واشنطن ـ رولا عيسى
لفتت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إلى أن العام الجديد سيجلب "الفخر والثقة المتجددان" لبريطانيا، وسط سعيها معالجة انقسام خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ورسم خط لـ12 شهرًا المضطربين، واستخدمت رسالتها للعام الجديد للإشادة بالتقدم الجيد الذي أحرزته في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولكنها أوضحت أيضًا أن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي لم يكن "أحد حدود طموحاتنا".
وبعد 12 شهرًا من المعاناة المتمثلة في الانقسام الأوروبي، والهجمات المتطرفة في لندن ومانشستر، واستقالة مجلس الوزراء، ونتائج الانتخابات العامة، أكدت ماي أن "أي عام يأتي بتحدياته"، ولكنها سعت إلى استخدام لهجة متفائلة بإشادتها أنه "عام التقدم" للمملكة المتحدة، مُصرة على أن الانقسامات التي خلفها استفتاء الاتحاد الأوروبي كانت في الماضي، حين أرادت معظم الشعوب من الحكومة مواصلة العمل وتحقيق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
واستخدم جيرمي كوبرين، رئيس حزب العمل رسالته للعام الجديد، قائلًا إن حزبه كان على حافة السلطة، مدعيًا أن التوافقات السياسية القديمة قد انتهت، وفي رسالة فيديو مسجلة من مقر الحكومة البريطانية، قالت ماي "بالطبع كل سنة تأتي بتحدياتها، وهذا ينطبق على كل واحد منا شخصيًا، بقدر ما ينطبق على بلادنا والعالم، ولكن الاختبار الحقيقي ليس قدوم التحديات، ولكن كيفية مواجهاتها، فهل ستسمح للتحديات بالتغلب عليك أو التعامل معها وتتبعها لحلها".
وواصلت ماي قولها: "أعتقد أن عام 2018 يمكن أن يكون عام تجديد الفخر والثقة في بلدنا، إذ أنه العام الذي سنواصل فيه إحراز التقدم نحو صفقة ناجحة للخروج من الاتحاد الأوروبي، واقتصاد يتناسب مع المستقبل، ومجتمع أقوى وأكثر إنصافًا للجميع".
وفي إشارة إلى فضيحة التحرش الجنسي التي اجتاحت وستمنستر في أكتوبر/ تشرين الأول، بينت ماي، أن لكل شخص الحق في أن يتعامل باحترام، وهذا يعني أماكن عمل آمنة خالية من التحرش، واستهدفت أيضًا الإشادة التي يتعرض لها السياسيون على شبكة الإنترنت، داعية إلى النقاش البناء والمهذب في التعامل مع بعضنا البعض، قائلة إن الذكرى المئة للنساء اللواتي منحن التصويت يجب أن تصنف بـ"التعهد بالقضاء على كافة أشكال التحامل والتمييز من جانب مجتمعنا".
وفي الوقت ذاته، استخدم كوربين رسالته لمهاجمة النخبة التي تخدم نفسها، والنظام الفاشل الذي يكافئ الأغنياء، ويزيد من صعوبة حياة الناس العاديين، قائلًا "انتهى التوافق السياسي القديم، نحن نبحث عن المركز الجديد في السياسة البريطانية، ونؤيد الأشياء التي يريدها معظم الشعب ولكن يتم حظرها من قبل المصالح المكتسبة، نحن حكومة قريبة من تولي السلطة والحكم، في حين أن المحافظين ضعفاء ومنقسمين وعالقين في الروتين الذي عفا عليه الزمن مع عدم وجود أفكار جديدة"، وأضاف " يتمثل أمل بريطانيا الجديد في إدارة مصالح الكثيريين وليس القلة، وهو أقرب من أي وقت مضى، فسويًا يمكننا ذلك، وسوف ننفذه".
أرسل تعليقك