أعلنت مصادر عسكرية في وزارة البيشمركة، أن الوزارة قد أبلغت عن تحركات القوات العراقية وميليشيات الحشد الشعبي قرب قضاء مخمور، فيما دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، مجلس الأمن والأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها تجاه القدس في أعقاب القرار الأميركي بشأن المدينة المحتلة، فيما أكد أن بلاده لن تقف متفرجة ازاء "تقسيم العراق على أساس مذهبي او عرقي".
وقالت المصادر العسكرية، إن الوزارة أبلغت التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بتحركات وتحشيد القوات العراقية والميليشيات قرب مخمور. وأضافت المصادر أن التحالف أطلع على البلاغ وسيتخذ التدابير اللازمة للضغط بمنع أي هجوم على قوات البيشمركة.
وإقليم كردستان قد اجرى يوم 25 من شهر أيلول/سبتمبر الماضي استفتاء ايد فيه 93% من المصوتين عليه الاستقلال عن العراق غير أن الحكومة العراقية قامت بعدها باتخاذ سلسلة إجراءات عقابية منها الهجوم على المناطق المتنازع عليها، بين أربيل وبغداد بمساعدة الحشد المدعوم من ايران.
وكانت القوات العراقية قد فشلت الشهر الماضي بهجمات شنتها للسيطرة على مناطق قرب محافظتي أربيل ودهوك في محاولة منها للسيطرة ناحية "بردي" وعلى منفذي "فيشخابو، وإبراهيم الخليل، وقد تمكنت قوات البيشمركة من ايقافها. وتقول الحكومة الاتحادية إن المنافذ البرية والجوية في كردستان يجب ان تخضع إلى سيطرتها بينما تقول السلطات الكردية ان الدستور العراقي الدائم ينص على ان تكون هناك إدارة مشتركة لتلك المنافذ.
ودعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، مجلس الأمن والأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها تجاه القدس في أعقاب القرار الأميركي بشأن المدينة المحتلة، فيما اكد ان بلاده لن تقف متفرجة ازاء "تقسيم العراق على أساس مذهبي او عرقي". وقال أردوغان في كلمة خلال مشاركته، السبت، في المؤتمر العام السادس لفرع حزب العدالة والتنمية الحاكم، بولاية يالوه، إن "على مجلس الأمن والأمم المتحدة القيام بما يلزم، وخلافا لذلك سنضغط على الجهات المعنية للقيام بالمطلوب وفق القانون".
وشدد الرئيس التركي على أن بلاده "لن تتخلى عن الدفاع عن حقوق القدس وفلسطين لمجرد أن إسرائيل لا ترغب في ذلك". واعتبر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل "مكافأة على إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين وكل من يزور القدس". وتابع "الموقف الفظ واللامبالاة التي تبديها إسرائيل، ضد من يعارض إرهاب الدولة، الذي تمارسه ضد الفلسطينيين، وصمة عار على الإنسانية".
واستنكر أردوغان "تغاضي وسائل الإعلام الغربية عن انتهاكات الجنود الإسرائيليين بحق الفلسطينيين الذين يتظاهرون ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخصوص القدس". ووعد إن وسائل الإعلام تلك لا تبرز "ممارسات الجنود الإسرائيليين غير الإنسانية بحق الأبرياء العزل الذين يحاولون حماية حقوقهم بأيديهم العارية وأصواتهم".
وأضاف: "لو وردت هذه الصور (التي تظهر ممارسات الجنود الإسرائيليين بحق المحتجين الفلسطينيين) من أي بلد آخر حول العالم، وليس من إسرائيل، صدقوني لكانوا (الإعلام الغربي) جعلوها رأسا على عقب. ولو صدرت صور كهذه من تركيا، لكانت وسائل الاعلام الغربية ركزت عليها عبر عناوينها وشاشاتها لعدة أشهر".
تساءل اردوغان مخاطبا وسائل الإعلام الغربية، مستنكرا: "تحدثوا، أين أنتم الآن؟، هل هناك شيء من هذا القبيل في تركيا، هل رأيتم أمورا كهذه في تركيا؟". وحول الأوضاع في شمالي سورية، قال أردوغان: "لن نسمح بتأسيس دولة إرهابية في سوريا لأن أمريكا لديها حسابات أخرى".
وتنتقد أنقرة الدعم الذي تقدمه واشنطن لتنظيم "ب ي د" الامتداد السوري لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية، بدعوى مواجهة "داعش". وفي الملف العراقي، أكد الرئيس التركي، أن بلاده "لن تبقى متفرجة إزاء محاولات تقسيم العراق على أساس مذهبي وعرقي".
وفي الشأن التركي، شدد أردوغان، على أن بلاده "لن تبقى صامتة حيال أي سلوك من قبل الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي أو قوة أخرى، يمس استقلال تركيا وشعبها". وأكد مواصلة وقوف تركيا بجانب المظلومين، قائلا "لن نتخلى أبدا عن هذا الموقف الذي يعد أمانة أجدادنا".
واستدرك في مقال له بصحيفة "ديلي صباح" التركية الناطقة بالإنجليزية: "لكن الخطوة قد تصطدم بفيتو أمريكي خلال طرح المسألة في مجلس الأمن لتبقى الآمال معلقة على تصويت لاحق يجري في الجمعية العامة للمنظمة الدولية".
أرسل تعليقك