احتلَّت الأزمتان السورية واليمنية المحورين الأبرز في محاور المناقشات التي بدأها مساء السبت "منتدى الدوحة السادس عشر". ودعا محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية القطري، فصائل المعارضة السورية للوحدة بعيدا عن "المصالح الضيقة"، مؤكدا، أن "الكارثة الإنسانية في سورية لن تنتهي إلا بإلزام نظام بشار الأسد، بتنفيذ مقررات اتفاق "جنيف 1".
وقال الوزير القطري كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذي انطلق مساء أمس، في العاصمة القطرية، تحت شعار "الاستقرار والازدهار للجميع"، بحضور أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إن "الشعب السوري يستحق قيادة موحدة لفصائله المعارضة بعيدا عن المصالح الضيقة التي لا تجدي نفعا"، معتبرا أن "الانقسامات لن تمكن الفصائل من تحقيق نظام سياسي ديمقراطي أو غير ديمقراطي".
وأشار محمد بن عبدالرحمن ، الى أن "تقاعس المجتمع الدولي عن وضع حد للجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، هو العامل الرئيسي في تأزم الأوضاع في سورية". وقال إن "الحل النهائي للأزمة السورية، أصبح مرهونا بإرادة واضحة للقوى الدولية الفاعلة، لتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لتكون هناك جدوى من المفاوضات بين المعارضة السورية والنظام".
وأضاف أن "الكارثة الإنسانية في سورية لن تنتهي إذا لم تتخذ الإجراءات التي تلزم النظام السوري، بتنفيذ مقررات اتفاق (جنيف1)، التي تنص على تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، وقررات مجلس الأمن ذات العلاقة".
وفي الشأن الفلسطيني، قال وزير خارجية قطر "تحتاج منطقة الشرق الأوسط للسلام، والأمن، والاستقرار، والتهديد الرئيسي لذلك، هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي وممارساته، دون حساب من المجتمع الدولي".
وتابع "لقد وصلت عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية بالرعاية الأميركية إلى طريق مسدود، بسبب عدم وجود أساس متفق عليه في المفاوضات وإخضاعها لمنطق القوة".
وفي الشأن العربي، قال وزير خارجية قطر: "إن تحقيق المصالحات الوطنية الشاملة في منطقتنا العربية، والتوافق على عملية التغيير، هي الضمان لعملية الأمن والاستقرار".
وعلى هامش المنتدى، أكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن “اليمن يشهد حاليا دعما دوليا لم يعرفه من قبل ونأمل أن يستفيد الأطراف من هذه الفرصة التاريخية وأن يوحدوا الجهود لضمان أمن الوطن والمواطن.”
وقال بيان صادر عن المركز الإعلامي للمبعوث الأممي إن ولد الشيخ وصل إلى الدوحة مساء السبت للمشاركة في اللقاء الذي جمع أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني على هامش منتدى الدوحة في دورته السادسة عشر.
وأشار البيان إلى تأكيد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي حضر الاجتماع على عودة الوفد الحكومي الى طاولة المشاورات في الكويت وحثَّ الوفد على بذل أقصى الجهود للتوصل إلى حل سياسي شامل.
من جهته، قال وزير الخارجية اليمني رئيس الوفد الحكومي المفاوض عبدالملك المخلافي الموجود في الدوحة، إن وفد الحكومة الشرعية سيعود الى الكويت، لإعطاء المشاورات “فرصة أخيرة” بعد ضمانات إقليمية ودولية للالتزام بالنقاط الست التي طالب بها وفده في المفاوضات مع المتمردين.
وأضاف المخلافي في تغريدات على حسابه بموقع “تويتر” “من جديد تؤكد الحكومة اليمنية لشعبنا وللمجتمع الدولي أنها مع السلام، وعلى الطرف الآخر ان يبادر لاغتنام فرصة السلام، ولا يضيعها كما أضاع سابقاتها”.
وأشار المخلافي إلى أن رئيس الجمهورية منصور هادي “عقد لقاء قمة مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وأجرى اتصالا بأميردولة الكويت صباح الأحمد الصباح”.
ودعا بان كي مون، الأطراف اليمنية المشاركة في مشاورات الكويت، إلى “إظهار المرونة والحكمة، من أجل التوصل لاتفاق سلام يحقق مستقبل أفضل لليمن” وفقاً لتعبيره.
هذا ويناقش المنتدى، الذي يتحدث فيه 58 شخصية، ويوتواصل على مدار 3 أيام، قضايا حيوية مثل الاقتصاد، والطاقة، والأمن، والدفاع، كما يشارك في أعماله عدد من ألمع السياسيين، والخبراء والأكاديميين، وصناع القرار.
أرسل تعليقك