واشنطن ـ يوسف مكي
أعلن البيت الأبيض انتهاء الاتصال الهاتفي بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث بدأ الاتصال الهاتفي النادر على وقع التوتر العسكري المرتبط في أوكرانيا.وأفاد مسؤول في البيت الأبيض من ولمنغتون في ديلاوير حيث يمضي بايدن عطلة رأس السنة، أن الاتصال "بدأ الساعة 15,35" (20,35 ت غ).ويريد بايدن، بحسب البيت الأبيض، أن يقترح "مسارا دبلوماسيا" لتجنب تصعيد عسكري في أوكرانيا.
وأكد بوتين أنه "مقتنع" بإمكان إقامة حوار "فعال مبني على الاحترام المتبادل ومراعاة المصالح القومية" للبلدين، مذكرا بالقمة التي جمعت الرئيسين في يونيو/ حزيران بجنيف.
وأضاف الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في وقت لاحق أن "طريق المفاوضات وحده هو الذي قد يحل المشكلات المتزايدة بيننا".لكن من المتوقع أن يكون بايدن أكد خلال الاتصال الثاني مع نظيره الروسي في شهر أن الولايات المتحدة لا تزال "قلقة جدا" إزاء حشد قوات روسية على الحدود مع أوكرانيا.
كما يتوقع أن يكون أبدى استعداد واشنطن للرد إذا شنت روسيا هجوما عسكريا على أوكرانيا.وأثارت موسكو قلق الغرب بعد حشدها عشرات الآلاف من الجنود بالقرب من حدودها مع أوكرانيا في الشهرين الماضيين، بعد استيلائها على شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014 ودعمها للانفصاليين الذين يقاتلون الحكومة في شرق أوكرانيا.وتنفي روسيا التخطيط لمهاجمة أوكرانيا وتقول إن لها الحق في تحريك قواتها على أراضيها كما تشاء.
وقال مسؤولون إن الزعيمين سيناقشان مجموعة من الموضوعات، بما في ذلك محادثات أمنية مقررة الشهر المقبل والوضع المتوتر في أوروبا والمحادثات الجارية مع إيران بشأن برنامجها النووي.وتأتي هذه المكالمة الهاتفية في وقت تجري فيه استعدادات لإجراء محادثات أمنية بين الولايات المتحدة وروسيا الشهر المقبل.وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي إميلي هورن، في تصريحات، إن الزعيمين الأميركي والروسي سوف "يناقشان عددا من المواضيع بينها المحادثات الدبلوماسية المقبلة مع روسيا".
وأوائل الشهر الجاري، أجرى الزعيمان محادثات افتراضية، استمرت ساعتين حول أوكرانيا، ونزاعات أخرى، وذلك في اتصال بالفيديو حول العلاقات الأميركية الروسية التي وصلت إلى أدنى مستوى منذ نهاية الحرب الباردة قبل أكثر من 30 عاما.وكانت روسيا أعلنت الإثنين الماضي، إجراء محادثات أمنية مع الولايات المتحدة الشهر المقبل، قبيل محادثات مماثلة مع حلف شمال الأطلسي "ناتو".وقال وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف الاربعاء، إن بلاده ستبدأ محادثات أولا مع الولايات المتحدة بشأن المطالبة بضمانات لإنهاء توسع حلف (الناتو) نحو الشرق ، قبل الاجتماع المقترح عقده في 12 كانون ثان/ يناير المقبل بين الحلف وموسكو.
وأضاف لافروف في مقابلة مع قناة "سولوفيف لايف" على موقع يوتيوب: "سنعقد الجولة الرئيسية من المفاوضات مع الولايات المتحدة، والتي ستعقد بعد عطلة نهاية العام الجديد مباشرة".
وسلمت موسكو، منذ أسبوع، ممثلي الناتو والولايات المتحدة مسودة اتفاق تطالب بإنهاء توسع الناتو شرقا، واصفة ذلك بالتهديد لأمن روسيا.كما تسعى موسكو للحصول على ضمان قاطع من الناتو بأنه لن يقبل عضوية أوكرانيا.وأثارت التقارير بشأن استعداد روسي محتمل لغزو أوكرانيا وحشود موسكو العسكرية على الحدود الأوكرانية، مخاوف دولية لأسابيع. رغم نفي روسيا هذه الاتهامات مرارا وتكرارا.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك