نيويورك - ماريّا طبراني
قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إن السلطات ستتخذ إجراءات ضد المتظاهرين بعد أكثر من أسبوع من المظاهرات المناهضة للحكومة التي اندلعت للتنديد بوفاة شابة بعد اعتقالها على يد "شرطة الأخلاق". وتعهّد رئيسي، "بالتعامل بصورة صارمة" مع الاحتجاجات التي امتدت الآن إلى معظم محافظات إيران البالغ عددها 31 محافظة. وقالت سلطات الأمن إنه تم اعتقال أكثر من 700 شخص ممن شاركوا في الاحتجاجات. ويقول مسؤولون إن نحو 35 شخصا قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات على وفاة امرأة احتجزتها الشرطة. وتوفيت مهسا أميني بعد اعتقالها بدعوى عدم الالتزام بقواعد الحجاب.
ووردت تقارير أن ضابطا ضرب رأس أميني بهراوة ورطم رأسها بإحدى سيارات الأمن. بينما قالت الشرطة إنه لا يوجد دليل على أي سوء معاملة وأن أميني عانت من "قصور مفاجئ في القلب". وتعهد رئيسي بالتحقيق في وفاة أميني، وأكد وزير الداخلية أحمد وحيدي على أن أميني لم تتعرض للضرب. وقال الوزير "درسنا تقارير من هيئات رقابية واستجوبنا شهودا وتمت مراجعة مقاطع فيديو واستطلعنا آراء الطب الشرعي وتبين أنه لم يكن هناك ضرب". وأظهرت مقاطع الفيديو التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي اضطرابات عنيفة في عشرات المدن في جميع أنحاء البلاد ، حيث أظهر بعضها قيام قوات الأمن بإطلاق ما يبدو أنه ذخيرة حية على متظاهرين في مدن بيرانشهر ومهاباد وأورمية الشمالية الغربية.
و حذّرت منظمة العفو الدولية من أن الأدلة التي جمعتها تشير إلى "نمط مروّع من إطلاق قوات الأمن الإيرانية عن عمد وبشكل غير قانوني الذخيرة الحية على المتظاهرين". وأضافت أن القوات الحكومية قتلت بالرصاص 19 شخصا بينهم ثلاثة أطفال ليل الأربعاء وحده . وأدان رئيسي الاحتجاجات ووصفها بأنها "أعمال شغب". وقال إن إيران يجب أن "تتعامل بحزم مع أولئك الذين يعارضون أمن البلاد وهدوءها". واعتقلت قوات الأمن مئات الأشخاص، حيث أعلن قائد الشرطة في مقاطعة جيلان الشمالية الغربية يوم السبت أن حوالي 739 شخصًا، من بينهم 60 امرأة، قد اعتقلوا في منطقته وحدها. كما شنت القوات الحكومية حملة ضد النشطاء والإعلاميين المستقلين. وتقول لجنة حماية الصحفيين، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، إن 11 صحفيا اعتقلوا منذ يوم الاثنين.
وفي بلدة أوشنفية الحدودية الغربية، قالت مصادر إن المتظاهرين سيطروا لفترة وجيزة على أجزاء من البلدة من القوات الحكومية. وقال سكان محليون إن المتظاهرين سيطروا على المنطقة خلال الليل وإن قوات الأمن والمسؤولين الحكوميين قد فرّوا قبل أن يستعيدوا السيطرة على المنطقة يوم السبت. وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت من البلدة حشودًا كبيرة من الناس يسيرون في شوارع المدينة دون وجود للشرطة، فيما سُمع دوي انفجارات قوية. ونفت وسائل الإعلام الحكومية التقارير، لكنها قالت إن المتظاهرين اقتحموا ثلاثة مواقع تابعة لجماعة شبه عسكرية مرتبطة بالحرس الثوري الحكومي. وتقول الولايات المتحدة إنها ستخفف القيود المفروضة على الإنترنت في إيران لمواجهة حملة طهران القمعية على الاحتجاجات، حيث تعهد وزير الخارجية أنتوني بلينكين "بالمساعدة في التأكد من أن الشعب الإيراني ليس معزولًا وفي الظلام"
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
بايدن يتضامن مع الإيرانيات ويصفهم بالشجاعات في الوقت الذي تتسع فيه رقعة الاحتجاجات
الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تبحثان أزمة تغير المناخ
أرسل تعليقك