اسطنبول - جلال فواز
تنطلق في مدينة إسطنبول التركية، اليوم الاثنين، أعمال القمة العالمية الأولى للعمل الإنساني، التي ستعقد على مدار يومين، بحضور 70 من رؤساء الدول والحكومات، وأكثر من 6 آلاف من المسؤولين وممثلي الهيئات الدولية، ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام.وقال بيان صادر عن المركز الإعلامي لرئاسة الجمهورية التركية، إن القمة التي ستنظمها الأمم المتحدة، ستجمع بين القادمين من المناطق التي تعاني من الأزمات، وبين ممثلي الهيئات الدولية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام والقطاع الخاص، وذلك بهدف الاطلاع على أوضاع المناطق التي تعاني من الازمات ومعرفة احتياجاتها.
وعشية القمة، ناشد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، ستيفن أوبراين، الأحد، زعماء العالم اتخاذ خطوات ملموسة في ما يخص المساعدات الإنسانية لتحويل الأهداف المحددة إلى واقع.وقال في مؤتمر صحفي مشترك عقده أوبراين مع نائب أمين عام الأمم المتحدة، جان إلياسون، للحديث عن القمة العالمية للعمل الإنساني إن "قمة إسطنبول فرصة لتلبية احتياجات الناس المتضررين وتخفيف آلامهم".
ولفت إلى أن العالم يشهد أكبر أزمة منذ الحرب العالمية الثانية، موضحا أن بيانات الأمم المتحدة تشير إلى وجود نحو 130 مليون شخص في العالم بحاجة إلى مساعدات إنسانية، مشيرا إلى أن تلبية احتياجاتهم يتطلب بين 25 - 30 مليار دولار أمريكي.وأشار إلياسون من جهته، الى أن عدد المهاجرين وطالبي اللجوء في العالم، يبلغ 240 مليون شخص، مضيفا "هناك 1.6 مليون طفل محرمون من التعليم، وإذا فقدنا هذا الجيل، فسنواجه مجتمعا جاهزا للانفجار".
وأوضح إلياسون، أن قمة إسطنبول هي أول قمة عالمية للعمل الإنساني، تعقد تحت مظلة الأمم المتحدة، معربا عن شكره لتركيا على استضافتها للقمة، مضيفا: "هذا المؤتمر يضع الناس المضررين من الأزمات في مركز أعماله".وأضاف: "نريد رؤية خطوات ملموسة لمنع وقوع أزمات، ويجب وضع قصف المدارس والمشافي على رأس جدول أعمال أعلى المستويات"، مشيرا إلى أن المدارس والمشافي تتعرض لهجمات في مناطق الأزمات، مثل سوريا واليمن وأفغانستان، لافتا إلى أن عدم حماية المدنيين يصنف ضمن انتهاكات القانون الإنساني الدولي.
وأوضح إلياسون في مكان آخر، أن الكوارث التي شهدها العالم زادت من الحسّ الإنساني، مشيرا إلى أن أول رسالة سترسلها قمة إسطنبول إلى العالم هي "اتخاذ تدابير". وقال خلال حفل استقبال، أقامته وزارة الخارجية التركية ومجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي، لاستضافتهما للقمة العالمية للعمل الإنساني، وفق بيان صادر عن المجلس المذكور.
و شدد مساعد وزير الخارجية التركي، السفير ناجي قورو، على أهمية انعقاد القمة في تركيا، في وقت، يشهد فيه العالم تطورات خطيرة، مشيرا إلى أن بلاده تسضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين في العالم.من جانبه، أشار رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي، عمر جهاد فاردان، إلى لعب عالم الأعمال دور أكثر فعالية، في عمليات منع الأزمات الإنسانية والتدخل لحلها، مشيرا إلى أن الأعوام العشرة الأخيرة شهدت أرقاما قياسية في نزوح الناس من مناطقهم، بسبب الحروب والكوارث الطبيعية والأزمات.
وأعربت "أونروا"، في بيان لها، عن أملها في حشد كل السبل خلال "القمة الإنسانية"؛ من أجل صون وتحسين استثماراتها في التعليم لمئات الآلاف من أطفال لاجئي فلسطين.وحسب الأمم المتحدة، فإن قرابة 1.3 مليون لاجئ فلسطيني، يعيشون في قطاع غزة، و914 ألف في الضفة الغربية، و447 ألف في لبنان، و2.1 مليون في الأردن، و500 ألف في سوريا، فيما تعتمد الأرقام الصادرة عن "أونروا" على معلومات يتقدم بها اللاجئون طواعية، ليستفيدوا من الخدمات التي يستحقونها، إلا أن هناك لاجئين غير مسجلين في منطقة عمل المنظمة الدولية.
وتقول الوكالة الأممية، إن التبرعات المالية من الدول المانحة، لا تواكب مستوى الطلب المتزايد على الخدمات، الذي تسبب به العدد المتزايد للاجئين، وتفاقم الفقر، والاحتياجات الإنسانية، خصوصًا في غزة المحاصرة إسرائيليًا منذ 10 سنوات
أرسل تعليقك