بغداد-نجلاء الطائي
أكّدت لجنة التقييم والرد على التقارير الدولية، الأربعاء، أن التطرّق إلى مسألة الاستفتاء في مجلس الأمن الدولي من قبل ممثل الأمم المتحدة بالعراق يعني انهم أُبلغوا رسمياً بإجراء الاستفتاء، وكشف رئيس اللجنة ديندار زيباري، أن للأمم المتحدة دورًا رقابيًا على الأوضاع في العراق عن طريق مبعوثها الخاص، ويشمل الدور الجانب السياسي وحقوق الإنسان ومدى تطور البلاد أيضاً، لافتًا إلى أن لها تقرير الخاص كل 3 أشهر، وهذا مهم بالنسبة إلى العراق وإقليم كردستان أيضًا وخاصة بالنسبة للظرف الحالي.
وأوضح زيباري أن ما تحدّث عنه ممثل الأمم المتحدة هو أنه بحث المسألة مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني خلال لقاءاته به، لافتًا إلى أن الظاهر بأن الموقف الرسمي للإقليم والحكومة قد تم إيصاله عن طريق بارزاني إلى الجهات الدولية، وهذا بحد ذاته اعتراف دولي، ومشيرًا إلى أن دورًا مهمًا سيكون للتقرير كون مجلس الأمن يضم 5 من كبار الدول وسيتم بحثه مع الدول الأخرى لإعلامهم بأن جزءاً من العراق ينوي إجراء استفتاء شعبي، مبينا أن هذا بحد ذاته خطوة مهمة معنوياً وسياسياً وقانونياً ودعمًا دستوريًا وسيكون له دوره، لأن أي انتخابات لم تجرَ في العراق منذ 2005 من دون أن يكون للأمم المتحدة مراقبين فيها.
وأضاف زيباري أنه عند إجراء الاستفتاء ستكون هناك مراقبة التي هي جزء من آلية إجراء الانتخابات كون الأمم المتحدة تمتلك شعبة للانتخابات والاستفتاء، موضحا أن الاستفتاء المزمع إجراؤه في كردستان نوع من الانتخابات الهدف منها معرفة رأي الشعب، منوّهًا إلى أن حكومة إقليم كردستان تطالب الأمم المتحدة بأن تكون متعاونة من أجل إجراء الاستفتاء، ومشددًا إلى أنه لن تكون هناك عقبة تمنع مطالبة الأمم المتحدة من إرسال مراقبين لمراقبة عملية الاستفتاء في الإقليم.
وأشار زيباري إلى أن تطرّق ممثل الأمم المتحدة في كلمته بمجلس الأمن الدولي إلى أن رئيس الإقليم مسعود بارزاني ابلغه بأن الإقليم مقبل على الاستفتاء يعني أن مصدراً رسمياً من الأمم المتحدة والجهات السياسية والقانونية قد اعلن بأنهم أُبلغوا بأن الإقليم سيجري الاستفتاء، مشددا على أن لا أحد بإمكانه الوقوف بوجهه، وأن مجلس الأمن ابلغ رسمياً بذلك، وتأتي تصريحات زيباري في وقت أعلن فيه ممثل السكرتير العام الأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، بأن المسؤولين في إقليم كردستان أعلنوا عن نيتهم إجراء استفتاء شعبي عام لاستقلال إقليم كردستان، وكان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى العراق يان كوبيش، أعلن أن مسؤولي إقليم كردستان أكدوا عزمهم على تنظيم الاستفتاء في الإقليم نهاية العام الحالي.
وأفاد كوبيتش خلال جلسة مجلس الأمن الدولي أن مسؤولي إقليم كردستان أعلنوا عن رغبتهم في تنظيم الاستفتاء لاستقلال كردستان، مشيراً إلى أن هؤلاء المسؤولين حددوا نهاية هذا العام موعدا لإجراء الاستفتاء من اجل إبلاغ العالم برغبة أهالي كردستان، وأنً مسؤولي محافظة كركوك أعلنوا انهم يريدون الاشتراك في هذا الاستفتاء، ومنوّهًا إلى أن من المرجح أن يلجأ إرهابيو القاعدة إلى القيام بنشاطات إرهابية بعد انتهاء حرب "داعش".
وأكد كوبيش أن على التحالف الدولي العمل على مستويين، الأول المشكلات والعراقيل الآنية والثاني هي المشكلات التي ستنشأ بعد تحرير المناطق التي يسيطر عليها إرهابيو تنظيم "داعش"، مشددًا على أن قانون الحشد الشعبي يجب أن يكون بصيغة لا تسبب بإثارة الحرب والفوضى الطائفية، مضيفا أن الفتيات والشباب في العراق يشكلون نصف تعداد السكان ويجب عدم تهميشهم في عملية المصالحة.
وتطرق كوبيش في تقريره إلى رغبة وإرادة الايزيديين والمسيحيين خلال اجتماعهم مع مسؤولي الأمم المتحدة مع ممثليهم، لافتًا إلى أنهم يريدون تعاون المجتمع الدولي وحمايته لهم، كما أشار إلى متانة التعاون بين كردستان وبغداد والجيش العراقي وقوات البيشمركة في الحرب ضد "داعش"، متمنيا أن ينتقل مستوى هذا التنسيق إلى المجال السياسي، وأنّ عدم وجود الحوار خلق العديد من المشكلات، ومنها عدم تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي، مرجحًا أن يكون عدم تنفيذ هذه المادة بخلق مشكلات في المستقبل أيضًا.
أرسل تعليقك