تواصلت مساعي الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) من أجل الدفع نحو وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة حماس، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء أنه يتعين إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع خلال الأيام المقبلة.
وأضاف للصحافيين في الدوحة أن الولايات المتحدة ومصر وقطر ستبذل كل ما في وسعها لإقناع حماس بالموافقة على "مقترح سد الفجوات".
كما أردف أنه بمجرد موافقة حماس على الاقتراح الذي قدمته واشنطن لمعالجة الخلافات التي تعيق التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، سيتعين أيضاً التوصل إلى اتفاق بشأن تفاصيل التنفيذ و لفت إلى أن الولايات المتحدة قالت منذ فترة طويلة إنها لا تقبل أي احتلال إسرائيلي طويل الأمد لغزة.
وكان بلينكن قد وصل في وقت سابق الثلاثاء إلى الدوحة، بعد زيارة القاهرة، في المرحلة التالية من جهوده الدبلوماسية التي تستهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين، في ظل استمرار قضايا الخلاف الرئيسية بين إسرائيل وحماس.
وًإتّهم الرئيس الأميركي جو بايدن حماس اليوم الثلاثاء بأنها "تتراجع" عن خطة الاتفاق المطروحة مع إسرائيل من أجل إحلال الهدنة في غزة.
كما قال رداً على أسئلة صحافيين في مطار شيكاغو بعد إلقائه كلمة خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي، إن التسوية المقترحة "ما زالت مطروحة، لكن لا يمكن التكهن بأي شيء"، مضيفاً أن "إسرائيل تقول إن بإمكانها التوصل إلى نتيجة بينما حماس تتراجع الآن".
وكان وزير الخارجية الأميركي زار تل أبيب، الاثنين، معلناً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على المقترح الأميركي الذي قدمه بايدن سابقاً.
كذلك شدّد على أن "كل يوم حرب يمر في قطاع غزة يشكل تهديداً على حياة المحتجزين الإسرائيليين"، مشيراً إلى أن المقترح الأميركي هو الأفضل لإنهاء المعاناة، وإيصال المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة.
وبعد اتهام بايدن حماس بالتراجع عن موافقتها على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار في غزة، أتى رد الحركة.
حيث نفت في بيان، الثلاثاء، صحة تلك الاتهامات، مؤكدة أن تصريحات بايدن وبلينكن لا تعكس حقيقة موقفها.
كما أكدت أنها ملتزمة بما وافقت عليه مع الوسطاء الشهر الماضي.
إلى ذلك، اعتبرت حماس أن ما تم عرضه مؤخراً عليها مغاير تماماً لما اتفق عليه، مشددة على أن المقترح الجديد يعد تراجعاً عما توصلت إليه الأطراف في 2 يوليو تموز الماضي .
بل لفتت إلى أن العرض الأميركي الأخير " يشكل انقلاباً على ما وصلت إليه الأطراف في الثاني من يوليو الماضي، والمرتكز على إعلان بايدن في 31 مايو، وقرار مجلس الأمن رقم 2735 (11 يونيو)".
ورأت أنه "رضوخ" لشروط رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف بنيامين نتنياهو الجديدة، ومخططاته الإجرامية تجاه غزة".
يذكر أن واشنطن كانت أعلنت الأسبوع الماضي، أنها قدمت مقترحاً انتقالياً خلال محادثات الدوحة بهدف سد الثغرات في خطة وقف إطلاق النار بقطاع غزة، فيما اتهمتها حينها حماس بأنها أذعنت للشروط الإسرائيلية.
ولا يزال نتنياهو يتمسك بعدم الانسحاب بشكل كامل من القطاع المدمر وإبقاء سيطرته الأمنية على معبر رفح ومحور فيلادلفيا (صلاح الدين)، فضلاً عن وقف نار مؤقت، وهو ما ترفضه حماس والجانب المصري على السواء.
كما يتمسك الجانب الإسرائيلي بفرض رقابة وقيود على عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة، ما ترفضه الحركة بشكل قاطع.
و إنتقد مسؤول أميركي، الثلاثاء، تصريحات "متشددة" لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول استمرار سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا (صلاح الدين) بين قطاع غزة ومصر، مؤكداً أنها لا تساعد في التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حركة حماس.
