بغداد – نجلاء الطائي
أمهلت السلطات العراقية، الجمعة، عوائل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" 72 ساعة، للخروج من مدينة هيت "340 كلم غرب بغداد"، على خلفية التفجيرات الأخيرة التي استهدفتها، في وقت أعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورانس بارلي، أن فرنسا لن تغادر العراق وسورية بعد القضاء على "داعش"، مشيرة إلى أن هذه المنطقة ستمثل خطرًا محتملًا في المستقبل المنظور.
وقال المقدم في شرطة مدينة هيت هادي العبيدي: إن "السلطات العراقية في مدينة هيت أمهلت عوائل عناصر داعش، التي انخرط أبناؤها في صفوف التنظيم، 72 ساعة للخروج من المدينة وترك منازلهم، وبخلاف ذلك سيتم إخراجهم بالقوة"، مضيفًا أن "هذا القرار جاء عشية التفجيرات الأخيرة التي استهدفت المدينة على يد عناصر داعش، وتسببت بقتل وجرح العشرات من المدنيين".
وأكد العبيدي، أن "هذا القرار هو رد اعتبار وثأر للشهداء الذين قتلوا في التفجيرات الأخيرة"، موضحًا أن"السلطات العراقية ووجهاء المدينة، أكدوا أن التفجيرات التي تتعرض لها المدينة منذ تحريرها على يد الجيش العراقي تأتي بمساعدة من عوائل المتطرفين، والذين يشكلون خلايا نائمة داعمة لداعش في السر داخل المدينة"، مشيرًا إلى أن إخراجهم من المدينة اتخذ ضمن قرارات عدة للحيلولة دون تكرار الخروقات الأمنية.
وسمح المجلس البلدي لقضاء مدينة هيت بإبقاء العوائل التي انخرط أبناؤها في صفوف التنظيم عقب تحرير القضاء على يد الجيش العراقي العام الماضي، مقابل التعهد بالبراءة من أبنائهم، حيث حرر الجيش العراقي في نيسان/أبريل من العام الماضي، قضاء هيت من قبضة التنظيم الذي كان يسيطر عليه، فيما شهد القضاء مؤخرًا خروقات أمنية ينفذها التنظيم راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى.
وأفاد مصدر أمني في محافظة الأنبار، الجمعة، بأن تنظيم داعش اعتقل 15 شابًا في القائم بتهمة التواصل مع الأجهزة الأمنية، متابعًا أن "تنظيم داعش اعتقل 15 شابًا من صالات الإنترنت في القائم بعد تفتيش أجهزتهم المحمولة"، مبينًا أن "داعش اتهم الشبان بالتواصل مع الأجهزة الأمنية"، مشيرًا إلى أن "التنظيم المتطرف نقل الشباب إلى جهة مجهولة".
وفي غضون ذلك، أعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية، أن فرنسا لن تغادر العراق وسورية بعد القضاء على تنظيم "داعش" ، مشيرة إلى هذه المنطقة ستمثل خطرًا محتملًا في المستقبل المنظور، قائلة في حديث لصحيفة "لوموند" الفرنسية، إن "العلاقة بين الخطر الإرهابي في أراضينا ومجموعة من الأخطار المحتملة التي لا تزال تمثلها هذه المنطقة في المستقبل، تسمح بالاعتقاد بأننا لن نغادر هذه المنطقة بين عشية وضحاها".
ولفتت الوزيرة الفرنسية إلى احتمال ظهور تنظيمات إرهابية جديدة في المنطقة بعد زوال "داعش"، مؤكدة أن الإستراتيجية الدفاعية الفرنسية لعام 2013 لم تذكر الإرهاب، بينما أصبح موضوع الإرهاب في الإستراتيجية الجديد لعام 2017، موضوعًا مركزيًا، موضحة أن باريس لم تدرك مدى خطر الإرهاب قبل صعود "داعش" في سورية والعراق.
ويذكر أن القوات الفرنسية انضمت إلى التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة في منتصف أيلول/سبتمبر عام 2014.
أرسل تعليقك