تنتظر الحكومة الاتحادية إجابة حكومة إقليم كردستان حول العرض الذي قدمه ممثلوها في المحادثات التي أجريت، السبت مع وفد كردستاني، في وقت حذرت منظمة أطباء بلا حدود السبت من اغلاق معبر فيشخابور الحدودي بين اقليم كوردستان والمناطق الكوردية في سورية.
وبعد اجتماع استمر لساعات عدة، أعلن الفريق عثمان الغانمي، رئيس أركان الجيش، إحراز "تقدم مقبول"، لكنه أشار الى وجود نقاط عالقة بين الجانبين تنتظر حسمها من قبل حكومة الإقليم، وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد أمر مساء الجمعة بـ"إيقاف حركة القوات العسكرية لمدة 24 ساعة" في المناطق المتنازع عليها "لمنع الصدام وإراقة الدماء بين أبناء الوطن الواحد".
وعقد الاجتماع في مقر قيادة عمليات نينوى، وشارك في الاجتماع من جانب بغداد كل من: الفريق الركن عثمان الغانمي رئيس أركان الجيش العراقي، والفريق الركن عبدالغني الاسدي قائد جهاز مكافحة الإرهاب، والفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية، واللواء نجم الجبوري قائد عمليات نينوى، إضافة لمسؤولي الاستخبارات العسكرية والامن الوطني والمخابرات العراقية.
ومن جانب البيشمركة شارك كل من: جبار ياور الأمين العام لوزارة البيشمركة، وكريم سنجاري وزير داخلية إقليم كردستان وكالة عن وزير البيشمركة، وسيروان بارزاني قائد عمليات محور مخمور، وجمال أيمنكي أحد قياديي قوات البيشمركة، وعزيز ويسي قائد في قوات الزيرفاني، وشيخ جعفر شيخ مصطفى قائد قوات سبعين للبيشمركة.
وقال الفريق الركن عثمان الغانمي، لدى خروجه من مقر قيادة عمليات نينوى، إن هناك "تقدماً مقبولاً ولكن القرار النهائي مرتبط بالوفد الثاني" الكردي، وأضاف الغانمي "توصلنا إلى تفاهم مشترك في بعض النقاط، وبعض النقاط علقوا الإجابة عليها لحين العودة للإقليم وإبداء الرأي والاتصال بنا".
ولفت رئيس أركان الجيش إلى ان "وقف إطلاق النار هو 24 ساعة، وخلال الساعات المقبلة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، هناك رأي ثان"، من دون مزيد من التفاصيل.
وقال سعد الحديثي، المتحدث باسم رئيس الوزراء، إن هذه الخطوة ترمي إلى "إفساح المجال أمام فريق فني مشترك بين القوات الاتحادية وقوات الإقليم للعمل على الأرض لنشر القوات العراقية الاتحادية في جميع المناطق المتنازع عليها والتي تشمل فيشخابور والحدود الدولية".
وقال الحديثي، إن "مهمة الفريق المشترك الأساسية هي تهيئة عملية انتشار القوات الاتحادية في المناطق الحدودية من دون اشتباكات"، وأوضح المتحدث الحكومي ان "هناك لقاءات بين قادة القوات الاتحادية والبيشمركة للقيام بإعادة الانتشار في هذه المناطق الحدودية بسلاسة وانسيابية".
وتصاعد التوتر بين بغداد وأربيل منذ شهر حين نظم الإقليم استفتاء على الاستقلال جاءت نتيجته "نعم" بغالبية ساحقة. ودارت معارك عنيفة بالمدفعية الثقيلة، يوم الخميس، بين البيشمركة والقوات العراقية المتوجهة إلى معبر فيشخابور الحدودي مع تركيا، سعيا إلى تأمين خط الأنابيب النفطي الواصل إلى ميناء جيهان التركي.
وأكد الحديثي "نسعى لتجنب الصدامات وإراقة الدماء والأرواح، ومن هذا المنطلق قرر رئيس الوزراء إيقاف حركة القطاعات الاتحادية لإتاحة الفرصة أمام الفريق لتهيئة الأرضية لاستكمال إعادة الانتشار وبسط القوات الاتحادية صلاحياتها".
وبحسب المتحدث الحكومي فإن الفريق الفني يتكون من قيادات عسكرية متخصصة في المساحة والحدود ويعمل على "ضمان انتشار القوات الاتحادية على حدود الخط الازرق التي حددها الدستور ويفصل بين الإقليم والأراضي الاتحادية".
والخط الأزرق للإقليم، يضم مدن السليمانية وحلبجة ودهوك وأربيل فقط، بينما توسعت السلطات الكردية منذ 2003 في كركوك ونينوى وديالى وصلاح الدين، وأكد الحديثي ان "هدف القوات العراقية إعادة الانتشار وصولا إلى منطقة فيشخابور على الحدود العراقية التركية".
وتقع فيشخابور على رأس مثلث حدودي بين الأراضي التركية والعراقية والسورية، وتعتبر ستراتيجية خصوصا للكرد، وسيطرت قوات البيشمركة على خط أنابيب النفط الممتد من محافظة كركوك مرورا بالموصل في محافظة نينوى ، في أعقاب الفوضى التي تبعت الهجوم الواسع لتنظيم داعش قبل ثلاث سنوات.
بالمقابل حذرت منظمة أطباء بلا حدود، السبت من اغلاق معبر فيشخابور الحدودي بين اقليم كوردستان والمناطق الكوردية في سورية، وقالت المنظمة في بيان اطلع عليه العرب اليوم ، ان "المواجهات تهدد اغلاق معبر فيشخابور الحدودي بين سوريا والعراق"، مبينة أن "المعبر هو الخيار الوحيد للمنظمات الانسانية لجلب الامدادات والكوادر الانسانية الى شمال شرق سوريا".
واضافت أن "تقديم المساعدات إلى شمال شرق سورية، ـمر معقد أصلا فهي منطقة تعرضت أجزاء كبيرة منها للدمار بسبب القتال والغارات الجوية ونزح منها الآلاف"، وأشارت المنظمة إلى أن "اغلاق الحدود بين سوريا والعراق في وجه المساعدات الإنسانية، سيؤثر على ملايين السكان الضعفاء الذين سيُحرمون من الرعاية الصحية الضرورية في منبج وتل أبيض وكوباني والحسكة والرقة".
وتابعت أن "اقتراب حلول فصل الشتاء الذي تهبط درجات الحرارة فيه، إلى ما دون الصفر فإن غالبية النازحين القادمين من الرقة ومن ريف حلب الشرقي، والبالغ عددهم نحو 500 ألف شخص لا يتوفر لهم المأوى المناسب، لذلك إن إغلاق الحدود إن حصل فسيهدد حياة الملايين من البشر".
أرسل تعليقك