دمّر طيران الجيش والتحالف الدوليّ أكثر من 30 هدفًا لـ"داعش"، بين معسكر ومضافة تابعة لهم، في المناطق الغربيّة، التي يسيطر عليها التنظيم، في حين أعلن محافظ البصرة ماجد النصراوي، اليوم الأربعاء، أن رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمر بإجراء بعض التغييرات في القيادات الأمنيّة في المحافظة.وقال مصدر محليّ في الأنبار إلى "العرب اليوم"، إن "طائرات القوة الجويّة والجيش وطيران التحالف الدوليّ شنت ضربات عدّة، على مواقع تابعة لـ"داعش" في مناطق عانة وراوة والقائم غرب الأنبار"، مضيفًا أنّ "الضربات أسفرت عن تدمير أكثر من 30 موقعًا لـ"داعش"، ما بين معسكر تدريبيّ ومضافة ومخازن أسلحة تابعة لهم"، مبينًا أنّ "تلك العمليات الاستباقيّة تمهيدًا لاقتحام المدن وتحريرها".
إلى ذلك، أعلنت قوات التحالف الدوليّ شنّ 13 غارة على مواقع ومسلحي "داعش" في العراق وسورية، خلال الساعات الـ24 الأخيرة، وقالت القيادة المركزية لعمليات قوات التحالف، في بيان اليوم الأربعاء، إنها "استهدفت مواقع "داعش" في العراق، من خلال ثماني غارات قرب مدن القائم وبيجي والموصل والقيارة وسنجار"، مضيفًا "نفذت خمس غارات ضد مواقع التنظيم في سورية قرب البوكمال والشدادي والرقة".
وأفادت قيادة العمليات المشتركة أن قوات الجيش توغلت في ستة أحياء داخل مدينة الموصل، وقال قائد عمليات "قادمون يا نينوى"، نائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبد الأمير يارالله، إن "قطعات الفرقة المدرعة التاسعة واللواء الثالث الفرقة الأولى تمكنت من التوغل داخل حي الانتصار، وجديدة المفتي، والسلام، ويونس السبعاوي، وفلسطين ضمن المحور الشرقي".
وذكر بيان لوزارة الدفاع ورد إلى "العرب اليوم" نسخة منه أن "طائرات التحالف الدوليّ نفذت ضربات جوية عدة دعمًا للقوات البريّة العراقيّة ضمن قاطع عمليات "قادمون يا نينوى" أمس الثلاثاء أسفرت عن مقتل 58 متطرفًا، وتدمير 3 عجلات ملغومة، وتدمير 10 انفاق وعجلات تحمل عدد من مسلحي "داعش" وخمسة مدافع".
وفي سياق متصل، أكد بيان آخر للوزارة، أن "مديرية الاستخبارات العسكريّة تمكنت من إلقاء القبض على شبكة متطرفة مكونة من ثلاثة عناصر، ينتمون لما يسمى ولاية بغداد التابعة لـ"داعش" المتطرف، بحوزتهم عدد من العبوات الناسفة شديدة الانفجار وعبوات لاصقة وحزام ناسف ورمانات يدوية هجوميّة، وعدد كبير من أجهزة الموبايل المستخدمة في تفجير العبوات".
وبيّن أن الخلية "كانت تنوي هذه الزمرة استهداف المواطنين في الأسواق والمحال التجاريّة في بعض مناطق العاصمة بغداد"، وتابع "كما كانت تنوي الخلية "الإرهابية" من خلال الاعترافات استهداف القوات الأمنيّة وأبناء الجيش العراقيّ في محاولات يائسة، تؤكد إفلاس "العصابات الإرهابية" التي باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة في محافظة نينوى، وبقية المناطق الأخرى، التي تشهد انتصارات كبيرة للقوات الأمنيّة، وأصبحت محطّ إعجاب وتقدير العالم بأسره".
وأقدم تنظيم"داعش" المتطرف على جرف قرى للمكوّن العربيّ في جنوب الموصل، بعدما أفرغها من السكان ودفع بهم إلى المجهول، مثلما فعل عند اقتلاع الأقليّات من سهل نينوى، ورسم حدود الأرض بالدماء والخراب.
