قُتل 34 شخصًا من مسلحي تنظيم "داعش"، بينهم قيادي يدعى "أبو البراء التونسي" خلال معارك، الثلاثاء، في حي الزنجيلي في الساحل الأيمن للموصل، فيما كشف عضو مجلس النواب عن محافظة ديالى النائب فرات التميمي، أن الانتحاري الذي فجر نفسه قرب حاجز أمني شرق بعقوبة، جُند في بعقوبة من قبل "امرأة متطرفة".
وقال التميمي في حديث صحافي، إن "الأجهزة الأمنية ووفق المعلومات المتوفرة لدينا نجت بالتوصل إلى هوية الانتحاري الذي فجر نفسه قرب حاجز أمني في قضاء بلدروز (30كم شرق بعقوبة)، وهو مراهق عراقي الجنسية من سكنة احدى قرى حوض الداينية جنوب القضاء، لكنه انتقل منذ سنوات عدة للعيش في إحدى أحياء بعقوبة الغربية". وأضاف التميمي، أن "الانتحاري تم تجنيده من قبل إمرأة من عناصر داعش تجمعها به صلة قرابة، وفق المعلومات الأمنية المتوفرة"، لافتًا إلى أن "داعش ينشط بشكل لافت في حوض الداينية، وهذا ما يفسر تكرار أعمال العنف والهجمات الانتحارية بشكل لافت".
وحذر التميمي، من "خطورة ما يحدث في حوض الداينية والندا التي يمكن أن تتحول إلى مطيبيجة ثانية في ديالى"، داعيًا إلى "المزيد من الإجراءات الوقائية وتفعيل البعد الاستخباري لإنهاء أي نشاط لخلايا داعش". وكانت شرطة ديالى أعلنت عن إحباط هجوم انتحاري في سيطرة أمنية في مدخل قضاء بلدروز فيما أشارت إلى إصابة اثنين من أفراد السيطرة بجروح. وقال المتحدث الإعلامي باسم شرطة ديالى العقيد غالب العطية، إن "انتحارياً يرتدي حزاما فجر نفسه أثناء ترجله من عجلته بعد أن حاصرته القوات الأمنية قرب الحي الصناعي في حي المعلمين (4 كم غرب مدينة بعقوبة)"، لافتًا إلى أن التفجير كان مسيطر عليه من قبل الأجهزة الأمنية".
وواصل العطية أن "التفجير أسفر عن إصابة أربعة أشخاص، بينهم رجل مرور بجروح طفيفة نقلوا على اثرها إلى مستشفى بعقوبة التعليمي لتلقي العلاج"، مشيرًا إلى أن القوات الأمنية فرضت إجراءات أمنية في منطقة الحادث تحسبا لخروقات محتملة". وكان مصدر أمني في محافظة ديالى قد أكد في وقت سابق من اليوم، بإصابة 5 أشخاص بينهم عناصر امنيين بتفجير انتحاري يرتدي حزاما ناسفا حاصرته القوات الأمنية غرب مدينة بعقوبة.
وأعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في تصريح صحافي، أن "قطعات المحور الشمالي فرضت سيطرتها الكاملة على 75 في المائة من حي الزنجيلي واقتربت كثيرا من باب سنجار المنفذ الشمالي باتجاه جامع النوري في المدينة القديمة". وأضاف أن "عمليات اليوم أسفرت عن قتل 34 متطرفا بينهم القيادي المكنى بابي البراء التونسي المسؤول عن معامل تصنيع العبوات في الموصل القديمة وتدمير 4 مركبات مفخخة، حاولت استهداف ممرات إخلاء النازحين".
وكشفت خلية الإعلام الحربي، أنه "استناداً لمعلومات وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية فإن طيران القوة الجوية وجه ضربة جوية اسفرت عن تدمير شبكة انفاق ذو ثلاثة مداخل تابعة لتنظيم داعش"، مشيرا إلى "قتل عدد من المتطرفين وبضمنهم قياديين كانوا بداخلها في قضاء القائم غرب الانبار". وافاد مصدر أمني في محافظة صلاح الدين، الثلاثاء، أن "كدسا للسلاح والعتاد انفجر، اليوم، في مقر الفرقة الخامسة للشرطة الاتحادية في منطقة القلعة وسط سامراء". وأضاف المصدر، أن "الكدس انفجر بسبب حرارة الجو"، لافتا إلى أن "الانفجار لم يخلف خسائر بشرية".
وأكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، أن الحشد الشعبي استغل انشغال الجيش العراقي حربها ضد داعش، في مدينة الموصل، والتزام قوات البيشمركة بالاتفاق العسكري الثلاثي المبرم بين أربيل وبغداد وواشنطن وتحرك صوب جنوب سنجار وغرب تلعفر. وجاء ذلك خلال لقائه الاثنين في مصيف صلاح الدين الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية للقوات الأميركية والوفد المرافق له المؤلف من الجنرال تاونسيند، قائد القيادة العامة لقوات التحالف الدولي في العراق وسورية، وعددا من المسؤولين والمستشارين في الجيش الأميركي والسفارة الأميركية في بغداد، بحسب بيان صادر عن رئاسة الإقليم اليوم الثلاثاء.
وذكر البيان أنه أثناء اللقاء قام قائد القيادة المركزية للقوات الأميركية بإبلاغ الرئيس بارزاني مضمون الرسالة التي أرسلها وزير الدفاع الأميركي الذي أكد فيها على دعم الولايات المتحدة الأميركية لقوات البيشمركة. وكشف البيان أن وزير الدفاع قدّم في رسالته شكره وتقديره للرئيس بارزاني ولقوات البيشمركة للانتصارات التي حققتها هذه القوات في الحرب ضد متطرفي داعش، ولتعاونها وتنسيقها مع الجيش العراقي.
وفي سياق حديثه أكد قائد القيادة المركزية للقوات الأميركية، أنَّ تحقيق الانتصارات في معركة الموصل كانت مستحيلة لولا دور قوات البيشمركة، والرئيس بارزاني والتضحيات التي قدمتها هذه القوات. وأشار القائد إلى أن هنالك الكثير من التحديات التي تواجه الأطراف المشاركة كافة في الحرب ضد الإرهاب، مما يتطلب مزيداً من التنسيق والتعاون مع قوات بيشمركة كردستان.
وقال بارزاني إن إقليم كردستان طالب بوجوب وجود خطة عسكرية وسياسية وإدارية قبل البدء بعملية تحرير الموصل، لأن الإقليم كان يتوقع حدوث الكثير من المشاكل لكن وللأسف لم يتم العمل بموجب خطة سياسية وإدارية لإدارة محافظة نينوى في مرحلة ما بعد داعش. وبشأن الأوضاع في غرب الموصل وجنوب سنجار أشار الرئيس بارزاني إلى أن التحركات التي لوحظت في الفترة الأخيرة، إنْ كانت تخدم الحرب ضد متطرفي داعش فلا توجد أية مشكلة حولها، ولكن إنْ كانت هنالك ثمة محاولات لتنفيذ أجندات أخرى عدا الحرب ضد الإرهاب، فان هذا من شأنه أن يؤدي إلى ظهور مشاكل عديدة ستكون سبباً في ضياع كافة المكتسبات والانتصارات التي تحققت في الحرب ضد الإرهاب، وأكد، أن "إختراق حدود كردستان وفرض إرادات أخرى على سكان هذه المناطق من قبل أية قوة كانت هو أمر مرفوض ولا يمكن القبول به ".
وبشأن الاتفاقيات العسكرية، أكد الرئيس بارزاني على الموافقة التامة للتنسيق والتعاون بين قوات البيشمركة وقوات الجيش العراقي والالتزام بها، مشيرا إلى أن التزام كافة الأطراف بالاتفاق الثلاثي بين الإقليم والولايات المتحدة الأميركية والحكومة العراقية كان شرطا أساسياً لتنفيذ معركة تحرير الموصل. وأوضح الرئيس بارزاني أن ذلك الاتفاق كان ينص على تشكيل قوة مشتركة بين قوات البيشمركة والجيش العراقي، لتطهير جنوب سنجار وغرب تلعفر من المتطرفين، لكن الجيش العراقي انشغل بمعركة الموصل، ومن جانبها قوات البيشمركة التزمت بهذه الاتفاقية ولم تتحرك لوحدها، مما حدى بالحشد الشعبي أن يستغل هذه الظروف وأن يبدأ بتحركاته بمفرده في هذه المناطق دون أي تنسيق مع أي طرف كان، وهذا ما أدى إلى خلق هذه الظروف المعقدة، وإن ما تشهده هذه المنطقة حاليا يؤكد على أن القلق والتخوف الذي أبداه إقليم كردستان حول عدم وجود اتفاق سياسي وإداري مسبق كان في محله.
وحضر اللقاء كل من محمد حاج محمود الأمين العام للحزب الإشتراكي الديمقراطي الكردستاني، والشيخ جعفر شيخ مصطفى عضو القيادة العامة لقوات حماية الإقليم، وعدد من المسؤولين العسكريين والسياسيين في إقليم كردستان.
أرسل تعليقك