شنّت طائرات التحالف الدولي، غارات جوية على الساحل الأيمن لمدينة الموصل، وتمكنت من قتل ثلاثة من قادة تنظيم "داعش"، بينما قتل 28 متطرفًا بينهم قادة في التنظيم، إثر قصف للقوة الجوية العراقية على قضاء تلعفر في نينوى، يأتي ذلك في وقت أقر قائد القوات الأميركية في العراق، الثلاثاء، باحتمال وجود دور للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، في انفجارات في الموصل أودت بحياة مدنيين في الشهر الجاري، وقال إن التحقيقات جارية وإن "داعش" مسؤول أيضا.
وقال اللفتنانت جنرال ستيف تاونسند في بيان صحافي، في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، من العراق، "تقييمي الأولي هو أنه ربما كان لنا دور في هذه الخسائر البشرية. الآن هذا ما لا أعلمه. ما لا أعلمه هو هل جمعهم العدو هناك؟ لا نزال نحتاج لإجراء بعض التقييمات". وظهرت روايات متضاربة منذ انفجار يوم 17 مارس/آذار في حي الجديدة في غرب الموصل حيث تخوض القوات العراقية مدعومة بضربات جوية أميركية قتالًا لإخراج" داعش"، من ثاني أكبر مدينة في البلاد.
ويوجد محققون في المدينة لتحديد ما إذا كان الانفجار نجم عن ضربة جوية للتحالف، أم متفجرات تخص تنظيم "داعش"، ودمر الانفجار مبان، وربما تسبب في مقتل أكثر من 200 شخص. وقال تاونسند "انطباعي الأولي هو أن العدو له يد في ذلك. وأيضا يوجد احتمال أن تكون للضربة التي وجهناها دور". ومضى يقول "أعتقد أنه سيكون نوعًا من التداخل على الأرجح ولكن لا استطيع حقا أن أقطع بذلك وعلينا فقط الانتظار لحين انتهاء التحقيق".
وأكدت مديرية الاستخبارات العسكرية في بيان لها، أنه "بناء على معلومات للمديرية، دمَّر طيران التحالف الدولي مقرًا لقادة داعش من الأجانب في حي التنك، خلف سوق المعاش بالجانب الأيمن من الموصل". وأوضحت أن "الضربة قتلت كل من المتطرف أحمد مازن الملقب أبو عودة وهو نرويجي الجنسية، مسؤول الاستخبارات العسكرية لولاية نينوى، والمتطرف ابراهيم الشافي الملقب أبو خطاب، وهو مصري الجنسية المسؤول الشرعي لولاية نينوى، والمتطرف محمد عبد الرحمن الملقب أبو هاشم وهو بلجيكي الجنسية من أصول جزائرية مسؤول تجنيد المهاجرين الأجانب.
وذكر بيان لخلية الإعلام الحربي، أنه "استنادًا لمعلومات وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية نفذت القوة الجوية عدة ضربات، أسفرت عن "تدمير وكر أمني تابع للعناصر داعش مع أعطاب كافة الأسلحة الموجودة داخل الوكر منها رشاش نوع أحادي، قتل ٥ متطرفين ومن ضمنهم قيادي من أحد العناصر الأمنية البارزة لدى داعش في قضاء تلعفر".
وأضاف، "تدمير معمل لتفخيخ العجلات مع قتل ١٥متطرفًا اغلبهم أجانب، كانوا بداخلة مع أعطاب كميات كبيرة من الأسلحة، وحرق ما تبقى من المواد والجليكانات المفخخة مع تدمير عجلة، كانت بداخله في قضاء تلعفر - قرية حسنوكي". وتابع البيان أنه تم "تدمير وكرا لعمليات داعش مع معمل تفخيخ واعطاب كميات كبيرة من الأسلحة، كانت داخل المعمل وقتل مايقارب ١٨ متطرفًا في قضاء تلعفر".
وكشف إعلام الحشد الشعبي، أن "قوات الحشد الشعبي أحبطت تعرضًا فاشلًا كبيرًا لداعش انتهى بقتل ٣٠ عنصرًا، منهم على يد أبطال قاطع اللواء العاشر /الحشد الشعبي". وأشار البيان إلى أن "التعرض استمر لمدة 6 ساعات متواصلة"، لافتًا إلى أن "عناصر داعش تعرضوا بـ 13 عجلة ملغومة فجرت كلها قبل الوصول إلى أهدافها". وقالت مصادر محلية إن مسلحين مجهولين قتلوا يوم الثلاثاء خمسة من مسلحي تنظيم "داعش"، في منطقة غير محررة في الساحل الأيمن لمدينة الموصل ثم لادوا بالفرار.
وأوضحت المصادر في تصريحات صحافية، أن "أربعة رجال مسلحين هاجموا نقطة أمنية تابعة لتنظيم داعش المتطرف في منطقة الإصلاح الزراعي، في الساحل الأيمن للموصل (المحور الغربي) والتي ماتزال غير محررة". وأضافت المصادر أن "المسلحين تمكنوا من قتل 5 من عناصر داعش وإصابة خامس بجراح خطرة والاستيلاء على أسلحتهم والفرار إلى جهة مجهولة". وفي سياق ذي صلة، قال المصدر ذاته، إن القوات العراقية كثفت قصفها على مواقع تنظيم داعش في حي اليرموك، في الساحل الأيمن لمدينة الموصل بعد ساعات من اقتحامه.
وبيّنت المصدر، أن "القوات العراقية بدأت بقصف مواقع تنظيم داعش، بنحو مكثف في حي اليرموك جنوب مدينة الموصل، في إطار مهمة تحريره التي تخوضها منذ ساعات". وقال المصدر، أن قوات مكافحة التطرف اقتحمت حيي المغرب واليرموك غرب الموصل، تمهيدًا لاستعادتها من تنظيم "داعش". واعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي أنه سيشارك في مؤتمر القمة العربية المقرر عقدها في العاصمة الأردنية عمان، مؤكدًا أن العراق سيحضر القمة وهو قوي ومنتصر وموحد، بعد تحرير الجزء الأكبر من أراضيه وتحقيق انتصارات على عناصر" داعش" المتطرفة.
وواصل في المؤتمر الأسبوعي الذي عقد في بغداد، عقب جلسة لمجلس الوزراء أن "العراق سيقدم رؤيته خلال القمة العربية، بشأن ضرورة تحقيق التكامل بين الدول العربية، وأن العراق يمكن أن يكون له دورًا مهمًا، لارساء الأمن والاستقرار في المنطقة". وأضاف العبادي "طرحنا على مؤتمر القمة أن نعطي املًا للشباب العربي، وأن يكون هناك نوعًا من التكامل والانسجام بين الشعوب كون التطرف يريد تقسيم بلداننا". وفي محور آخر أكد العبادي "التزام القوات الأمنية بجميع صنوفها بتحرير الإنسان قبل الأرض"، مشيرًا إلى محاولة البعض الانحياز إلى داعش وتوجيه الاتهامات إلى القوات الأمنية.
ونوه إلى أن "مجلس الوزراء تطرق إلى قتل المدنيين الأبرياء من قبل داعش"، مؤكدًا أنه "لا مكان لداعش في العراق". وتطرق العبادي بالقول "بعض قرارات مجلس الوزراء منها إحالة الطريق الدولي بين بغداد وعمان للاستثمار، والتصويت على البدء بنقل خط النفط الخام الاستراتيجي من النجف الإشرف إلى العقبة".
أرسل تعليقك