وقال المسؤول الكبير الذي يرافق وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، في جولته بالشرق الأوسط، طالباً عدم كشف هويته إن "تصريحات متشددة مماثلة ليست بناءة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار".
كما أشار إلى أن تصريحات كهذه تشكل بالتأكيد خطراً على "إمكان المضي قدماً في المحادثات (متى) اتفق الطرفان على مقترح انتقالي".
كذلك أضاف أن بلينكن متمسك بما صرّح به الاثنين في تل أبيب بشأن موافقة نتنياهو على "خطة تسوية" أميركية لسد الفجوات في ما يتصل بالمقترح الذي أعلنه بايدن في 31 مايو والمتعلق بوقف إطلاق النار في غزة.
فيما مضى المسؤول الأميركي قائلاً: "اطلعنا على تعليقات رئيس الوزراء الإسرائيلي، خصوصاً بشأن بعض هذه البنود. لن نتفاوض علناً"، مشدداً على أن تسوية مسائل "تقنية" كهذه تحتاج إلى مزيد من النقاشات.
ولفت إلى أن بلينكن والولايات المتحدة "على قناعة بوجوب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار"، مردفاً: "ستجرى محادثات إضافية بشأن التفاصيل التقنية، والكثير منها بالطبع يتم تداوله في الإعلام، وهذا الأمر بالتأكيد غير مفيد للعملية".
كما صرّح أن الولايات المتحدة تتوقع إحراز الجهود الدبلوماسية تقدماً هذا الأسبوع على صعيد توصل إسرائيل وحماس لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار.
في حين توقع أن "تستمر هذه العملية في هذا الأسبوع"، بدون تأكيد أي اجتماع رسمي مرتقب هذا الأسبوع يشمل إسرائيل وحماس.
"لن ينسحب بأي حال من الأحوال"
يأتي ذلك فيما أعلن نتنياهو، بوقت سابق الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من محوري فيلادلفيا ونيتساريم الاستراتيجيين بأي حال من الأحوال رغم الضغوط الهائلة.
في حين أضاف في حديث نقلته عنه القناة 12 الإسرائيلية، أنه غير متأكد من إمكانية التوصل لاتفاق بشأن غزة.
كما شدد على أن أي اتفاق يتم التوصل إليه "يجب أن يحفظ مصالح إسرائيل"، حسب قوله.
وكان المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، ديفيد منسر، قد أعلن الاثنين، أن إسرائيل ستبقى في محور فيلادلفيا، لضمان عدم نقل الأسلحة إلى حماس في قطاع غزة، وفقاً لزعمه.
يذكر أن واشنطن كانت أعلنت الأسبوع الماضي، أنها قدمت مقترحاً انتقالياً خلال محادثات الدوحة بهدف سد الثغرات في خطة وقف إطلاق النار بقطاع غزة، فيما اتهمتها حينها حماس بأنها أذعنت للشروط الإسرائيلية.
ولا يزال نتنياهو يتمسك بعدم الانسحاب بشكل كامل من القطاع المدمر وإبقاء سيطرته الأمنية على معبر رفح ومحور فيلادلفيا (صلاح الدين)، فضلاً عن وقف نار مؤقت، وهو ما ترفضه حماس والجانب المصري على السواء.
كما يتمسك الجانب الإسرائيلي بفرض رقابة وقيود على عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة، ما ترفضه الحركة بشكل قاطع.
"منطقة عازلة"
تجدر الإشارة إلى أن "محور فيلادلفيا هو شريط حدودي بطول 14 كيلومتراً يمتد بين غزة ومصر. ويعدّ هذا الممر منطقة عازلة بموجب اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979".
وكانت القوات الإسرائيلية عادت وسيطرت عليه مع الجانب الفلسطيني من معبر رفح في مايو الفائت.
إلا أن الجانب المصري أكد مراراً وتكراراً رفضه لتلك السيطرة الإسرائيلية على المحور والمعبر.
قد يُهمك ايضـــــًا :
الاستخباراتية الإسرائيلية تواجه تحديات في جمع بيانات عن السنوار والأسرى
مسؤول أميركي ينتقد نتنياهو بسبب استمرار سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا
أرسل تعليقك