وتنشر "سبوتنيك" صورًا لقرية كرمردي ضمن قضاء مخمور جنوب شرق الموصل، مركز نينوى، قبل وبعد تجريفها وتدميرها على يد عناصر تنظيم "داعش" قبل أن تحررها القوات العراقية من قبضتهم، في آذار/ مارس من العام 2016 الجاري.
وحسب الصور التي حصلت عليها "سبوتنيك" من مصدر أمنيّ من أهل القرية، بعدما عاد لها وقارن ملامحها قبل تحطيم وإحراق منازلها القليلة وعائلاتها التي يقدر عددها بنحو 50 عائلة عربيّة أغلبها من عشيرة اللهيب.
وما زالت العائلات التي هجرها تنظيم "داعش" من قرية كرمردي، تعاني النزوح بين مناطق محافظة كركوك، وقرى العوسجة والقيارة والحاج علي في شمال العراق، تعاني صعوبة في العودة مرة أخرى إلى منازلها بانتظار الموافقات الأمنية، رغم مضي أكثر من سبعة أشهر على تحرير القرية.
وذكر بيان لبثعة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، "في الأسبوع الماضي، افتتحت المفوضية مخيم العلم بالقرب من تكريت التي تستقبل حالياً 180 عراقيًا مع توقع المزيد من الواصلين الجدد".
وأضاف أنه "من المقرر أن يتمّ افتتاح مخيم أمالا، بالقرب من تلعفر، في الأسبوع المقبل، ومع المخيمين الجديدين، سيرتفع مجموع عدد المواقع التابعة للمفوضية، التي تستقبل النازحين من جراء الهجوم على الموصل إلى ستة مواقع".
ولفت البيان الى أن "قرار فتح المخيمين الجديدين أتى مع وصول قدرة استيعاب المواقع القائمة إلى حدها الأقصى، فالمخيمات التي تديرها أو تدعمها المفوضية قد امتلأت، وهي تحذر من أن المساحة قد نفدت في المخيمات، لإيواء العائلات النازحة إلا في حال تمّ إيجاد مواقع جديدة قريبًا".
هذا ويثير الملف الأمنيّ في محافظة الأنبار هواجس كثيرة لدى حكومتها المحليّة والأهالي، الذين باتوا يخشون من مخاطر عودة تنظيم "داعش"، لاحتلال مدنها الرئيسة، بينما يشكو مسؤولوها من مماطلة وزارة الداخليّة، وتعطيل عمل 20 فوجًا من شرطة المحافظة.
وقال عضو اللجنة الأمنيّة في المحافظة راجع بركات، إنّ "انتقال القوّات المقاتلة إلى الموصل، تسبب بنقص في أعداد القطعات العسكريّة في محافظة الأنبار"، مبيناً أنّ "القوات الأمنيّة وضعت خططًا للتقدم نحو مناطق غرب المحافظة لتحريرها من سيطرة "داعش" الذي ما زال ممسكًا بها".
وأضاف أنّ "القطعات لم تتحرّك نحو تلك المناطق، بسبب نقص الأعداد، وحاجتها لتعزيزات عسكريّة ساندة كاحتياط لحدوث أي طارئ"، مشيرًا إلى أنّ "ذلك تسبب بتعطيل إكمال تحرير المحافظة"، مشيرًا إلى أنّه "بالإضافة إلى هذا النقص، فإنّ وزارة الداخليّة ما زالت تماطل بإعادة 10 آلاف منتسب في شرطة المحافظة، والذين تم تصفير رواتبهم منذ فترة طويلة"، مبينًا أنّ "هؤلاء المنتسبين متوقفون عن العمل وهم يشكّلون 20 فوج طوارئ، وهذا خلل كبير ونقص في أعداد الأجهزة الأمنيّة المكلفة بحفظ أمن المحافظة".
