تونس ـ كمال السليمي
نظم عدد من المحامين التونسيين وهيئة الدفاع عن الراحلين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، احتجاجا، مساء الإثنين، أمام مقر دار المحامي الاحتجاج الذي جرى أمام دار المحامي "نقابة" وسط العاصمة تونس، جاء لمنع دخول زعيم الإخوان راشد الغنوشي إلى الدار لمساندة زوجة القيادي الإخواني، نور الدين البحيري المعتصمة بها، باعتبارها محامية، احتجاجا على فرض الإقامة الجبرية على زوجها ورفع المحامون خلال الاحتجاج شعارات أبرزها "محاماة حرة حرة والإرهابي على برا"، و"يا غنوشي يا سفاح يا قتال الأرواح".
وقالت إيمان قزارة، وهي عضوة بهيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي، إن هيئة الدفاع لن تسمح بدخول راشد الغنوشي لدار المحامي لمساندة زوجة البحيري المعتصمة داخل الدار منذ صباح اليوم وتابعت في حديث لها: "نحن نحتج لمنع راشد الغنوشي الذي نتهمه بالتورط في الإرهاب، ويجب ملاحقته قانونيا لا أن نستقبله في دار المحامي ولا أن يدنس اسم شكري بلعيد المكتوب في المقر ولا أن يدنس قلعة المحاماة المناضلة" وأضافت :"الغنوشي دمر في السابق كل القطاعات واليوم يريد أن يحول معاركه إلى معارك قطاعية ولن ينجح في ذلك ونحن اليوم متواجدون لمنع دخوله" وأوضحت، أن "دار المحامي تتسع لكل المحامين بكل اختلافاتهم لكنها ليست ملجأ لأعضاء الجهاز السري لحركة النهضة "الإخوانية"، واليوم عائلة فتحي البلدي موجودة بدار المحامي وهو المتورط بالجهاز السري للحركة" ومضت قائلة: "فليذهبوا ويعتصموا في مقر الإخوان، ولا يجلبوا معاركهم لدار المحاماة.. الدار يجب أن تكون بعيدة عن التجاذبات السياسية" وأكدت أن دار المحامي تمثل جميع المحامين بكافة توجهاتهم ونرفض أن يحتكرها طرف معين.
والبحيري هو الذراع الأيمن لزعيم الإخوان الغنوشي، وشغل منصب وزير عدل في حكومة الجماعة بين عامي 2012 و2013 ومتهم بإخفاء ملفات تدين حركة النهضة في قضايا الإرهاب والاغتيالات السياسية، خاصة قضيتي بلعيد والبراهمي وفرضت الداخلية التونسية، الجمعة الماضي، الإقامة الجبرية على البحيري والبلدي في وقت سابق هذا الأسبوع وكشفت مصادر أن فتحي البلدي كان المسؤول عن الجهاز السري للإخوان داخل وزارة الداخلية التونسية وكان رئيس ما يسمى بـ" الغرفة السوداء" التي تحدثت عنها هيئة الدفاع عن الراحلين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، اللذين تعرضا للاغتيال قبل سنوات والبلدي مسؤول أمني ومستشار سابق للقيادي الإخواني ووزير الداخلية الأسبق علي العريض، لكنه لن يكون الأخير في سلسلة الاعتقالات والإقامات الجبرية، إذ تقول المصادر إن الداخلية ستنفذ عددا من الإيقافات في الساعات القادمة ويمنح قانون الطوارئ وزير الداخلية الحق في اتخاذ التدابير اللازمة من إقامة جبرية وغيرها لحفظ النظام العام والأمن.
وفي وقت سابق الإثنين، أكد وزير الداخلية توفيق شرف الدين، أن قراري الإقامة الجبرية بحق القيادي الإخواني نور الدين البحيري والمسؤول السابق بوزارة الداخلية فتحي البلدي، يتعلقان بشبهات جدية تتعلق بصنع وتقديم شهادات جنسية وبطاقات تعريف وجوازات سفر بطريقة غير قانونية لأشخاص، في تلميح لقضايا تسفير الإرهابيين كما أوضح أنه "تم تمكين أشخاص من مضامين ولادة "شهادات"، وشهادات جنسية"، مضيفا "الإعلان عن أسماء هؤلاء الأشخاص سيكون مفاجأة للتونسيين" وتابع أن "هناك شبهة إرهاب في هذا الملف بناء على أبحاث عدلية، وتم إبلاغ النيابة العمومية" بالأمر وقال إن قرار الإقامة الجبرية يمكن أن يتخذ لمجرد وجود هواجس أو مخاوف تتعلق بشخص أو أشخاص أو مؤسسات يمكن أن تشكل خطراً عل الأمن العام كما أكد شرف الدين وجود معلومات وتحركات مشبوهة أثارت مخاوف من القيام برد فعل في البلاد خاصة في الوضع الحالي.
وأضاف الوزير أن قرار الإقامة الجبرية قرارا إداريا، ومن يؤمن بدولة القانون والمؤسسات يختار السبيل القانوني للطعن عليه، لا أن تجنح أطراف من المفروض أن تكون قدوة لشباب تونس، إلى المغالطات والمزايدات ومحاولة جر المؤسسة الأمنية إلى التجاذبات السياسية، وبلغ الأمر حد ارتكاب جرائم التحريض على العصيان، على حد قوله وكان قد طلب راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي المعلق الأحد، من الرئيس قيس سعيد الكشف عن مكان نور الدين البحيري، المسؤول بحزب النهضة الذي اعتقل يوم الجمعة، وحالته الصحية. وقال أعضاء في حركة النهضة إن صحة البحيري كانت متدهورة، وإنهم تلقوا معلومات تفيد بأنه لم يُسمح له بتناول أدويته المعتادة منذ اعتقاله وأظهرت صور ومقاطع مصورة نشرها أعضاء من حركة النهضة وأنصارها على فيسبوك أشخاصا يتجمعون أمام المستشفى في بنزرت قائلين إن البحيري نُقل إليها.
ولم تؤكد وزارة الداخلية اعتقال البحيري واكتفت بقول إن شخصين، لم تكشف عن اسميهما، وُضعا رهن الإقامة الجبرية لحماية الأمن القومي.
ولم يتسن حتى الآن الاتصال بمسؤولين في الرئاسة التونسية للتعليق وقال حزب حركة النهضة، الذي اتهم سعيد بالقيام بانقلاب بسبب تعليق عمل البرلمان في يوليو تموز والاستئثار بالسلطات التنفيذية، إن ضباطا في زي مدني خطفوا البحيري صباح يوم الجمعة ومنذ تدخل سعيد، تم اعتقال أو محاكمة عدد من كبار الساسة ورجال الأعمال وتوجيه تهم الفساد أو القذف إلى الكثيرين منهم وانتقدت جماعات حقوقية بعض هذه الاعتقالات واللجوء إلى المحاكم العسكرية للنظر في القضايا وتعهد سعيد بدعم الحقوق والحريات التي كانت من مكتسبات الثورة التونسية عام 2011 والتي بشرت بالديمقراطية وكانت بداية لانتفاضات "الربيع العربي" في المنطقة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الغنوشي يدعو للكشف عن مصير البحيري الموقوف بعد نقله إلى المستشفى بحالة خطرة
الغنوشي يؤكد أن الرئيس سعيد يستعيد تجارب فاشلة وتونس تسير نحو الاستبداد
أرسل تعليقك