دعا رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ، السبت ، على وجوب احترام الرأي العام الكردستاني ورغبته وإرادته وتفهمها ، موضحًا أن الشعب الكردستاني غير مسؤول عن المآسي ، التي جرت على العراق ، مشددًا أن مسؤولية هذه الأوضاع تقع على عاتق المركز والأطراف العراقية.
وجاء في بيان لرئاسة الإقليم حصل "العرب اليوم" عليه أن بارزاني استقبل السبت وفدًا من مركز حوار الرافدين ضم عددًا من الشخصيات والنخب السياسية والثقافية والبرلمانيين والإعلاميين العراقيين.
وأشار البيان إلى أن الاجتماع عقد بهدف تبادل الأراء وتوجيه التساؤلات والمقترحات ، بشأن مستقبل العلاقات بين إقليم كردستان والعراق ، ومسألة استقلال كردستان ، مبينًا أن بارزاني أشار في كلمة له إلى تاريخ الشعب الكردستاني مع الدولة العراقية والمآسي والتضحيات الكردستانية.
وأضاف بارزاني أن العراق بنى على أساس الشراكة بين العرب والكرد ، ومراعاة حقوق المكونات الأخرى ، مُستدركًا أن حصة شعب كردستان من تلك الشراكة كانت 4500 قرية مدمرة و182 ألف شخص مؤنفل "قتلوا في عمليات الأنفال" ، وتغييب 12 ألف شاب كردي فيلي و8 ألاف بارزاني وقصف كردستان بالأسلحة الكيميائية.
ولفت بارزاني إلى أنه على الرغم من كل ذلك لم يلجأ الشعب الكردي يومًا في ثورة سبتمبر/أيلول ، والمراحل الأخرى لنضاله إلى التفجيرات والأعمال العنفية ، ضد المدنيين ، مضيفًا أنه في انتفاضة 1991 ومن أجل فتح صفحة جديدة مع الدولة العراقية لم يتورط الشعب الكردستاني إلى عمليات الثأر.
وتطرق بارزاني في كلمته إلى المراحل التي تلت إسقاط "النظام البعثي" ، وأشار إلى مساعيه ومساعي "مام جلال" ، من أجل مساعدة الأطراف العراقية لكتابة الدستور ، وتأسيس عراق ديمقراطي اتحادي يحافظ على حقوق الأطراف وتثبيتها، مبينًا أنه سعى كثيرًا لتستفيد الأطراف العراقية من تجربة الإقليم وعدم التوجه نحو عمليات الثأر والانتقام من بعضها وعدم إعادة أخطاء الماضي.
وتابع بارزاني "أفعال وقرارات الحكومة العراقية كانت ضد المبادئ التي جاءت في الدستور ووصل الأمر إلى الثأر وتعميق الطائفية والحصار ضد البيشمركة وتهديد إقليم كردستان ، وبالنتيجة النهائية قطع قوت الشعب الكردستاني ، وهو ما يفشل التوافق والفدرالية وأسس الشراكة".
وأوضح أن الشعب الكردستاني غير مسؤول عن المآسي التي جرت على العراق، مشددًا على أن مسؤولية هذه الأوضاع تقع على عاتق المركز والأطراف العراقية ، مؤكدًا أن الاتحاد القسري أو الانفصال القسري لم يحققا النجاح في أي مكان في العالم.
وأشار بارزاني إلى أن عملية استقلال كردستان ستكون بعيدة عن العنف وفي إطار الحوار والتفاهم ومن أجل معالجة جذرية للمشكلات ، كما رحب باي نوع من الحوارات وتبادل الأراء خطوة جيدة من أجل تحقيق التفاهم والوصول لنتيجة إيجابية ومفيدة.
وأكد البيان أن الحضور عبروا لبارزاني، عن أرائهم وملاحظاتهم بشأن استقلال كردستان ومستقبل "المناطق الكردستانية خارج الإقليم" حيث أن المناطق المتنازع عليها ، لافتًا إلى أنهم وجهوا عددًا من الاسئلة لبارزاني في هذا الصدد.
وبشأن مستقبل المناطق التي قامت قوات البيشمركة بتحريرها في الحرب ضد "داعش" جدد بارزاني التأكيد على أنه لايحق لأي شخص أو جهة فرض صيغة محددة على أهالي هذه المناطق، مشددًا على أن مصير هذه المناطق سيحدده أهلها بأنفسهم.
وأوضح بارزاني أنه كان على يقين تام بعد سقوط النظام السابق بوجوب تأسيس دولة فدرالية ديمقراطية وبذل مساعيه من أجلها، مستدركًا أن الأحداث اللاحقة أظهرت استمرار بغداد في ثقافة التهديد وتهميش الكرد وخرق الشراكة.
ونوه بارزاني للحضور لوجوب احترام الرأي العام الكردستاني ورغبة وإرادة الشعب الكردستاني وتفهمها، مشددًا على ضرورة احترام إرادة ورغبة المكونات القومية والدينية العراقية ومستقبلها.
واجتمع رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، السبت، مع 20 شخصية سياسية وأكاديمية عراقية من مركز الرافدين للحوار، وبحث الجانبين سيبحثان مستقبل العراق والعلاقة بين أربيل وبغداد ، فضلًا عن بحث ملفات الحرب ضد "داعش" وإدارة محافظة نينوي لمرحلة ما بعد "داعش"، حيث يهدف الاجتماع إلى إيجاد أرضية مناسبة لتقريب الأطراف السياسية العراقية.
أرسل تعليقك