وتابع بركات قائلاً "كحكومة محليّة خاطبنا الوزارة والحكومة مرات عدّة، وطالبنا بحسم هذا الملف، وأنّنا لم نحصل من الوزارة إلّا على الوعود فقط، من دون تنفيذ، فهي (الوزارة) لم تتخذ قرارًا واضحًا بإعادتهم ولا بتعيين بدل عنهم، وبقيت الـ10 آلاف درجة وهي من حصة المحافظة شاغرة ولا حلّ لها"، مشدّدًا على أنّ "كلّ هذه الأسباب تؤشّر إلى خلل أمنيّ كبير، وتضع كل من في المحافظة في دائرة خطر عودة تمدّد التنظيم فيها، إذا لم تتخذ قرارات صارمة بهذا الاتجاه".
من جهته، انتقد القيادي العشائري في المحافظة، الشيخ خالد الدليمي، "إهمال الحكومة للملف الأمنيّ في محافظة الأنبار"، وقال إنّه "من غير المعقول أن نحرّر أغلب مناطق المحافظة، ونترك بها مناطق قليلة تشكل خطرًا عليها، وقد تتسبب بإضاعة ذلك النصر وإضاعة كلّ الجهد والتضحيات التي قدمناها لأجل إحرازه"، مشيرًا إلى أنّ "المناطق الغربيّة في المحافظة، ما زالت تواجه هجمات متفرقة من التنظيم، الذي يسيطر على مناطق عنة وراوة والقائم حتى الآن، وفي كلّ هجوم تتصدّى له القوات الأمنيّة والعشائر، وتقدّم تضحيات كبيرة لصّده".
وأكد الدليمي أنّ "هذه المعالجات للهجمات تكلفنا الكثير، ونحن نحتاج إلى اقتلاع هذا الخطر من جذوره، وتحرير تلك المناطق لتطوى صفحة وجود داعش في الأنبار"، مشيرًا إلى أنّ "الحكومة يتحتّم عليها إرسال تعزيزات لحسم هذا الملف، خصوصًا وأنّ معركة الموصل تأخذ وقتًا، ولا يمكن أن نترك الأنبار في دائرة الخطر، فالملف الأمنيّ في كل المحافظات هو ملف واحد".
يشار إلى أنّ مساحات كثيرة من محافظة الأنبار وتحديدًا غربها، ما زالت تحت سيطرة تنظيم "داعش"، الذي يستخدمها قاعدة لتحرك عناصره، وشن الهجمات على مناطق أخرى من المحافظة.
فيما أفاد مصدر في قيادة عمليات الأنبار، اليوم الأربعاء، عن العثور على عبوات ناسفة وخزانات مواد متفجرة وصواريخ في المحافظة، وقال إن "قوة من الفرقة الثامنة بالجيش تمكنت من العثور على 17 عبوة ناسفة و47 خزانا سعة 20 لترا مملوءة بمادةC4 في منطقة الخمسة كيلو غرب الرمادي".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "قوة أخرى من نفس الفرقة، تمكنت من العثور على ثماني عبوات ناسفة وثلاثة صواريخ منجنيق وصاروخين محليي الصنع وثلاثة صواريخ موجهة في منطقة القرية العصرية، شمال غربي الرمادي".
يذكر أن القوات الأمنيّة تواصل عمليات تطهير المناطق المحررة في الأنبار، من الألغام والعبوات الناسفة، فضلا عن عثورها على أكداس من المواد المتفجرة والصواريخ في تلك المناطق.
وفي الشأن السياسي، أعلن محافظ البصرة ماجد النصراوي، أن رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمر بإجراء بعض التغييرات في القيادات الأمنيّة في المحافظة، وقال إن اجتماعًا وصفه بالجيّد جمعه مع رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، ناقش فيه الوضع الأمنيّ في البصرة وعمليات السطو المسلح والسرقة، التي تحدث في المحافظة بين الحين والآخر، والتي كان آخرها سرقة 48 كغ من الذهب من ثلاث محال، في سوق القسم في منطقة الحيانية وسط المحافظة، قبل أن تتمكن الأجهزة الأمنيّة من إلقاء القبض على عدد من الضالعين بعمليّة السرقة واستعادة 5 كغ من الذهب المسروق.
وأضاف النصراوي أن الحكومة الاتحاديّة شددت على ضرورة أن تشهد الفترة المقبلة إجراء تغييرات على مستوى القادة الأمنيين.
أرسل تعليقك