يُدلي الناخبون البريطانيون، الخميس، بأصواتهم في الانتخابات العامة التي من المرجّح أن يفوز فيها حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء بوريس جونسون، بأغلبية مريحة في مجلس العموم البريطاني.
وأفاد استطلاع أجرته مؤسسة "سافانتا كومرس" لحساب صحيفة "تليغراف" البريطانية ونشر عشية الانتخابات بأن حزب المحافظين الحاكم رغم تقدمه فقد شهد تراجعا على حزب العمال المعارض إلى خمس نقاط مئوية.
ووفقا إلى الاستطلاع فإن التأييد لحزب المحافظين بقيادة جونسون ظل على نسبة 41 في المائة، بينما ارتفع التأييد لحزب العمال بواقع 3 نقاط مئوية ليصل إلى 36 في المائة، وهو أقل فارق تسجله المؤسسة منذ منتصف أكتوبر وأفضل أداء لحزب العمال منذ يناير.
وقالت المؤسسة: "تشير هذه النتائج إلى أن من الصعب تحديد نتيجة الانتخابات، إذ يقول واحد من كل خمسة تقريبا إنهم قد يغيرون رأيهم ومن المحتمل أن نرى أغلبية صريحة لحزب المحافظين أو نرى برلمانا معلقا"، وأظهرت 3 استطلاعات أخرى نشرت الأربعاء تقدما أكبر لحزب المحافظين.
إسرائيل "منزعجة"
ومن جانبها؛ عبّرت إسرائيل عن قلقها إزاء الانتخابات البريطانية، واصفة الصعود المحتمل لحزب العمال بزعامة جيريمي كوربين بأنه يمثل تهديدا للعلاقات الثنائية.
وتعرض كوربين، وهو ناشط مخضرم مؤيد للفلسطينيين، لانتقادات داخل حزب العمال، كما نقلت وسائل إعلام بريطانية عن بعض يهود البلاد قولهم إنهم سيفكرون في الهجرة في حال انتخاب كوربين.
وقالت تسيبي هوتوفلي، نائبة وزير الخارجية الإسرائيلية لقناة "واي. نت" التلفزيونية: "هذه (الانتخابات) تقلقنا بشدة... صحيح أننا كدولة لا يسعنا القول إننا ندعم هذا المرشح أو ذاك، لكن كوربين يشكل خطرا حقيقيا على العلاقات بين إسرائيل وبريطانيا، وأنا أعلم أن يهود بريطانيا قلقون جدا من هذا الاحتمال".
ودعا كوربين إلى الاعتراف بدولة فلسطينية ومراجعة صادرات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل، الأمر الذي أثار غضب حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
فيما أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس الأسبوع الماضي، عن أمله في أن يخسر كوربين الانتخابات لصالح رئيس الوزراء بوريس جونسون الذي ينتمي لحزب المحافظين. ولم يعلق نتانياهو على الانتخابات.
وقالت هوتوفلي: "يجب أن يكون مفهوما أن الأشياء التي يقولها كوربين والرياح التي تهب على حزب العمال اليوم هي رياح معادية للسامية. وهذه مسألة خطيرة للغاية".
وأضافت: "سيكون لليهود دائما مكان في دولة إسرائيل. وبعبارة أخرى لا يجب عليهم الشعور بالخطر. لكن من المهم أن ندرك أن هذه الانتخابات هي حقا انتخابات مصيرية وعلينا الانتظار بفارغ الصبر هنا".
مصير "بريكست"
يُذكر أن مكاتب الاقتراع فتحت أبوابها، صباح الخميس، في المملكة المتحدة في انتخابات عامة مبكرة حاسمة لمسألة خروج البلد من الاتحاد الأوروبي.
ويمكن للناخبين البريطانيين الإدلاء بأصواتهم حتى الساعة 22:00 بالتوقيتين المحلي وغرينتش لاختيار نوابهم الـ650.
ويأمل رئيس الوزراء، بوريس جونسون، في الحصول على غالبية واضحة تمكنه من تطبيق اتفاق "بريكست" الذي تفاوض بشأنه مع بروكسل وتنفيذ الخروج في موعده في 31 يناير، في ما يعد خصمه العمالي، جيريمي كوربن، باستفتاء جديد حول "بريكست".
وتعرّض حزب المحافظين، بقيادة جونسون، لانتقادات بسبب استخدامه أساليب مضللة على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين سعى حزب العمال المعارض إلى الفوز بالأصوات من خلال الوعد بفرض ضريبة على الأغنياء، وزيادة الإنفاق الحكومي، وتأميم صناعات مثل السكك الحديد وشركات المياه.
وكانت هيئة الخدمات الصحية الوطنية من النقاط المحورية للحملات الانتخابية.
وتحظى الهيئة باحترام كبير، حيث ناضلت من أجل تلبية الطلب المتزايد للمواطنين بعد تسع سنوات من التقشف، في ظل حكومات يقودها المحافظون.
ويجري التنافس على جميع مقاعد مجلس العموم البالغ عددها 650 مقعداً في الانتخابات، التي تعقد قبل أكثر من عامين من الموعد المقرر.
ودعا رئيس الوزراء إلى إجراء انتخابات مبكرة على أمل كسر الجمود في البرلمان، الذي أوقف الموافقة على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في أكتوبر.
ولم يحصل جونسون على الأغلبية في البرلمان الأخير، وأصبح في موقف حرج بمجرد فقدان دعم الحزب الديمقراطي الوحدوي، بسبب مخاوف بشأن كيفية معاملة أيرلندا الشمالية في ظل اتفاقه مع الاتحاد الأوروبي.
وأظهرت استطلاعات الرأي على نحو ثابت تقدم حزب المحافظين بزعامة جونسون، لكن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى أن الهامش ضاق في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية، وفي حين من غير المرجح أن يفوز حزب العمال بزعامة كوربين بأغلبية ساحقة، تأمل أحزاب المعارضة الأصغر في الفوز بمقاعد كافية حتى تتمكن من الالتحام مع حزب العمال للتصدي لخطط جونسون لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
قد يهمك أيضا:
رئيس الوزراء البريطاني يتعهد بطرح اتفاقية حول "بريكست" قبل عيد الميلاد
"ترامب البريطاني" يثير جدلًا واسعًا على مواقع التواصل بسبب أفكاره
أرسل تعليقك