ العشرات من الإصابات الخطيرة.
كذلك قُتل 10 أشخاص، مساء السبت، جراء تجدد للمعارك بين مسلحي جماعة "الحوثي وصالح"، من جهة، والمقاومة الشعبية الموالية للحكومة اليمنية، من جهة أخرى، في محافظة الضالع جنوب اليمن.
وحسب مصدر ميداني ، فإن "4 من مسلحي الحوثيين، وقوات صالح، و2 من عناصر المقاومة الشعبية، لقوا حتفهم، جراء تجدد للمعارك عنيفة بينهم شمالي بلدة مريس، بالضالع، فضلا عن إصابة العشرات لم يحدد عددهم".
وأشار أن العشرات من الحوثيين وقوات صالح، تقدموا إلى موقع "بيار" شمالي "مريس"، مسنودين بقصف مدفعي وصاروخي مكثف من مواقع تمركز مدفعيتهم من اتجاه مدينة "دمت" في الضالع. وأضاف المصدر، أن مدفعية المقاومة ردت على مصدر إطلاق القذائف، وقصفت بالرشاشات وقذائف الهاون وبي إم بي مواقع للحوثيين، في معارك دارت أكثر من 3 ساعات.
وفي تعز قتل أربعة أشخاص، بينما أُصيب 11 آخرون، السبت، في قصف شنه الحوثيون، وقوات صالح، على أحياء سكنية، ومواجهات مع المقاومة الشعبية، في مدينة تعز، حسب مصدر طبي. وقال المصدر، إن مدنيا قتل، بينما أُصيب خمسة آخرون، جراء قصف حوثي على أحياء سكنية شرق ووسط مدينة تعز.
بدوره أكد مصدر بالمقاومة الشعبية، مقتل ثلاثة من أفرادها، وإصابة ستة آخرين، في مواجهات مع الحوثيين وقوات صالح، غربي تعز وشرقها.
وصدت مقاتلات التحالف العربي محاولة تقدم عسكري لمليشيات الحوثي وصالح باتجاه مواقع الجيش والمقاومة شرق العاصمة اليمنية صنعاء .
وقالت مصادر خاصة إن مقاتلات التحالف العربي نفذت مساء السبت غارتين جويتين استهدفتا آليات عسكرية للمليشيات كانت في طريقها لتنفيذ هجوم على مواقع الجيش والمقاومة في مديرية نهم شرق صنعاء .
وفي الرياض، وجه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مساء السبت خطاباً مهما للشعب اليمني في الداخل والخارج بمناسبة الذكرى الــ 26 للعيد الوطني للجمهورية اليمنية الذي يصادف اليوم الاحد في 22 أيار/ مايو.
وقال رئيس الجمهورية "ان الوحدة المباركة قد تعرضت للغدر من اولئك الذين حاولوا استثمارها لتثبيت مجد مزيف وعظمة لم تكن لائقة بهم ولا تصلح لتكون في قاموسهم المليء بالمكر والخديعة والزيف ، فعملوا على تحويل الجمهورية اليمنية العظيمة الممتدة على مساحة شاسعة إلى ضيعة لهم ولعائلتهم يأكلون خيراتها ويرمون بالفتات لسائر أبناء الشعب اليمني العظيم".
واضاف هادي في خطاب " لقد ذهبنا للمشاورات في الكويت وهدفنا إنهاء الانقلاب وإحلال السلام وإيقاف نزيف الدم اليمني الغالي ووقف الدمار والآلام والمآسي ، ذهبنا نحمل همكم جميعاً رجالاً ونساء شباباً واطفالاً من صعدة الى المهرة ومن الحديدة الى المكلا ،وقدمنا التنازلات من أجلكم ، وصبرنا و تحملنا امام اللامبالاة التي يمارسها الانقلابيون ، وقدمنا المرونة الكاملة باعتبارنا مسؤولين نشعر بمسؤوليتنا عنكم ، وكل يوم تثبت تلك المليشيات ان لا همّ لهم إلا السلطة".
واكد رئيس الجمهورية أن اليمن لن يكون مكاناً للمناورة ولن نقبل ان يكون ممراً خلفياً يعبر منه المتسللون لإقلاق الأمن الاقليمي عبر وكلاء هنا او هناك يفتقدون البصر ويقامرون في زمن لم تعد المقامرة فيه إلاصورة جلية للخيانة والغدر. واشار إلى ان مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل جاءت لتضع الحد الفاصل بين وحدة الشعب ووحدة الأشخاص الباحثين عن المجد المزيف ، وصاغت نموذجاً راقياً يضمن بقاء الوحدة ويزيل التشوه الذي لصق بها جراء المتسلقين على نضالات شعب كامل .
وقال الرئيس هادي" إن اليمن الاتحادي القوي المتماسك ليس مشروعي فقط بل هو مشروعكم و مشروع ابائكم الذين ظلموا من قبلكم و الذين تم الانقلاب عليهم وعلى مشروعهم خلال الخمسين عاماً الماضية ، وأن هذا المشروع الذي دافعتم و تدافعون عنه يُعتبر ضماناً ضرورياً واجباً لمقاومة الانقلاب وتأمين البلاد من مستقبل مظلم أسود الملامح".
وفي الكويت أعلن المتحدث الرسمي باسم وفد "الحوثيين"، محمد عبد السلام، أن وفدهم المشارك في مشاورات الكويت، "جاء لإجراء حوار سياسي، وليس لتنفيذ إملاءات، ولن نتنازل في السياسة عما رفضناه في الحرب"، على حد قوله، معبرًا في الوقت ذاته عن أملهم في عودة وفد الحكومة، الى طاولة المشاورات "إذا كان يريد حوارًا حقيقًا".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها، عبد السلام، خلال مؤتمر صحفي، عقده مساء السبت، في الكويت، حيث قال: إن "تعليق المشاورات أو الانسحاب من الجلسات لا يؤدي إلى حل"، لافتا إلى "جاهزية وفدهم"، وأنهم يلتقون بالمبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بشكل يومي، بحسب قوله.
واتهم وفد الحكومة، بـ"الانسحاب ثلاث مرات من المشاورات، أولها من لجنة التهدئة والتنسيق بحضور، ولد الشيخ، وعطلوا الجلسات لفترة، وثانيها تحت دعاوى ما حصل في، لواء العمالقة، في محافظة عمران، شمال صنعاء، وثالثها، تحت دعاوى أن هناك اختلاف على المرجعيات".
وأكد عبد السلام، أنه لا بد أن تكون هناك "حكومة توافق وطني يشارك فيها الجميع، بشخصيات توافقية خاصة رئيس الوزراء، وأن يتم تشكيل لجنة عسكرية مهمتها الحفاظ على المؤسسة الأمنية والعسكرية". وأضاف: "نريد ضمانات بعدم وصول فريق إلى الحكم في اليمن يمارس الاستبداد بالسلطة، ومن غير الوارد أن تبقى الحكومة الحالية حاكمة في البلاد كما كانت قبل الحرب".
أرسل تعليقك